الثلاثاء، 28 يوليو 2009

مذكرات فى رحلة الذكريات ... (4)

اليوم هو يوم الجولة السياحية ، البرنامج هو زيارة حلبة البحرين الدولية التى يقام عليها أحد سباقات " الفورمولا وان " و سيتى سنتر ، كنا ننتظر هذا اليوم منذ بداية المؤتمر وذلك للترفيه قليلا والخروج عن جو المحاضرات لبعض الوقت ، المفترض أن اليوم سيبدأ بصلاة الفجر الساعة الرابعة ، ثم الافطار فى الفندق الساعة السادسة والنصف صباحا ، ثم الانطلاق الى البرنامج الساعة الثامنة والنصف صباحا ، استيقظت فوجدت عبدالرحمن وأحمد نائمين ، والشمس ساطعة فى السماء ، فحزنت على ضياع صلاة الفجر ، قمت مسرعا ، نظرت فى الساعة لأعلم ان كان وقت الشروق قد حان أم مازال بإمكانى اللحاق بالصلاة ، فإذا بالصدة الكبرى تنتظرنى فى عقارب الساعة ، بإختصار شديد وجدتها الثانية عشرة ظهرا ، أصابنى الذهول ، ماذا ، لابد أن فى الساعة خطأ ما ، أخرجت هاتفى ، لأصدم ثانية ، الساعة محقة ، لم أدرى ما العمل ؟ ، أيقظت أحمد فكان هذا حوارنا
- أحمد ، قوم عندى أخبار وحشة
- خير
- الساعة 12
- ياعم بطل هزار بقى
- يا أحمد والله الساعة 12
أفاق أحمد ، تأكد من الخبر ، فجلس على السرير بلا حراك ، الخبر ليس سهلا على الاطلاق ، هذا معناه أن الفجر ضاع ، الإفطار ضاع ، محاضرة أ.أحمد أبوهيبة ضاعت ، الرحلة الى الحلبة ضاعت ، الحل الوحيد أمامنا هو الإنتظار حتى الساعة الخامسة عصرا حيث ميعاد أول محاضرة فى الفندق الذى سنضطر للذهاب إليه بتاكسى والذى سيكلفنى مالا يقل عن ستين جنيها مصريا ، المهم كنت مؤمن بأن الخير فى الحركة والسعى ، حتى ولو لم يكن لدينا خطة ، المهم أن نغير ملابسنا ، وننزل وسنجد فرجا بإذن الله ، أيقظنا عبدالرحمن وأخبرناه بالمشكلة ، وقلت لهم أنى سانزل الى بهو الفندق لأبحث عن أى إدارى لأستفسر منه عن كيفية التصرف ، نزلت فلم أجد أحدا على الاطلاق ، بدأ الاحباط يساورنى ، صعدت الى الغرفة ، جهزت أدواتى وأخذتها معى وأخبرت أحمد وعبد الرحمن أنى سأنتظرهم بالأسفل ، نزلت للمرة الثانية بعد أقل من خمس دقائق ، لأجد إثنين من الاداريين يجلسان فى مدخل الفندق ، استبشرت خيرا برؤيتهما ، استعنت بالله وذهبت اليهما ، وفى نفسى أقول أنى سأتقبل أى نوعا من رد الفعل ، فنحن متأخرون خمس ساعات عن الموعد وليس النصف ساعة ، ذهبت اليهما وأخبرتهما بالمشكلة ، ومدى حزننا على ضياع الرحلة الى حلبة البحرين ، فابتسم أحدهما وقال " الرحلة الى حلبة البحرين " تأجلت ، هنا تنفست الصعداء ، وبدأت فى التحدث بهدوء ، سألتهما عن مكانهم ، فأخبرنى أنهم فى سيتى سنتر ، وسيتى سنتر هذا يبعد عن الفندق بحوالى عشر دقائق سيرا على الأقدام فقط ،اتصل أحدهما بالمسئول عن الرحلة وأخبره بالأمر فأخبرنا أن نذهب الى هناك وهم سينتظرونا ، الأخبار كانت طيبة جدا حقيقة ، دقائق مرت ووجدت أحمد وعبدالرحمن قد نزلوا ، فبشرتهم بتلك الأخبار ، وانطلقنا الى هناك ، فى طريقنا ظللنا نذحك على هذا الموقف السخيف الذى أسال الله عز وجل ألا يعيده علينا ، صورنا الموقف بالفيديو ، كنت أنا المتحدث ، وصلنا الى هناك لنكتشف أننا أمام مخاطرة كبيرة ، ألا وهى عبور الطريق السريع الذى يتكون من أكثر من خمس حارات والسيارات تصل سرعتها الى 120 و 140 كيلوا فى الساعة ، ولا يوجد كوبرى أو نفق للمشاة ، بعد أكثر من ثلث الساة تمكنا من العبور ، لنجد على الجانب الآخر رجل بحرينى لما رآنا أخبرنا أن هناك خمس أشخاص ماتوا على هذا الطريق أثناء عبوره ، طبعا خمس أشخاص كثير جدا فالبحرين أصلا لا يوجد بها فكرة السير على الأقدام على ما أظن ...
