الخميس، 6 أغسطس 2009

مذكرات فى رحلة الذكريات ... ( 5 )

أمام مسبح " موفنبيك البحرين "

اليوم الإثنين 27/7/2009


انتبهت من نومى على صوت جرس باب غرفتنا ، كان أخونا " عبدالرحمن الغامدى " هو من يدق الجرس لأنه المكلف بإيقاظنا ، نظرت فى الساعة فوجدتها الرابعة أى أن الفجر قد أذن ، توضأت ثم صعدت الى الدور العاشر ، حيث يجتمع المشاركون ليؤدوا الصلاة جماعة ، صعدت فقابلت أحد المشاركين ، أخونا " على " والذى سميته بعد ذلك " رفيق التوهان " ، وهو سمانى كذلك أيضا ، فقد أخذنا ندور حول أنفسنا أكثر من عشر دقائق لا نعلم كيف نصل الى مكان الصلاة ، وكأن هناك غشاوة نزلت على عقولنا فتوقفنا عن التفكير ، فقط نمشى بلا خطة وننظر الى بعضنا ونضحك ، استمر الحال هكذا الى أن تمكنا فى النهاية من الوصول ، صلينا ثم نزلت الى غرفتى ، نمت قليلا ، استيقظت نحو السابعة ، نزلت أنا وأحمد وعبد الرحمن الى المطعم ، تناولنا الفطور ، ثم غيرنا ملابسنا و نزلنا الى الباصات ، حتى وصلنا الى موفنبيك لتبدأ أولى محاضراتنا .


