الاثنين، 16 مايو 2011

رسالةٌ إلى فرعون .. شعر


رسالة إلى فرعون

أرقد بسجنك واختبئ ...

فاليوم تنساك القصورُ ...

أكتب على الجدرانِ آياتِ الندامة ِ ...

واعزف على القضبان أنغامَ الملامةِ ...

وانظر لكابوسك المشئومِ

فى وضح النهارْ ...

أنظر لآثارِ الدمارْ ...

وانصِت لآهاتِ الأراملِ

فى كل دارْ ...

****************

اليوم تلعنك السماءْ...

اليوم تبغضك الخلائقُ

فى كلِّ ماءْ...

اليوم تلفظك

المساجدُ،

والكنائسُ،

والمعابدُ،

والقبورْ...

اليوم تبقى هائماً بين الجحورْ...

******************

اليوم تصبح قصةً

تروى حكاية ظالمٍ

حكم البلادَ

بجهلهِ ،

وضلالهِ ،

وظلامهِ ...

ويظنُّ أنَّ الصمتَ من العبادِ

لعدلهِ ...

ويظنُّ أنَّ اللهَ أعطاهُ

حقُّ التصرف فى الخلائق

بإسمهِ ...

فلا شريكَ لحكمه

ولا بديلَ لرأيهِ

ولا زوالَ لملكهِ ...

فالله ربٌ فى السماءِ

وهو الإله ُبأرضه ِ ...

*******************

اليوم تعبر ذكرياتك البيضاءُ

فى ثوبها الأسودِ ...

حضنُ أبيكَ ،

دعواتُ امكَ ،

يومُ عرسكَ ،

صراخُ وليدكَ ...

تلك الأشياء التى تحتاجها لتثبتَ

أنك نوعاً ما إنسانْ ...

تحتاج أن تثبتَ ،

مع أنَّ غيرَك لا يحتاج إلى برهانْ ...

الآن قد آن الأوانْ ...

الآن قد آن الأوانُ لعقلك المسجونِ

فى جسمك الطعين ِ

أن يطلب الغفرانْ...

*******************

يا أيها المذلولْ ...

ستفهم يوماً

أنـَّا بسَجْنِكَ حررناكَ ...

وأنـَّا بعزْلِك َ

حتماً لرشدكَ

أسلمناكَ ...

وأنـَّا صحونا

وأنـَّا انتفضنا

فلا ذلَّ يبقى

لأحدٍ سواكَ ...

*****************

فارقد بسجنك واختبئ ...

هذا مصيرُك بالنهايةْ ...

اليوم قد تنجو ببدنك

أنت للتاريخ آيةْ ...

فارقد بسجنك واختبئ

فاليوم تنساك القصورُ ...

اليوم تنساك القصور ُ ...

******************

عبدالرحمن الديب