دخلنا الى المول ، والتقينا بالإخوة ، صلينا الظهر والعصر ، ثم انطلقنا فى جولتنا ، المول يستحق أن يوضع فى برنامج الجولة السياحية ، ضخم جدا ، ومنظم بصورة جميلة ، وبه مايرضى كل الأذواق ، مايميزه عن سيتى ستارز القاهرة هو صالة ألعاب متطورة جدا للأطفال ، التقطنا الصور ، تناولنا الغذاء ، ثم اشتريت أخيرا خط بحرينى ، انهينا الجولة الممتعة فى المول وتوجهنا الى الباصات ، اتصلت بأمى ، سلمت عليها وأرسلت سلاماتى لكل الأسرة ، لا شك أنى افتقدتهم ...
ذهبنا الى " موفنبيك " ، فى طريقنا الى هناك كان هناك الكثير من المرح فى الباص ، منظر يستحق التسجيل ، شباب عربى من مختلف الدول التى لا تعلم كيف تتفق ، يجلسون بع يمرحون ويمزحون وكأنهم يعرفون بعض من عقود ، اقترح أحدهم أن نسمع أنشودة فلم يتطوع أحد ، فاقترحوا أن نردد نشد نحفظه جميعا ، طبعا هم معظمهم من الخليج ، فانتظرت لأسمع ماهو النشيد الذين يتفقون عليه ،فإذا به أفاجأ بأنهم ينشدون " لبيك إسلام البطولة " ، فى منتصف الانشودة بدأنا ندخل الكلمات فى بعضها ، فتوقفنا على الانشاد ، لنجد أحدنا ينشد بصوت عالى " أنا البندورة الحمراء " ، ليغرقنا فى فاصل من الضحك لم يتوقف الا ونحن نغادر الباص ...
بدأنا المحاضرة الأولى " مهارات البحث على الانترنت " ، يالله ، كلنا لا نفقه شيئا فى البحث على الانترنت ، تعلمت كيف أصل الى الموضوع الذى أريده ، وكيف أجد الصورة التى أبحث عنها ، كانت محاضرة قيمة جدا ، إن شاء الله ستحل لى مشاكل كثيرة كنت أواجهها ...
أخذنا بريك ، صلينا المغرب والعشاء ، ثم بدأت المحاضرة الثانية ، " التكوين الثقافى لدى الشباب " لـ أ.مصطفى الحباب ، وهى المحاضرة الأكثر إثارة للجدل فى كل المؤتمر ، والتى استثارت كل المشاركين ليقلبوا طاولات العشاء الفاخر الى صالونات ثقافية لنقد هذه المحاضرة ، فهى اصطدمت بالكثير من المفاهيم التى نؤمن بها ... لم يكن المحاضر موفقا فى إثارة البلبلة هذه ، وواجه هجوما فكريا لم يواجهه أحد قبله ، وأعتقد أنه لن يواجهه أحد بعده ...
أنهينا العشاء ، فتوجهنا الى الباصات لنعود الى الفندق ، كان الجميع يتحدثون ويصيحون ، فقطعت حديثهم ، ومثلت دور المتأثر الحزين ، وقلت لهم
- " شباب ، أنا عايز أعمل مداخلة لو سمحتوا "
- اتفضل
- دلوقتى شعار المؤتمر إخاء وبناء ، صح
- إيه مظبوط
- طيب احنا النهاردة الصبح راحت علينا نومة ، تخيلوا صحينا الساعة كام
- كام ؟
- 12
عم الذهول كل من فى الباص
- يعنى أنا بجد زعلان من اللى حصل ، لأنى سألت نفسى بعد ماصحيت ، ان مرت أكثر من خمس ساعات وماحدش اكتشف اننا مفقودين ، يعنى افرضوا لا قدر الله كان حصل لنا حاجة ولا متنا ، كنتوا هتكتشفوا امتى
طبعا أنا مثلت الدور بإتقان ، كانت نتيجته أن بدأت الاعتذارات تتوالى علينا ، ثم تطور الأمر الى دعوة بأن يكون مسئول مجموعتنا مكلف بايقاظ كل غرفة عند أذان الفجر وعند الانصراف ، فلما رفض ، بدأت الدعوات لعزل المسئول و بدأت الأمور تتفاقم ، بالطبع كله يطرح بالمزاح ، الى أن تطوع أحدهم بايقاظنا صباحا ، وكلف أحدنا بايقاظ الجميع عند الفجر ....
عدنا الى الفندق ، غيرنا ملابسنا ، ظبطنا منبهاتنا ، وابتهلنا الى الله عز وجل أن نستيقظ فجرا ، ليتجب الله دعائنا ، ونصلى أول فجر لنا جماعة مع الآخرين منذ أن بدأ المؤتمر ...
الاثنين 27/2/2009 الساعة 10:40 مساءً