كانت المحاضرة الأولى تحت عنوان " البناء الفكرى " للدكتور على بادحدح ، كانت محاضرة شيقة لعالم من العلماء ، شرح فيها ماهو التفكير ، وما الفرق بينه وبين الخيال ، وما هى قواعد التفكير الصحيح ، وكيف يبنى الانسان نفسه من الناحية الفكرية بطريقة علمية سوية ، محاضرة مفيدة جدا ، شهدت أولى مداخلاتى ، عندما قال الدكتور عن أنه يقول أن التفكير لا بد أن يكون فى شيء موجود أصلا فى الواقع ولا يوجد تفكير فى شيء افتراضى أو غير موجود فى الحياة ، فسألته أن كان هناك تعارض بين ما يقول وبين فكرة الابداع أو الإختراع والتى تنبنى فى الأساس على استحداث شيء غير موجود ، فاجابنى ألا تعارض ، وان الابداع يكون عن شيئ مواز أو مشابه لشيء موجود فى الحياة ، وضرب لى عدة أمثلة مثل " الريموت كنترول " فهو اختراع لكن التفكير فيه كان عبارةعن استحداث لوسيلة مشابهة لتشغيل التلفاز عبر الزر الموجود فيه ، المهم أن الدكتور سمانى بعدها طول المحاضرة " صاحب الإبداع " ، ووجه الحديث نحوى عدة مرات ، نعم إنها ضريبة الشهرة ، ههههههههههههههههه .
أخذنا إستراحة قصيرة تناولنا فيها الشاي ، ثم بدأت المحاضرة الثانية " اتلجربة اليابانية فى النجاح " للدكتور عبدالرحمن العصيل ، حكى لنا فيها عن قصة حياة اليابان ، وما فعله اليابانيون لكى يصبحوا القوة الاقتصادية رقم واحد فى العالم ، محاضرة أحزنتنى كثيرا ، فما حكاه عن ظروف اليابان وامكاناتها قبل النهضة أصعب بكثير مما نعيشه نحن ، ومع ذلك هم استطاعوا أن يقهروا كل العوائق ، بينما نجلس نحن نشاهدهم ، ونصفق لهم أحيانا ، ختم الدكتور محاضرته ببعض عبارات الأمل التى بثت فينا بعض الحيوية والهمة ، ثم اعتذر عن عدم استطاعته تلقى اسئلة لأن طائرته حان موعدها ، بعد ذلك أخذنا استراحة ، صلينا الظهر والعصر ، تناولنا بعض المشروبات ، ثم جلسنا فى أماكننا فى انتظار التالى .
بدأنا بعد ذلك ورشة عمل عنوانها " العمل التطوعى متعة المشاركة " للدكتور سالم الدينى ، الدكتور الأظرف بين كل المحاضرين ، كانت فكرة الورشة ايصال مفهوم أن السعادة الحقيقية تكون فى متعة العطاء ، عرض لنا فيديوهات لمشاريع تطوعية أشرف عليها ، وقص علينا بعض القصص عن الأعمال التطوعية التى أدارها أو شارك فيها فى أمريكا والسعودية وغيرها ، فى بعض اللحظات فى هذه المحاضرة ، كنت أجد المشركين مرتمين على طاولاتهم من كثرة الضحك ، محاضرة جملت لنا الكثير من الضحك ممزوج بالكثير من الأمل والأكثر من الطاقة .
حان بعد ذلك موعد الغذاء ، لم يعد أسطوريا ، فقد اعتادت أنفسنا على هذا العز ، ههههه ، أنهينا الطعام والذى كان دائما يصاحبه حوارات شيقة مع مشاركينا على الطاولة ، توجهنا الى قاعة المؤتمرات ، كان من المفترض أن نأخذ دورة عنوانها " مدير المستقبل " للدكتور ابراهيم الديب ، إلا أنه لم يتمكن من الحضور ، فاستبدلها المنظمون بعرض فيلم " عزازيل " ، لم يعجبنى الفيلم كثيرا ، صحيح أن فكرته هادفة ، و الجهد المبذول فيه ليس بالقليل ، لكنه ضعيف فنيا ولا يرقى الى المقارنة مع الأفلام العادية ، بعد ان انهينا مشاهدة الفيلم ، بدأ أ.أحمد أبوهيبة مدير قناة فور شباب بالاستماع الى النقد والرد عليه ، وبعد نهاية النقاش ، صلينا المغرب والعشاء ، وتناولنا بعض المشروبات ، بدأت المحاضرة الأخيرة لهذا اليوم .
