الجمعة، 20 مارس 2009

22 مارس ... صباحية عيد الأم



هل هو حقا يوم كسائر الأيام ؟! ، هل حقا لا يمثل لنا شيئا ؟! هل حقا لا نعلم ماذا حدث فى مثل هذا اليوم ؟!
سألت الكثير من أصدقائى عما يمثل لهم هذا اليوم ، الغالبية كان ردهم أنه يوم كأى يوم !
قليلٌ من عرف قيمة 22 مارس لنا كأمة ، مع أنه يوم لا يحق لنا أن ننساه
فى هذا اليوم
فقدنا رجلا
كان حقا أمة
رجل أتى الى الدنيا ليقيم علينا الحجة
رجل عاش حياته عظيما فمات عظيما
رجل أدهش العالم بإرادته وعزمه
فاحترمه العدو قبل الصديق
وأجله البعيد قبل الرفيق
فبات وجهه علامة مسجلة للعزة والفخار
وباتت صورته رمز إنتصار
فالتفتت حوله جموع وطنه
واحتار فى أمره أعداء دينه
فوقفوا أمامه مدهوشين
وعن إسكاته عاجزين
ومن عظمته مبهورين
فكيف لقعيدٍ مثله أن يفعل بهم الأفاعيل
وكيف لشيخ ٍمثله أن يحمل هذا الحمل الثقيل
وكيف لرجلٍ عاش حياته على كرسى أن يملك هذا الفكر الأسطورى
وكيف لرجلٍ يفقد كل مقومات القيادة أن يصل الى ما وصل اليه هذا الاسطورة
فصوته يخرج منه بجهاد عصيب
بصره أقرب للظلام منه الى النور
أذنه يسمع بها بمعاناة
و يداه ورجلاه فقدا وظيفتهما منذ أن كان طفلا
فكيف برجل مثله أن يأسر شعبه بهذه الصورة ؟!
كيف أصبح رمزهم ؟!
كيف صار شعارهم ؟!
كيف بات عزهم ؟!
كيف أضحى فخرهم ؟!

حقا رجل مثل الشيخ " أحمد ياسين " لم يكن ليستشهد إلا بثلاثة صواريخ على الأقل
بل أنه كان يحتاج الى جيش كامل ليقتله ...



أليس من العار علينا ألا نتذكر يوم استشهاده؟!
أليس من المخجل الا نعلم حتى تاريخ استشهاده؟!
أليس من المحزن عندما يسئل أحد الأشخاص عما يمثله 22 مارس له يكون جوابه " صباحية عيد الأم "؟!
أليس من المخزى أصلا أن نحتفل بــ "عيد الأم " كما يقولون عنه وننسى ذكرى استشهاد عظيم من عظمائنا ؟!...
أرجوك ...
لا تجعل هذا الشرف يفوتك
تذكر الشيخ فى هذا اليوم وفى كل يوم
تحدث عنه مع أصدقائك ، مع أهلك ، مع زملائك
كن ايجابيا فى هذا اليوم
عاهد نفسك أن تسير على درب ياسين
حاول أن تكون نقطة فى بحره
اجعل 22 مارس القادم


"يوما ً إستثنائيا ً"

السبت، 14 مارس 2009

لأنها دنيا ...


فلمَّا فـُرجَتْ وتوَسَّعتْ حلقاتُها ... ضاقـَتْ ... وكنت أظنها لا تضيقُ

الجمعة، 6 مارس 2009

خويطرة



قد يظنك الناس معطاءا...

قد يظنك الناس خدوما...

قد يظنك الناس متفانيا...

قد يظنك الناس مضحيا ...


ما لا يدركونه هو

أنك المستفيد الأول...

أنك المستمتع الأكبر...

أنك الرابح الأعظم ...

لو علموا ذلك

لتوقفوا حقا عن شكرك ...

وانتظروا منك أن تشكرهم ...

لأنهم يسمحون لك بخدمتهم ...

لأنهم يعطونك فرصة أن تشعر بالرضا عن نفسك ...

لأنهم يثقلون ميزان حسناتك ...

لأنهم يرسمون لك صورتك التى تحلم أن تراها ...

لو علموا حقا ما شكروك ...