الاثنين، 27 يوليو 2009

مذكرات فى رحلة الذكريات ... (3)

استيقظت حوالى الرابعة والنصف صباحا ، وكالعادة أحمد هو من أيقظنى ، صلينا الفجر سويا ، وجدنا ورقة أمام باب الغرفة ، قرأناها فإذا بها ميعاد الافطار وهو السادسة والنصف صباحا ، وميعاد التوجه الى الباصات فى الساعة الثامنة والنصف صباحا ، نمنا قليلا ، ثم استيقظنا فى المعاد ، ونزلنا الى المطعم ، الفطار كان شهيا جدا ، وأيضا كان بوفيه مفتوح ، لن أستفيض فى وصف الافطار ، الا اننى أكتفى بأن أقول أنه كان يحوى كل الأصناف التى أفطرت بها فى حياتى ، بالاضافة الى أشياء كثيرة لا أعرفهما ، و جميع أنواع العصائر والمشروبات الساخنى ، أنهينا الافطار ، فصعدنا الى الغرفة ن بدلنا ملابسنا ، وانطلقنا إلى فعاليات اليوم الثانى من المؤتمر ...
البداية جاءت سريعة ، مع محاضرة " المسئولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات " لد. عماد الجريفانى ، وحقيقة هذه محاضرة فتحت لى آفاق جديد نحو فرضية مشاركة الشركات فى العمل التطوعى ، وأننا كأفراد فى المجتمع لنا قدرة تأثير غير محدودة على هذه الشركات تجبرها على تأدية هذه الخدمات نحو البيئة والمجتمع ، وضرب لنا بعض الأمثلة الواقعية ، سواء شركة عبدالطيف جميل، ماكدونالدز ، فيديكس ... وغيرها من الشركات العالمية التى تؤدى هذه الخدمات المجتمعية والمشروعت الخيرية التى من شانها احداث النهضة ...
أخذنا بريك ، تناولت كوبا من القهوة لمحاولة الصمود ، فأنا لم أنم سوى أربع ساعات ، واليوم مازال طويلا بعد ، بدأت المحاضرة الثانية ، وكانت عنوان " البناء العلمى " لـ أ.د. سمير فخرو ، وهو محاضر ممتاز جذب انتباهنا طوال فترة المحاضرة التى تجاوزت الساعتين ..
بعد ذلك صلينا الظهر ، وحان وقت الغذاء ، وأيضا كان الغذاء أسطوريا شأنه كشأن عشاء أمس ، جميع أنواع الطعمة التى تتخيلها كانت موجودة فى الغذاء ، استغرقنا حوالى الساعة ، ثم دخلنا إلى محاضرة " مدخل إلى الحداثة الغربية " لـ د. مصطفى الحسن ، كانت محاضرة صعبة جدا على عقلى ، فهى عباة عن تاريخ الفلسفة منذ اليونانيين حتى العصر الحديث ، واحتوت المحاضرة على كثير من الأفكار الفلسفية ن صحيح انى استفدت منها ، الا أنها لم تكن ممتعة مثل سابقاتها ...
بعد ذلك أخذنا استراحة ، صلينا العصر ، وتفاعلنا مع المشاركين فى التعارف والحوارات ، دائما ما تكون لحظات الاستراحة ثمينة ، فهى ما نخرج منها بكنوز الرجال ، لمنا أن إدارة المؤتمر وفرت لنا خدمة الانترنت " ويرلي " فى قاعة المؤتمرات ، حاولت الدخول من حاسوبى ، فنجحت فى فتح الماسنجر ، وكم كانت سعادتى ، فانا فى البحرين منذ ثلاثة ايام ول استطع التواصل مع اهلى قط ، ارسلت لهم بعض رسائل لأطمئنهم على ، ونشرت اول مذكرة على مدونتى، ثم انقطعت الشبكة تماما ، فاغلقت جهازى ، وخرجت الى الخارج اتجول قليلا ...
اقترب موعد ورشة العمل ، كانت عن " قوة الاعلام " لـ أ.قسورة الخطيب ، انا اعلم أ.قسورة شكلا وإسما ، فهو كان أحد أعضاء فريق برنامج " يلا ياشباب " و " رحلة مع حمزة يوسف " ، لكنى لا أعرف عنه أى شيء ، كم أنى لم اكن مقتنع بان يكون هو محاضرنا ، المهم بدأت المحاضرة ، رأيت قسورة على مسرح المحاضرة فاستغربت شكله جدا ، كان يرتدى جلبابا ويشمر عن ساعديه حتى المرفقين ، مفتول العضلات ، باختصار لم أكن مقتنعا به شكلا ولا جوهرا ، المهم بدأ أ.قسورة فى التحدث ، لتكون محاضرته اول محاضرة تبكى المشاركين ، وليكون أ.قسورة نفسه الأكثر تأثيرا بين كل من سبقوه من المحاضرين ، وليعطينا محاضرة لن أنساها ماحييت بإذن الله ، وليثبت لنا أن الإعلام له مفعول السحر على القلب والعقل معا ، أنوى أن أكتب عنها تفصيليا فى مناسبة أخرى ان شاء الله ...
انتهينا من ورشة العمل فطلب الإخوة منا أن نتوجه سريعا الى الباصات ، قسمنا الى مجموعات لأول مرة منذ بداية المؤتمر ، رجعنا الى الفندق بعد أن نال منا الانهاك مناله ، فنحن لم ننم سوى أربع ساعات ، واليوم كان حافلا بالمحاضرات والأحداث ، صعدنا الى غرفنا فى انتظار العشاء ، كنا نود أن ننام بشدة الا انهم أخبرونا انهم سيرسلون لنا وجبات العشاء ، مرت أكثر من ساعة ولم يصل شيئا ، فخرج أحمد ليستفسر عن سر التأخير ، ليجد أن جميع الغرف وصل لها الوجبات إلا نحن ، فقد نسى الاداريون ن هناك غرفة 620 من الأساس ، وبعد وابل من إعتذاراتهم عن هذا الخطأ ، أعطونا العشاء ، تعشينا ثم فوجئنا ان الساعة أصبحت الواحدة صباحا ، ظبطانا منبهاتنا على الساعة الثالثة والنصف صباحا لأننا نوينا أن نصلى ركعتى قيام قبل الفجر ، هذا كان اتفاقنا وترتيبنا ، الا أن الله عز وجل كان له ترتيب مخالف لترتيبنا تماما ...
الأحد 26/7/ 2009 الساعة 6:55 مساءً

مذكرات فى رحلة الذكريات ... (2)