كانت المحاضرة بعنوان " إداريات إيمانية " للدكتور على أبو الحسن ، يالله على روعتها ، محاضرة روحانية ارتقت بنا الى السماء ، فاخذت أرواحنا ترفرف طيلة ساعتين بلا توقف ، استثنائى هذا الشيخ ، فى نبرة صوته وتعابير وجهه و حروف كلماته ماله تأثير السحر على القلوب ، كلام بسيط سمعناه كثيرا ، الا أن وقعه علينا كان من نوع جديد ، رؤيته للكثير من أمور الحياة العادية رؤية استثنائية لم يسبقه اليها أحد ، أقوى ما سمعته منه كانت عبارة " من تواضع فقد تكبر " أى أنه طالما أنك تتواضع فهذا معناه أنك ترى فى نفسك أنك كبيرا فلذلك تحاول أن تبهط بها الى مستوى الناس فتتباسط فى الكلام معهم وتتعامل معهم بتواضع ، وفى الحقيقة هذا تكبر ، انما التواضع هو أن تؤمن فى نفسك بأنك بسيطا ، وان شانك شأن أى واحد عادى ، حينها ستكون تصرفاتك طبيعية وليست متكلفة ، الحقيقة نظرة صدمتنى بشدة ، نعم كلنا للأسف متكبرون ....انتهت المحاضرة ، وبعد اصرار الجميع على التقاط الصور مع الدكتور على أبو الحسن ، قرر منظمو المؤتمر أن يتم التقاط صورة جماعية للشباب مع الشيخ ، ثم نغادر القاعة ، ليلتقط صور جماعية للفتيات معه ، حقا كانت محاضرة رائعة
توجهنا الى الباصات ، وصلنا الى الفندق ، تناولنا العشاء ، ثم كان من المقرر أن ننام لنستيقظ مبكرا ، الا أننا وجدنا مجموعات من المشاركين يجلسون فى بهو الفندق يتحاورون ويتحادثون ، فنزلت أنا وأحمد نجلس معهم ، وكم حمدت الله على انى لم أنم ، فقد كانت الجلسة مع سلطان العبيدلى من الإمارات وهو أحد المشاركين الرائعين ، سافر الى اليابان وجلس هناك قرابة ال53 يوما ، كان يحكى لنا ما رآه ، وكم كانت صدمتنا من كلامه كبيرة ، أخبرنا بأن ما قيل فى محاضرة التجربة اليابانية اليوم ليس صحيحا ، فهو عاش مع اليابانيين ، وكون رأيه عنهم وهو أنهم شعب دعارة وسكر ، وان كل ما يقال عن اليابان من ناحية القيم والأخلاق ليس صحيحا بالمرة ، وحكى لنا عن الشاب اليابانى الأكثر تميزا بين أقرانه فى هذه الرحة ، عندما رآه سلطان فى الأحد الأيام يبكى بحرقة والخمر قد أذهب عقله ، وعندما رآى سلطان ارتمى فى حضنه وهو يبكى بكاءا مريرا ، فساله ماذا بك ؟ ، فأخبره أن "... " وهى إحدى الفتيات اليابانيات التى تصحبهم فى رحلتهم على السفينة ، رفضت أن تمارس معه الجنس واخبرته بأن لديها صديق فى اليابان ولا تريد أن ، كنا نستمع الى هذه القصص ونحن مشدوهون ، سلطان أخبرنا أن القيم والمبادئ كانت من صفات الجيل القديم ، أما الشباب اليابانى الآن فهو فى عمق مستنقع الانحطاط والرذيلة ، كما أن القراءة لم تعد تشغله انما الهواتف المحمولة والانترنت والمحادثات بين الشباب والفتيات هى الشغل الشاغل للجميع ...
استفدت كثيرا من هذه الجلسة ، لأن رؤيتى لليابانيين كانت كلها رؤية تعظيم ، لكن كلمات سلطان غيرت من مفاهيم كثيرة ، الآن أنظر الى أى شعب على أنه لا بد أن يجتمع فيه سلبيات وايجابيات ، واستفدت أيضا أن السفر يضفى لصاحبه ثقافة لا تأتى بالكتب ولا الإعلام .
صعدنا الى غرفتنا ، واستغرقنا فى النوم ، فالغد يوم آخر مهم ..

هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

والله يا أخي عبدالرحمن أعجبتني التدوينة هذه كثيرا .. فقد استطعت أن تصل لقلوبنا قبل أبصارنا .. ذكرتني بهذا اليوم .. فقد كان يوما جميلا من أيام المؤتمر .. وذكرتني أيضا بالطاولة المستديرة التي كنا نجلس عليها دوما نعبي البطن والعقل في آن واحد .. شكرا لك كثير وبلغ سلامي للأخوة في مصر ..
أخوك أبويعقوب

mr_depo يقول...

كالعاده.... رائعه

غير معرف يقول...

ما زالت الذكريات في شوق إلى سردها
.. فكم تهفو - الذكريات - إلى هذه اللحظات كما تهفو أنت ....!!!


بوركت

في انتظار المزيد منكم

............


ريّانة

Abd Al-Rahman يقول...

أخى العزيز يوسف
صدقت فقد كانت أياما رائعة وجلسات لا تقدر بثمن ...
نعم الصحبة أنتم ..

Abd Al-Rahman يقول...

عمر
خير الكلام ما قل ودل
هههه

Abd Al-Rahman يقول...

ريانة
نعم أختى
فهى ذكريات تستحق منى التدوين
جزيتى الجنة