الأحد، 1 مارس 2009

إصنع قرارك ... الآن


بعد فترة امتحانات عصيبة مرت شأنها كشأن أى شيء دنيوي ، قررت أن أسترخى بعض الوقت ، أن أكسر روتين حياتى ااذى انحصر فى النوم والكلية والطعام والمذاكرة ، قررت أن أعيش بضعة أيام بلا هدف ، فقط أسترخى بلا مسئوليات ، فى أول يوم من أيام الأجازة الوهمية التى أعطيتها لنفسى يوم الأربعاء الماضى جلست أمام التلفاز أتنقل بين قنواته بلا هدف معين ، فقد اشتقت كثيرا الى صورة تلفاز بيتنا الملون ، بعد أن كنت ألعن كل يوم فى غربتى الصورة السوداء التى يتخللها بعض من بياض على جهاز غريب أطلق عليه ظلما وبهتانا " تلفاز " فهو أقرب إلى الراديو منه الى التلفاز ، المهم أثناء تنقلى وجدت حفل توزيع جوائز الأوسكار يعرض على إحدى القنوات ، قلت فى نفسى لا ضير من مشاهدة جزء منه ، فأنا أستمتع برؤية معانى الأشياء تتجسد على وجوه البشر ، فرحة ، دهشة ، صدمة ، فخر ، إعجاب ، كل هذه المعانى عندما تتملك إنسانا تسلط الكاميرا على وجهه فتريك المعنى على هيئة بشرى ، لتسقطه أنت على نفسك وعلى حياتك بعد ذلك ، تصبح هذه الصورة رمزا متعلقا بعقلك ، تستحضره كلما احتجت إليه ، أنا أتكلم بصفة عامة وليس على حفل الأوسكار .
المهم أنه بدأت الجوائز توزع تباعا ، والكاميرا ترصد وجه الفائز عندما يسمع إسمه ، والتصفيق الحاد مع كل إسم ينادى ، وكلمة شكر وعرفان من كل مستلم جائزة إلى من كانوا سببا فى وصوله إلى هذا الإنجاز ، حتى أتى الدور على جائزة أفضل ممثل مساعد ، كان هذا هو الحدث الذى من أجله كتبت هذا الموضوع ، كانت المنافسة محصورة بين ستة ممثلين على ما أعتقد ، و نادى مقدم الحفل على الفائز بالجائزة وهو الممثل الشاب الشهير " هيث ليدجر " ، لكن هذه المرة لم تسلط الكاميرا عليه هو ، إنما سلطت على أخته وأبيه وأمه ، نعم لم تسلط عليه ببساطة لأنه لم يتمكن من حضور الحفل ، فهو فى قبره ، نعم " هيث ليدجر " مات ، وموته كان جراء جرعة زائدة من المهدئات كما قالوا حين مات ، ونشرت تقارير حينها ، بأنه كان يتناول المهدئات بسبب المجهود النفسى الذى كان يبذله فى تقمص دور الشرير فى الفيلم الأسطورى " the dark knight" الذى تعدى حاجز المليار دولار منذ حوالى أسبوع ، وهو نفس الدور الذى نال عنه أعظم جائزة فى العالم الآن ، وهو نفس الدور الذى كتب عنه كثير من النفاد والمحللون واصفين إياه بالدور العبقرى والموهبة المتفجرة ، أخذ هيث ليدجر جائزة الأوسكار وهو فى قبره ، لا يعلم أنه أخذها ، لا يعلم أن الناس بهرت بأدائه ، لا يعلم ،...هيث ليدجر كأى ممثل أقصى حلمه أن يحصل على الأوسكار ، وفى سبيل ذلك ربما كان يواصل الليل بالنهار ، فى سبيل ذلك ربما ضحى بأشياء كثيرة ، ربما تنازل عن
جوانب شتى فى حياة الانسان الطبيعية ، فقط ليحصل على هذه الجائزة .