رؤية الفندق من بعيد حملت لنا بشرى خير ، فواضح أنه " 4 نجوم " إن لم يكن 5 ، دخلت إلى الفندق ، عجبنى المدخل ، متميز جدا ، به " قعدة عربى " ، و مطعم و أماكن مريحة جدا للجلوس ، والفندق ألوانه مريحة ، وواضح أنه من الفنادق الراقية هنا فى البحرين ، به حمام سباحة ، و حمامات صحية " البخار ، والمساج ... الخ "
المهم أنهيت التسجيل ، وأخذت مفتاح غرفتى الالكترونى ، وصعدت الى الغرفة ، فى طريقى الى هناك ، أعجبنى الصور المعلقة فى كل مكان ، صور خيل و لوحات فنية جميلة ، أحيانا هناك أشياء بسيطة جدا فى عملها الا أنها تترك فى النفس أثرا كبيرا ، منها هذه اللمحات الفنية الموضوعة أينما ذهبت ...
وصلت الى الغرفة ، فتحت الباب ، وإذا بالظلام يستقبلنى ، فتحت النور ، فلم يفتح ، أخذت أتسحب بحذر على أجد مفتاحا آخرا ، لكن بلا جدوى ، المفاتيح كلها لا تعمل ، اتصلت بالاستعلامات
- السلام عليكم
- عليكم السلام
- حضرتك مافيش نور فى الغرفة
- تانم لتنصلتن ىتنالنتله تملتختل تنتبنتبحتبثب تبنصتبت
كان هذا شبيها بالرد الذى أتانى ، فعلمت أنه لا يتحدث العربية ، سالته ان كان يتحدث الانجليزية ، فاخبرنى بقدرته ، فكررت له شكواي بالانجليزية ، فأخبرنى بأنه سيرسل لى أحدا على الفور ...
وهنا سمعت صوت الباب يفتح ، فذهبت مسرعا لأفتحه أنا حتى لا يفزع القادم ، عندما يرى شخصا جالسا فى الظلام فى غرفته ...
فتحت الباب فرأيت أمامى إثنين ، يبدو على ملامحهما المصرية المتأصلة ، رحبت بهما ، سالتهما لأتأكد من معلوماتى ، فبدآ بالحديث ليقطعا الشك باليقين حول مصريتيهما ، قلت لهما " تحيا مصر ياجماعة ، أخيرا حد مصرى " ثم أخبرتهم عن مشكلة النور ، فوضع أحدهما المفتاح داخل تجويف ، ثم ضغط على المفتاح ليشعرنى بسذاجتى اللامتناهية ، الغرفة أضيئت ، والأمور على خير ما يرام ...
عرفتهم بنفسى ، وتعرفت عليهما ، هما شقيقان ، الأكبر عبدالرحمن والأصغر أحمد ، عبدالرحمن فى السنة الأخيرة بكلية دار العلوم ، و أحمد فى السنة الثانية بكلية طب القصر العينى ، أخبرانى انهما سينزلان لشراء العشاء وإن كنت أرغب مرافقتهم ، فاعتذرت لأنى وصلت من سفرى للتو ، وأريد أن أرتب أمورى ، وأصلى المغرب والعشاء ، و أغتسل بعد هذا اليوم الشاق ، نزلوا هم ، وبدأت أنا فى رحلة تفقد الغرفة ، الغرفة بلا مبالغة رائعة ، واسعة ، الأسرة جميلة ، الغرفة بها تلفاز بقنوات فضائية ، جهاز عمل الشاي ، ثلاجة ، دولاب كبير جدا ، خزينة نقود الكترونية ، شباك يطل على منظر رائع لبنايات من طراز الريف الأوروبى ، وبنايات شاهقة لا نرى مثلها فى مصر
أما الحمام فوصفه يطول ، الا أننى سأختصره فى جملة واحدة ، " دخلت لأغتسل فى دقيقتين ، فاستغرقت أكثر من نصف ساعة استمتاعا به " ، الحمام رائع ... باختصار الغرفة أكثر من رائعة .
بعد حوالى الساعة ، وبعدما صليت و جلست على السرير استريح قليلا ، أتى عبدالرحمن وأحمد ، فجلسنا سويا نتعرف بشكل أكثر تفصيلا ، علمت أن معهم شقيقتهم أيضا ، صحيح أننى لم أجلس معهم كثيرا ، إلا أننى احسست براحة تجاههم ، وأخبرنى شعوري أنهما شابين متميزين ، وأعلم أن الأيام ستثبت لى ذلك بإذن الله ، بعدما جلسنا بعض الوقت ، حان وقت النوم ، سبقانى هما الى النوم بينما جلست أنا لأدون أحداث أول أيام رحلتى ، انهيت التدوين ثم ذهبت فى نوم عميق ، استيقظت على صوت أحمد وهو يحاول ايقاظى ، قمت من النوم فلاحظت أن الشمس قد أشرقت ، ياالله ، ثلاث منبهات عجزت عن ايقاظنا الفجر ، توضأت وصليت ، ثم وقفت أمام الشباك أشاهد البحرين صباحا كيف تكون ، المشهد خلاب ، الشمس بين الأبنية الشاهقة ، ونور الصباح أضاف للجمال جمالا ، وقفت بعض الوقت ، ثم ألقيت بجسدى على السرير لأكمل نومى ...
إستيقظنا فى حوالى العاشرة صباحا ، توضات وصليت الضحى ، جلسنا بعض الوقت ، ثم نزلنا لنشترى طعام الإفطار ، أفطرنا وشربنا الشاي ، ثم صلينا الظهر ، كنا نود أن نصلى الجمعة ، الا أن المسئولين أخبرونا أنه لا يوجد مسجد بالقرب من هنا ، كما أننا على سفر فلنا رخصة فى صلاة الظهر ...
بعد الصلاة جلسنا سويا ، فاقترحت أن نقرأ معا سورة الكهف ، وكم حمدت الله بعد ذلك على اقتراحى هذا ، تقريبا من أكثر القراءات التى استمتعت بها فى حياتى ، صوت أحمد وعبدالرحمن تبارك الرحمن رائع ، وقراءتهما صحيحة وتجويدهما كما يقول الكتاب ... نصف ساعة ربانية ، امتزج فيها جمال الصوت مع خشوع القراءة وعظمة القرآن ... حقا شكرا ربى على نعمة الإسلام ...
الآن اقترب العصر ، وعندها ستكون البداية الفعلية للمؤتمر ، إلى اللقاء ...
الجمعة 24/7 /2009 الساعة 2 ظهرا
رن هاتف الغرفة ، فرد أحمد ليجد أحد إداريى المؤتمر يخبرنا بأنه أمامنا خمس دقائق على انطلاق الباصات ، ارتدينا ملابسنا بسرعة ، ونزلنا إلى بهو الفندق ، شربنا عصير من الذى يقدمه الفندق لجميع زواره مجانا ، طعمه غريب ، المفترض أنه كركديه إلا أنه مختلف كليا عما نشربه فى مصر ، صعدنا إلى الباص ، نادى أحد مسئولى المؤتمر على الأسماء بالكشف ، ثم انطلقنا إلى مدينة المحرق حيث فندق " موفنبيك " الذى يقام فيه المؤتمر ...
بالطبع فندق " موفنبيك " وهم من نوع مختلف ، أعتقد أنه أفضل فندق فى البحرين ، معظم نزلائه من الأجانب ، وطاقم العمل فيه أيضا من الأجانب ، المنظر ساحر ، الخضرة تملأ المكان ، عدد كبير من النافورات ، وبركة مياه بها أنواع مذهلة من السمك الملون كبير الحجم يسبح فيها ، أماكن مريحة جدا للجلوس والحوار ، قاعة المحاضرات لم أر مثيل لها فى مصر ، ربما لأنى لم أنزل فنادق خمسة نجوم فى مصر ، لكن المهم أن القاعة مجهزة على أعلى مستوى وبأقوى إمكانات ممكنة .
