الجمعة، 4 يوليو 2008

إسماعيل هنية .... رجل من زمن الصحابة


كلما شاهدته على التلفاز أو رأيت صورته التى عادة ما تتصدر صفحات الجرائد أو سمعت خطبة من خطبه الرنانة ، أشعر دائما أننى أمام رجل من زمن الصحابة ، رجل يجسد معنى كلمة العزة حتى أصبح صورته فى مخيلتى مرادفا للعزة والإباء
تراه دوما يتحدث وكأنه يرى النصر بعينيه ، وكلما زادت عليه الضغوط والأزمات كلما إزداد قوة و صمودا
فمع أنه تولى قيادة حماس فى أصعب وقت مر عليها فى تاريخها ، فقد تولى القايدة بعد إستشهاد شيخنا أحمد ياسين مؤسس الحركة ، وإستشهاد د.عبدالعزيز الرنتيسى ، القائد الثانى للحركة ، والأصعب أن الفترة بين إستشهادهما لم تتجاوز الشهر ، حتى أضحت مهمة من سيأتى بعدهما شبه مستحيلة ، بل ومتوقع له أن يفشل قبل حتى أن يمسك بزمام القيادة ، إلا أنه أدهش الصديق قبل العدو ببراعته فى القيادة وحسن تدبيره .
أصبح رئيسا لوزراء فلسطين بإختيار من الشعب له ، وتخيل أنت معى رئيسا لوزراء دولة ينزل وسط الناس ويكنس الشارع ، ويداعب الاطفال ويتعامل مع الجميع على أنه واحد منهم ، لا فرق بينه وبينهم .

ومع أنه قاد الحركة الى تقلد أرفع المناصب السياسية فى البلاد إلا أنه يردد دوما أن الجهاد هو أولويته ، وأن كل هذه المناصب ماهى الا وسائل معينة لتحقيق الهدف الاسمى وهو إخراج المحتل من فلسطين ، وقال عبارته الشهيرة
"إلتحقنا بحماس لنكون شهداء لا لنكون وزراء "

وبرغم الضربات القاصمة التى تعرض لها هو والحركة والتى تكفى ضربة واحدة منها أن تقضى على حكومة من حكوماتنا العربية ، إلا أنه مازال على العهد صامد ومازال يعلمنا كل يوم كيف التوكل على الله وكيف الايمان بأن الله لا يضيع عباده ، مما اضطر الصهاينة فى النهاية أن يوافقوا على التهدئة بينه وبينهم ، بعد أن وجدوا أنفسهم عاجزين أمام هذا الجبل الشامخ ، وبعد أن تعدى صموده أقصى تخيلاتهم بمراحل عدة ، فهم كانوا يتوقعون أن ينهار هنية وحركته بعد أيام أو شهور من الحصار ، الا انهم صعقوا مما شاهدوه على أرض الواقع ، وأدركوا أنهم أمام نوعية غريبة من البشر ، وأدركوا أنهم يتعاملون مع أناس مؤمنين بأنهم هم المنصورون طال الزمان أو قصر .
سندير أمر شعبنا حتى ولو على ضوء الشموع
أول رئيس وزراء يجلس على الرصيف لمنعه من دخول بلده
الله لن يضيعنا

لن أستطيع أن أجد الكلمات التى أستطيع أن أعبر بها عن هذا القائد التاريخى ، ولا يسعنى إلا ان أقف مدهوشا أمام هذا العملاق الذى يشعرنى كل يوم أننى قزم بالغ التقزم .
وأتعجب بشدة من إنبهار شبابنا بشخصيات من أمثال جيفارا ، فيدل كاستروا أو نيلسون مانديلا مع أننا نقف الآن أمام قائد يفوقهم عظمة وإعجازا ، قائد يقهر المستحيل ، حتى أصبح المستحيل يخاف منه .
حقا نحن أمام رجل من زمن الصحابة .

أستاذى وقائدى ومعلمى إسماعيل هنية
حفظك الله ورعاك ، وجعلك دوما رمز عزتنا وكرامتنا ، ولتمض فى الدرب وروح القدس تؤيدك .

هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

عزيزي عبد الرحمن

أشكرك على هذه المعلومات و التي للأسف لم أكن أعلم منها الكثير

سدد الله خطاه و جعله قدوة لشباب الأمة و رؤسائها

تحياتي

semsem يقول...

واللهى ماعارفه اقولك ايه
جزاك الله خيرا
ودايما كده ادخل الاقى حاجات هادفه وجميله
مدونتك بجد تحفه

جهاد خالد يقول...

ما أروع ما سطرت

وماأروع من عنه سطرت

حقا هو رجل علم ان الله حق وان وعده حق

تعلم من الصديق تصديقه ويقينه

ومن الفاروق تواضعه وحرصه على رعيته

ومن خالد الحنكة والدهاء

ومن علي الحكمة وروعة الكلمة

وأرى في هدوء محياه حياء عثمان

وفي زهده لترف الدنيا زهد ابي ذر

وفي عزته على المشركين خيلاء القعاع

ماذا أقول وماذا أحكي عن رجل

هو الآن ... رمز أمة


بوركت الأنامل

جهاد خالد يقول...

انا اخيرا رديت على التدوينة اللي فاتت
D:

غير معرف يقول...

يا عبدالرحمن باشا.انما المحن تصنع الرجال_ المحن العادية يعني_ فما بالك بمحنة ضياع ارض وهتك عرض وطمس هوية وتشويه دين بالتأكيدسيكون لها تأثير كبير جدا .
وتخيل معي رجلا استاذه الشيخ احمد ياسين ورفيق دربه الرنتيسي والزهار ومشعل وعماد عقل وعياش ونزار ريان ومحمد الضيف وسلفه المام البنا وعبد القادر عودة سيد قطب والهضيبي وتلاميذه مشير المصري وابو زهري وبرهوم كيف يكون حصيلة هذا كلهألا يكون فاروقا جديدا؟ اظنه يكون.
هذا الرجل يا عبدالرحن تعلم مدى عشقي انا له وسبب هذا العشق اني احسه يتكلم في الدنيا وهو جالس في الفردوس الاعلى هناك مع من احب ويدبر امور الدنياالتي اضحت بين يديه ولا يجعلها تشغله عن نصيب الله عزوجل وانه لنصيب الاسدوهذه عادات الصحابة.
بئسا لمن عادى هذا الرجل .ليخش على نفسه من غضب الله.
يا عبدالرحمن اخشى على المسلمين بعد موت هذا الاسد وارتقائه ولكن عزائي ان من اوجد هنية سيوجد الفا بأذنه ومن اوجد زهارا وعياشا وعقلا وياسينا ورنتيسيا وابو شنب سيوجد منهم من اصلابهم ومنا ان شاءالله من يرفع الله به الاسلام ويعزه وينفعه المهم ان يكون لنا دور في هذاوان نكون جاهزين لهذا لاتدري لعله يكون انت او انا.اللهم امين
محمد خالد الديب

Abd Al-Rahman يقول...

صديقى نبيل
شكرا لتعليقك ، ولا شكر على واجب
واستجاب الله دعائك، اللهم آمين

Abd Al-Rahman يقول...

أختى الفاضلة سمسم
ربنا يكرمك ، وجزاكم الله خيرا على إطرائك
شكرا لمرورك وتعليقك
فى أمان الله

Abd Al-Rahman يقول...

أختى الفاضلة النجمة
جميل ما وصفت به أستاذنا
ورائع تلك الاسقاطات بين ماحباه به الله عز وجل من صفات وبين صفات الصحابة الكرام العظام
تعليقك إضافة قوية للموضوع
بوركت

Abd Al-Rahman يقول...

أخى الأكبر محمد
تعليق رائع حقيقة
وكل من ذكرتهم هم من عظام العظماء ، وكل منهم على حدة أسطورة حفرت نفسها فى التاريخ رغما عن انف الظالمين ، واعتبر تعليقك هذا بمثابة لوحة الشرف التى ضمت أناس يشعرونا كل لحظة بأننا أقزام كل ما رأيناهم يتحدثون , أو قرأنا كلماتهم فى الكتب
وهؤلاء جميعا دليل مادي على أن أمة محمد ستظل ولادة للعظماء حتى يرث الله الأرض ومن عليها
نسأل الله عز وجل أن يجعلنى وإياك منهم
اللهم آمين