قبل حفل الأوسكار بحوالى أسبوع ، أتتنى رسالة أليمة من أخى يقول لى فيها " البقاء لله تعالى ، توفى إلى رحمة الله تعالى عمو فرج الله رحمة الله عليه " ، د. فرج الله عبد البارى هو فعلا بمثابة عمى أو أقرب لى من ذلك ، توفى بعد أن قضى حياته كلها فى الدعوة الى الله عز وجل ، كان رجلا ربانيا بكل ما تحمله الكلمة ، أحسبه كذلك ولا أزكى على الله أحدا ، كان أصغر رجل يتولى رئاسة قسم فى جامعة الأزهر الشريف ، وكان عالما بحق ، عمى د.فرج رحمة الله تعالى جاب أرجاء العالم ، يوصل الليل بالنهار ، ومتنازلا أيضا عن جوانب الحياة الطبيعية ، من أجل أن يدعو الى الله عز وجل ، ذهب الى أمريكا سنوات عدة ، ودرس فى المملكة العربية السعودية ، وكان له هنا فى مصر صولات وجولات ، توفى عمو د.فرج رحمة الله عليه ، فى الرياض ، فى بلد غريبة ، بعيد عن أهله وبلده وأولاده ، فصلى عليه فى الرياض عشرة آلاف مسلم ومسلمة ، يا الله ، فى البلد الغريبة ، وصلينا عليه فى مصر صلاة الغائب ، وصلت الجالية المسلمة فى أمريكا عليه صلاة الغائب أيضا . رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى .
هيث ليدجر و د. فرج الله يشتركان فى شيء معين ، وهو أن كلا منهما عاش حياته لهدف معين ، لكنهما يختلفان فى أن هدف ليدجر كان سقفه الزمانى والمكانى فى الدنيا ، وهدف د.فرج الله كان فى الآخرة ، كلاهما الآن فى قبره ، كلاهما نالا من البشر عند موتهما صورا من التكريم لجهودهما فى الدنيا ،لكن تكريم ليدجر لن يشعر به أبدا ، حتى وإن شعر به فهو حقا لن يكترث فى قبره ، فهو يعلم الآن كم كان أحمقا عندما أضاع حياته فى سبيل جائزة لو قدر له أن يعود الى الدنيا لبصق عليها، أما د. فرج الله فالآن بإذن الله هو جالس فى روضة من رياض الجنة ، يشعر بتكريم إخوانه ، لأن الله يوسع له فى قبره بكل دعوة رجل كان الدكتور رحمه الله سببا فى هدايته ، وتتنزل عليه الرحمات بدعوات إخوانه وأهله وتلامذته .
كل منا له حق الإختيار ، كل منا له حق القرار ، كل منا يعلم الحقيقة كاملة ،
خذ قرارك الآن .
إما أن تكون ليدجر ، وإما أن تكون د. فرج الله .
*************
على الهامش :
- رفقاء درب والدى حفظه الله تعالى يصعدون إلى ربهم واحدا تلو الآخر
د. أنور شحاتة رحمة الله تعالى عليه حبيب قلب والدى الذى لا يتوقف عن الحديث عنه أبدا
د.طارق سفر رحمه الله ، د. فرج الله رحمه الله ، عمو مصطفى الصوفى رحمه الله ، وآخرون وآخرون
، أعتصر حزنا مع وفاة كل واحد منهم ، أسمع منه كل يوم حكاياته معهم ، أسمع منه ذكرياته النورانية بينهم ، فأعلم أن والدى يصبر نفسى على فقدهم ، بأنه يفرح بأنه
يودعهم وهم لا يزالون على الطريق ، يودعهم على أمل اللقاء فى الفردوس الأعلى ، رحمهم الله جميعا ، وثبتنا نحن على طريق الهداية ، اللهم آمين
***********
- منذ يومين أو ثلاث ، علمنا خبرا صادما فى جامعتنا ، فقد سقط طالب من كلية الصيدلة من الدور السادس فى الكلية ، وتوفاه الله عز وجل ، الفقيد فى الفرقة الأولى ، رحمه الله ، سقط كما سمعت عندما كان صديقه يمزح معه فدفعه ليسقط جثة هامدة ، أعتقد أنه لم يكن يعلم أنه سيموت ، أعتقد أنه كان يخطط لحياته بعد عشرين سنة من الآن ، أعتقد أنه كان يحلم مثلنا بالتخرج ، بالزواج ، بالأولاد ... ليتنى أعلم ما الذى خطر على باله وهو يتهاوى فى الهواء ، لو أنه أعطى حق أن يتمنى أمنية واحدة قبل سقوطه ، فماذا كان سيتمنى ، رحمة الله تعالى عليه .