سلمونا حقيبة بها البرنامج وكتيبات عن المحاضرين و مركز شباب المستقبل و أشياء أخرى ، وسلمونا أيضا الـ" IDs" الخاصة بنا ، دخلنا إلى القاعة ، وبفضل الله ومنه كانت خالية تماما ، فاخترنا مكانا فى مقدمة الصفوف ، وجلست أنا وأحمد و عبدالرحمن بجوار بعضنا ، انتظرنا قليلا ، ثم خرجنا صلينا العصر ، وأخذنا جولة فى الفندق ، رجعنا من جديد إلى القاعة فعلمنا أنهم سيبدأون بعد ساعتين ، فخرجنا من جديد ، وذهبنا إلى مكان الشاي والحلويات ، وأخذ كل منا ما يكفيه ، وبينما أعد لنفسى الشاي ، رأيت أحد المشاركين وينظر إلى مبتسما ، فرددت له الإبتسامة ، فوجدته يقول " مصرى ؟ " ، لهجته اعلمتنى بمصريتيه أيضا ، فقلت له " مش باين علي ولا إيه " ، وجدت حفاوة شديدة جدا منه ، أنا مؤمن أن الشعب المصرى من أكثر الشعوب إجتماعية فى العالم ، ولا نجد صعوبة تذكر فى التعرف والتحدث ، تعرفنا على بعضنا ، إسمه أحمد خضر ، من الأسكندرية ،علمت أنه مصمم جرافيك ، ويدرس فى أكاديمية إعلام ، و أنه ترك التعليم النظامى ، لأنه غير مقتنع بأنه تعليم أصلا ، فهو أمضى فى كليات مختلفة حوالى أربع سنوات ، شعر فيها بالفشل والحسرة ، كان يذاكر المادة لأول مرة فى ليلة الامتحان فقط وينجح ، فرأى أن من الأفضل أن يترك كل هذا ويلتحق بمؤسسة تعطيه علما حقيقيا ، لم يبالى بأنه سيكون فى نظر المجتمع أو الحكومة لا يحمل مؤهل عالى ، احترمت فيه جرأته على كسر الروتين الذى لم يجرؤ أحدنا على المس به ، وخروجه عن ساقية الحياة المعتادة التى يدخلها كل منا دون أن يكون له حق الإختيار ، هو أوجد الخيارات لنفسه ، فاستحق منى رفع القبعة .
انضم الينا بعد فترة محمد زاهر من سوريا ، شخص لطيف وودود للغاية ، ظللنا نتحاور أكثر من اسعة ، حكى لى عن سوريا ، وكل المعلومات التى أخبرنى إياها لم أكن أعلم منها إلا القليل ، كان حوارا ممتعا ، لم يقطعه الا دخول موعد بدء المؤتمر ..
دخلنا الى القاعة ، وبدأ حفل الافتتاح ، كان حفلا شيقا لأبعد الحدود ، مقدم الحفل صوته متميز وعرضه ممتع ، بدأ الحفل بالقرآن الكريم ، أعقبه كلمة الافتتاح للدكتور على العمرى رئيس منظمة فور شباب العالمية ، ثم كلمة الندوة العالمية للشباب الاسلامى ألقاها د. أحمد التوتنجى ، ثم أعقبهم بعد ذلك تدشين موقع فور شباب ، ثم عرض فيديو للندوة العالمية للشباب الاسلامى ، ثم عرض فيديو للموقع ، ثم عرض فيديو لمؤتمر فور شباب ، بعد ذلك جاء دور فرقة " أمواج البحرين " للإنشاد الإسلامى ، أنشدوا أوبريت فورشباب ، أصواتهم رائعة ، ضحكت كثيرا عندما استعرضت فى ذهنى ذكريات للعروض الانشادية التى حضرتها فى مصر ، لا مجال للمقارنة بالطبع ..
أخذنا بريك لفترة صغيرة ، صلينا المغرب والعشاء ، ثم عدنا لتبدأ المحاضرات ..
المحاضرة الأولى كانت للدكتور " على العمرى " رئيس المنظمة وكانت تحت عنوان " كيف تستفيد من هذا المؤتمر " ، كانت محاضرة فى غاية الأهمية ، بالنسبة لى على الأقل ، استمرت حوالى ثلث الساعة ..
ثم المحاضرة الثانية ، كانت للدكتور " أحمد التوتنجى " من العراق ، تحت عنوان " هذه تجربتى " ، وكانت محاضرة ملهمة إلى أبعد الحدود ، أنا أصلا أعشق تجارب الحياة ، فما بالك عندما تكون تجربة حياة عالم يقرب عمره من الستين ، وعقله برأيى يزن أمة منا مجتمعين ، أكثر ما أعجبنى فى هذا العالم هو طريقة تحدثه عن زوجته ، وهو بالفعل كان يتعمد أن يظهر لنا مشاعره تجاهها ، وأرجع لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى ما وصل اليه ، وقال أنه متزوج هذه المرأة منذ 39 سنة وطوال هذه المدة من الرباط المقدس لم يرفع صوته عليها أبدا ولم ترفع صوتها عليه ... بارك الرحمن لهما فى بعضهما ...
أنهينا المحاضرة ، والتقطنا بعض الصور القيمة مع العلماء الذين حاضرونا ، حان وقت العشاء ، كان عشاءا أسطوريا ، بالطبع فى بوفيه مفتوح ، لكنه ليس كالذى نعلمه ، عشاء من نوع مختلف ، وخدمة راقية ترقى إلى الروح السائدة فى المكان ، روح الإخاء التى أصابتنا فدفعتنا نحو الابتسام الدائم ، وراحة النفس التى لا تذهب عنا لحظة ، جلسنا على طاولة العشاء مع شباب من الإمارات العربية المتحدة ، كان عشاءا كوميديا بحتا ، بمجرد أن علموا أننا مصريين بدأوا فى الأسئلة التى لا تتوقف ، و تبادلنا حواراتنا الشيقة ، كان أحدهم إسمه سلطان من دبى ، فى تعريفه بنفسه أخبرنا أنه أعزب الا أنه خطب بالأمس ، دهشنا لهذا الخبر ، خطبت بالأمس و حضرت الى المؤتمر اليوم ؟!! ، فأخبرنا أن الخطبة فى الإمارات عبارة عن اتصال هاتفى نخبر فيهم أهل الفتاة أننا نريد ابنتهم فيوافقون ، وهكذا تتم الخطبة ... هههه .
كان عشاءا لا ينسى ، طعام شهى فى مكان فائق الجمال ، وحوار مع شخصيات مثقفة الفكر ، طيبة الروح ... أعتقد أن بنى آدم يستحقون أن يعيشوا دوما هكذا فى هذا المستوى ، لا أعلم لم نرضى لأنفسنا الدنية ....
أنهينا العشاء ، وخرجنا ورجعنا إلى الفندق ، صعدنا الى غرفنا ، وبدلنا ملابسنا ، نزلت أحاول البحث عن خط موبايل ، الا أن محاولاتى باءت بالفشل ، لا بد من سيارة فى البحرين لتذهب الى أى مكان ، رجعت الى الفندق ثانية فوجدت عبدالرحمن وأحمد يشاهدان على التلفاز برنامج يحكى سيرة " محمود أحمدى نجاد " فشاهدناه سويا ، ثم خلدنا الى النوم ...
لنسدل الستار على أول أيام المؤتمر ، وأول أيام المتعة فى رحلة الذكريات ...
السبت 25/7/2009 الساعة 3:55 مساءً

السبت، 25 يوليو 2009

مذكرات فى رحلة الذكريات ... (1)

إستيقظت قرابة التاسعة صباحا اليوم الخميس ، المفترض أن أكون فى المطار فى حوالى الواحدة ظهرا ، ارتديت ملابس ، تأكدت من أنى جهزت كل شيء وأحضرت كل الأوراق معى ، كان من المفترض أن يقلنى أبى ، إلا أن بعض الظروف حالت دون ذلك فاضطررنا الى مهاتفة سائقنا المعتاد " عم رشاد "
سلمت على أمى وأبى وأخى الصغير ، وانطلقنا إلى المطار ، صاحبنى أخى عمر ، وصلنا الى المطار الجديد ، علمت أن رحلتى ستكون من مطار " 2 " ، حملت حقائبى وذهبت أتمم إجراءات السفر ، كانت الأمور ميسرة بفضل الله عز وجل ، لم تستغرق الإجراءات أكثر من ربع الساعة ، صعدت على إثرها إلى صالة الإنتظار ، بحثت عن المسجد وصليت الظهر والعصر جمعا وقصرا ، أخذت أتجول فى السوق الحرة ، لم يلفت إنتباهى إلا كمية الخمور الموجودة فى تلك الأسواق ، المفترض أننا فى دولة مسلمة ... هأأو ، جلست على مقعد من مقاعد الانتظار ، فاتى شاب ملتحى وجلس بجوارى ، كان يبدو عليه آثار التعب ، أتى صديقه يحدثه ، فسمعته يقول أنه استدعى الطبيب ، بدا القلق يساورنى ، فآثرت السلامة وقمت من جانبه ، وإذا بالطبيبة تأتى ومعها بعض ممرضات وسألوا عن أعراضه فأخبرهم عن القئ وهو لمعلوماتى البسيطة من أهم اعراض انفلونزا الخنازير ، المهم أنى توجست خيفة ، فذهبت بعيدا ، ليشاء القدر أن أرى هذا الرجل ورائى فى كل الاجراءات ، استعذت بالله ، وقرأت بعض الأذكار ليحفظنى بها الله عز وجل ...
حل ميعاد طائرتى ، فتوجهت الى صالة الدخول ، أنهيت الإجراءات ودخلت الى الطائرة ، جلست فى مقعدى ، للأسف لم يكن بجوار النافذة ، إلا أنى عاهدت نفسى ألا أسمح لشيء بمضايقتى ، المهم بعد كثير من تنبيهات السفر ، وتعليمات الطاقم ، حلقت بنا الطائرة ، لتبدأ مرحلة التأمل العجيبة فى نعم الله على بنى البشر ، أكاد أقسم أننا عندما نبعد عن الأرض ونقترب من السماء تسمو أرواحنا بسمو أجسادنا ، ونستحيل بشرا من نوع جديد ، شعور لحظى رائع بأنك لن تكون من أهل الأرض برهة من الزمن ، وانك تبتعد عن دناءة الأرض حينا، وتقترب من عظمة السماء ، تنظر إلى السحاب فتراه أسقلك ، وكأنه يقول لك أنا مقياس النقاء ، ان رأيتنى من أسفل فاعلم أنك لا تزال بعيدا ، وإن رأيتنى من أعلى فهنيئا لك طهر قلبك و نفسك ، فتمتع سيدى مع أهل السماء حتى تنتهى مدتك ، ويحين وقتك نزولك ثانية فى مستنقع الأرض ...
استغرقت الرحلة ساعتين ونصف ، استمتعت بهما أشد الإستمتاع ، كانت الرحلة عبر " طيران الخليج " ، وأكثر ما استغربته هو أن طاقم المضيفات كلهن من شرق آسيا ، حتى أتانى هاجس فى وسط الرحلة بأن " جاكى شان " سيخرج لنا من مكان ما ، ومن الأشياء الكوميدية التى أهلكتنى طوال الرحلة هى الرجل الذى كان يجلس بجوارى ، تقريبا أول مرة يركب طائرة ، يرتدى جلبابا ولهجته توحى أنه من الصعيد أو من بدو سيناء ، المهم أنى كنت طوال الرحلة أستخدم الشاشة التى أمامى ، وهى من نوعية ال "touch screen " ، فالرجل يشاهدنى وانا أعمل عليها ،فيحاول تشغيل شاشته طوال ساعتين ونصف من الزمن ، ظل الرجل يضغط بإصبعه على الشاشة دون أن يفلح فى تشغيلها ، ينظر الى فيرانى اضغط باصبعى وتظهر لى صور وأفلام وما إلى ذلك ، فيضغط بإصبعه على شاشته فلا يرى شيئا ، كدت أن أموت من الضحك الداخلى لرؤية تعابير وجهه ، كنت سأشرح له كيف يستخدمها ، الا انى تراجعت فى آخر لحظة خوفا من أن أستغرق الرحلة كلها فى الشرح ...
المهم حطت الطائرة على الأرض ، ونزلنا إلى مطار البحرين الدولى ، لتبدأ إجراءات الدخول الى الأراضى البحرينية ، وبفضل الله كانت الأمور يسيرة إلى أبعد الحدود ، أخذت حثيبتى وتوجهت الى صالة المغادرة ، المفترض انه سينتظرنى أشخاص من إدارة المؤتمر ، أخذت أبحث فى وجوه المنتظرين فلم أجد أى علامة تدل على انتماء لمؤتمر فور شباب ، خرجت خارج الصالة ثم عدت ثانية ، رأيت مجموعة من الرجال بالزى الخليجى يقفون وقفة انتظر وبحث ، فقلت فى نفسى عسى هم ، فتعمدت المرور من أمامهم إلا أن وجدت أحدهم ينادى على ، بالطبع هم يعرفوننى من صورة الجواز ، سألنى ان كنت من المشاركين بمؤتمر فور شباب ، فأجبته بالإيجاب ، فبدأت السلامات و الأحضان والقبلات ، وكانهم يعرفوننى منذ قرن ، تعجبت لهذه الروح التى تسرى بين أصحاب الفكرة الواحدة ، لم أرهم من قبل ولم يرونى ، وهاهم يسلمون علي ويحملون عنى حقيبتى ، ويسالونى عن أخبار رحلتى ، ويعتذرون بشدة عن تأخيرهم لى ، كل ما كنت أقوله لهم هو " تقبل الله منكم مجهودكم " ، دارت بيننا جوارات كثر ، تعرفت على حوالى عشرة أشخاص فى لحظات انتظارى بالمطار ، أ. رفيع الفقيهى وهو مسئول العلاقات العامة بالمؤتمر ، يوسف ، على ، محمد ، عبدالرحمن ... وكلهم من البحرين ، أيمن ، أ.حسن ، براء ، عبدالرحمن ، أحمد ... وهؤلاء من جنسيات مختلفة ، السعودية ، سوريا ، فلسطين ، مصر ... المهم أتى على واصطحبنى الى سيارته أنا وآخرين ، وانطلق بنا فى شوارع البحرين ...
انبهرت انبهارا كثيرا بهذا الإبداع المعمارى اللافت بشدة للنظر ، صحيح انى لم أرى شيئا بعد لكن ما رأيته كان كاف لينبئنى بما تحمله هذه المملكة من روعة جمالية مرسومة بريشة فنان على الأبراج والمنشآت ، ظللنا نسير فى الطرقات إلى ان وصلنا إلى الفندق الذى سأقيم فيه ، وهنا أضع نقطة لأبدأ حكاية جديدة عن الفندق والغرفة و رفقاء غرفتى ...
الآن لا بد من النوم ، فطاقتى لهذا اليوم نضبت ...
الخميس 23/7/2008 الساعة 11:30 مساءا
ملحوظة : هناك عدد ضخم من الصور ساخصص لها مواضيع فى وقت لاحق بإن الله

الأربعاء، 22 يوليو 2009

رحلتى إلى البحرين ...


اليوم الخميس ، سأسافر بإذن الله تعالى الى مملكة البحرين ...
طائرتى ستنطلق بإذن الله الساعة الرابعة إلا الثلث عصرا ...

سبب السفر هو حضور مؤتمر فور شباب العالمى

تفاصيل المؤتمر على اللينك الآتى :
http://4shbab.net/vb/showthread.php?t=46096



كان من المفترض ان يكون الدكتور يوسف القرضاوى أحد ضيوف هذا المؤتمر الا أنى علمت مؤخرا أنه لن يحضر ، لكن بالطبع كوكبة العلماء والدعاة التى ستتواجد بإذن الله ، من الطراز الذى لم أكن أحلم بمقابلة واحد منهم فمابالك بكل هؤلاء ...
سأمكث هناك قرابة التسعة أيام بإذن الله تعالى ...
سأحاول بقدر الإمكان أن أسجل تفاصيل رحلتى ، ونشرها على مدونتى أولا بأول ...
أتمنى من الله عز وجل أن يرزقنى التوفيق والسداد ...
وأن يجعل هذه الرحلة حجة لى لا علي ...
إلى أن ألقاكم ثانية مع تفاصيل الرحلة
، لاتحرمونى صالح دعائكم ...
أستودعكم الرحمن ...

**************
على الهامش :

إلى كل المقربين إلى قلبى ...
إلى كل إخوانى ...
إلى كل أصدقائى ...
أعتذر إليكم بشدة على تقصيرى فى حقكم فى الفترة الماضية ، لكنى حقا كنت مشغولا جدا فى إجراءات السفر ، بالطبع لم يكن أحدكم يعلم أنى مسافر ، الا أننى لم أتاكد من سفرى إلا البارحة ...
فى أمان الله

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

"أســــــــطورة" ... قصة قصيرة



إنتبهت من نومى على صوتِ المذياع الصادرِ من مُكبِّرِ صوتٍ بأحدِ المساجد فى حَيـِّنا ، أمسكتُ بهاتفى ، نظرت فى الساعة، الفجرُ أوشك أن يؤذن ، حاولت النهوض فأحسست بثقلٍ فى جسدى وكأنى مربوط ٌإلى السرير ، بعد محاولاتٍ عدة تمكنت أخيرا ًمن النهوض ، توضأت وصليتُ ركعتين ، وما هى إلا لُحيظات وارتفع صوت المؤذن ليعلن بدء يومٍ جديد ،يا الله ، ما أروع أن تبدأ يومَك مع الله ، وتنهيه مع الله ، وبين البداية والنهاية أنت مع الله ، فحياتك كلها لله وبالله ومع الله ، تنتهدت تنهيدة رضا عندما راودتنى تلك الخواطر ، وقمت من محرابى مسرعا كى ألحقَ بتكبيرة الإحرام .

فى المسجد جلست أنتظر الإقامة ، لسانى لا يتوقف عن التسبيح ، وعيناى ترقبان المؤذن ، كان فى حالة ترقبه المعتادة ، عيناه على باب المسجد ، نظراته توحى بأنه فى انتظار أحد ، بالطبع كلُّ من فى المسجد يعلم من هو المُنْتَظر ، انتفض المؤذن فجأة عند رؤيته وقام على الفور ليقيم الصلاة ، فالشيخ " سعيد " قد وصل .

الشيخ سعيد رجلٌ ملامحه تخبرك بأنه على الأقل قد تجاوز الثمانين ، قصيرُ القامة ، مُهلهل الملبس ، بطيء المشية ، عندما كنت مستجداً فى الصلاة فى هذا المسجد ، كنت أحسبه متسولا ، إلا أنى صُعقت عندما علمت أنه إمام المسجد ، هو ليس الإمام بصفةٍ رسمية ، فالمسجد له إمامٌ آخرٌ ذو صفةٍ رسميةٍ ووظيفةٍ حكومية ، إلا أن الشيخ سعيد يصلى إماما بالإكراه، الكل يسلـِّم بفكرة أنه الإمام ، معظمهم نشأ منذ صغره وهو يراه يؤم المصلين ، عقودٌ مرت على إمامته ، حتى صار وجوده مقترنا ًبالإمامة، العجيب أنه لا يملك أيا من مقوماتها ، صوته من الأصوات التى تحتاج إلى سدادت أذنٍ لتحميك ، تجويده يدخل فى دنيا العجائب ، الرفع عنده منصوب ، والنصب عنده مجرور ، والكل يصبُّ فى النهاية إلى القلقلة، حفظه للقرآن معدوما، أذكر مرة كان يصلى بسورة يوسف ، وكان يتلو الآيات التى تحكى قصة غواية إمرأة العزيز لسيدنا يوسف ، وفجأة دخل فى آيات دخول إخوة يوسف عليه بعد أن ملكه الملك على خزائن الأرض ، حاولت جاهدا أن أصحح له ما أخطأ به ، إلا أنه لم يكترث لتصحيحى واستمرَّ بلا توقف ، تعجبتُ فى البداية أشدَّ العجب ، وغضبت أكبرَ الغضب ، إلا أنـِّى علمت بعد ذلك أنَّ شيخنا لا يعترف بفكرة التصحيح ، هو مؤمنٌ بحفظه حتى ولو أدخل إخوة يوسف عليه وإمرأة العزيز تغويه .

تمرُّ الأيام ، واستغرابى لهذا الوضع يزداد ، وتعجبى من سكوت أهل الحىِّ يتفاقم ، و دهشتى من تسليمهم لهذا الأمر وكأنه محتوم ٌحتمية الموت تتنامى ، وما كاد أن يدفعنى للجنون هو رؤيتى للمسجد يكتظ ُّبحفظة القرآن ، و بمن أحسبهم من العاملين به ،الا أنـُّه عند كل صلاة ترى شيخنا يمشى بخطوات واثقة نحو موضع الإمامة ، ويُتـحفنا بصلاةٍ لا نراها فى مكان غيرِ مسجدنا ، حاولت أن أتحدث ذات مرةٍ مع أحد رواد المسجد ، فأشعرنى بجرم ما اقترفته ، ودناءة ما ساورنى من أفكار ٍوظنون،الشيخ سعيد أصبح يمثل لهؤلاء الناس أسطورة ٌمن الأساطير ، شأنه كشأن التنين الذى يقذف ألسنة النيران من فمه ، أو مصاص الدماء ذو الأنياب البارزة ، إمامته صارت بالنسبة لهم قضاءٌ وقدر لا يجرؤ أحدٌ على الإعتراض عليها أو التشكيك فيها ، ومهما تواجد فى المسجد من علماء أو قراء ، يظل شيخنا هو أحقهم بالإمامة ، والحالة الوحيدة التى من الممكن أن تنهى إمامته هى أن تحدث معجزة ، والمعجزات انتهت بموت رسول الله ، لذلك صار الجميع راضين بالصلاة ورائه ، مهما ساء صوته او خطأت قراءته .

حتى أتى هذا اليوم التاريخى ، رجلٌ غريبٌ عن الحيِّ مرَّ بجوار مسجدنا وقت صلاة المغرب ، فدخل ليصلى ، كان مستناً بسنة النبى فى إعفاء اللحية وقص الشارب ، قام المؤذن ليقيم الصلاة عندما رأى الشيخ "سعيد" عند باب المسجد ، الرجل الغريب التفت يُمنةً ويُسرةً يتفحَّصُ فى وجوه الناس ليرى ان كان هناك مَنْ أحقَّ منه فلم يجد ، فقدم المسكينُ نفسه للإمامة ، لم ينبس أحد ببنت شفه ، الكل يرقُب ما سيحدث لهذا المجنون الذى تجرأ ودخل ليؤمَّ الناسَ فى حضْرة شيخهم المُبجَّل ، وكأنهم يترقبون أن ينزل الله عليه صاعقةً من السماء ، أو يسخطه قردا فى الحال ، دخل الغريبُ فى الصلاة على الفور،فجلس الشيخ "سعيد" على كرسى فى مؤخرة المسجد ليصلى مأموما ً فى مشهد يستحق أن يُصوَّر ويوضع فى طيَّات كتب التاريخ ، الناس فى صلاتهم لا يصدقون أن المعجزة قد حدثت ، الكلُّ يشعر بأنه فى حُلمٍ سيستيقظ منه ليجد شيخه هو من يصلى بهم ، إلا أن توالى الركعات والسجدات أخبرهم بأن الأمر حقيقى ، الأسطورة تحطمت ، الشيخ سعيد أصبح مأموما ًمثلهم ، الغريبُ فى التشهد ، الكلُّ منتظر السلام ، الغريبُ يُسلَّم يمنة ويسرة ، أنهى الصلاة فأنهوها ورائه ، الكل يجلس مذهولا، كيف حدث هذا ؟! ، انها حقا معجزة ، كنا نظنها مستحيلة ًفتحققت أمام أعيننا ، الجميع ما بين ذهولٍ ودهشةٍ وتعجبٍ واستغراب ، لم ينتزعهم من صدمتهم إلا صوتُ الغريب يتحدث فى مُكبّرِ الصوت

" السلام عليكم أيها الأخوة الأحباب ، أعتذر إليكم أشد الإعتذار ، فإنى تذكرت فى نهاية صلاتى أنى لم أكن متوضئا ، فأعيدوا صلاتكم ، عذرا شديدا إليكم ، فسامحونى "

الكل يتنهد فى إرتياح ، الشيخ "سعيد" يشق الصفوف ، و ...

" إستقيموا يرحمكم الله "

*******************
تمت بحمد الله