الثلاثاء، 29 يوليو 2008

عم جابر


منذ أسبوع مضى ، ذهبت مع بعض أصدقائى الى حفل زفاف أخت صديقنا عماد ، بارك الله لها ولزوجها وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير ، كان الحفل فى مدينة طنطا ، واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل ، مما اضطرنا الى ان نستأذن عماد فى السماح لنا بالمغادرة قبل انتهاء الحفل ، غادرنا متجهين الى الموقف ، وفوجئنا بأن الموقف خالى تماما من السيارت سوى من سيارة واحدة ، سألنا السائق عن وجهته فأخبرنا انه متجه الى زفتى . وكما يقول المثل " نص العمى ولا العمى كله " ، ركبنا السيارة وجلسنا فى المقعد الخلفى والذى يسبقه وجلسنا ننتظر الركاب، بعد مرور حوالى ربع الساعة ، امتلأت السيارة عن آخرها ، وانطلقنا ، كان معظم ركاب السيارة متجهين الى قرى قبل زفتى بكثير ، ماعدا رجل واحد كانت وجهته الى زفتى مثلنا ، وعرفنا بعدها أنه من بلدنا ، هذا الرجل إسمه عم جابر .
عم جابر رجل متوسط القامة ، ذو صوت أجش ، مظهره ليس بالجيد إطلاقا ، فقد عرفنا منه أنه صاحب ورشة ، باختصار رجل إذا شاهدته فى الشارع لن يلفت انتباهك إطلاقا ، وأعتقد أن انطباعى الاول عنه أنه رجل جاهل لا يستخدم عقله الا نادرا ، فعادة أصحاب الورش يحكمون مبدأ الذراع فى كل شيئ فى الحياة ، وأكد انطباعى هذا نبرة صوته التى يشوبها بعض الحشرجة ، وطريقة كلامه التى تشبه بعض الشيئ طريقة اللمبى ، لدرجة اننى كنت أكتم ضحكات كانت ترجونى ان أطلق لها العنان لتخرج ، واستمريت انا واصدقائى فى النظر لبعضنا البعض متحدثين بلغة العيون حتى لا نسبب لانفسنا المشاكل ، المهم ان ركاب السيارة بدأوا فى النزول فى الطريق الواحد تلو الآخر ، حتى أصبحنا نحن وعم جابر فقط فى السيارة ، وهنا بدأ الحوار بيننا وبينه ، وبدأ الانطباع الاولى يتغير شيئا فشيئا ، كانت بداية الحوار سؤاله لنا أين كنا؟ فأخبرناه عن قصتنا ، فأخبرنا أنه لديه أولاد فى مثل عمرنا وهم متعلمون ويذهبون الى الافراح أيضا ، أطلقت ضحكة قصيرة ، فأنا لا أفهم ماعلاقة التعليم بالذهاب الى الافراح ، المهم أننا تحدثنا فى حوارات كثيرة ، وفوجئت شخصيا بهذا الرجل وطريقة تفكيره ورؤيته لكل ما يحدث حولنا ، وفكره المنظم الراقى ، كلما طرحنا موضوعا وجدناه يحدثنا فيه ، أيا كانت نوعية هذا الموضوع ، صحيح ان طريقة كلامه كانت تفسد علينا بعضا من الاستمتاع بالحديث ، الا اننا مع الوقت تعودنا عليها ، استمرينا فى الحديث حتى وصلنا الى زفتى ونزلنا من السيارة ومشينا وعم جابر يرافقنا ، وهو لايكف عن الحديث ، وأخذ يحكى لنا بعضا من القصص التى حدثت معه أو مع أبنائه ، واستمر الحديث المشوق الى ان وصلنا الى بلدنا ، حينها اكتشفت ان طريق الرجل الى بيته هو نفس طريقى ، بينما طريق أصدقائى مختلف عنا ، فسلمت عليهم وودعتهم ، ومشيت أنا وعم جابر وحدنا ، وهنا بدأ يحدثنى عن الطريقة التى ربى بها أبنائه
يقول لى أنه عندما كان أبناؤه صغار كان يأخذهم فى الأجازة معه الورشة ، يعلمهم الصنعة ، ويقسو عليهم قسوة شديدة ، حتى يجعل الورشة أشبه بالجحيم بالنسبة اليهم ، سألته لكن لماذا ؟ قال لى لسببين ، السبب الاول هو انه عندما تبدأ الدراسة أقول لهم أيهما أفضل الدراسة أما ما ترونه فى الورشة ، فنجحت بذلك أن أحببهم فى الورقة والقلم لانهم كانوا يرونه أهون بكثير مما يواجهونه فى جحيم الأجازة ، السبب الثانى هو ان أعلمهم الصنعة حتى إذا تخرجوا من كلياتهم ولم يقدر الله لهم فرصة عمل فى مجالهم ، يكونوا أصحاب صنعة تغنيهم عن البطالة والسؤال ، الى ان ييسر الله لهم الحال ويجدوا عمل يناسب مجالهم
سألته إن كان قد نجح فى مخططه هذا ، فأخبرنى أنه لديه ابن مهندس وبنت محامية وابن تخرج من كلية الحاسبات والمعلومات ، وان ابنه المهندس لم يجد حتى الان فرصة عمل الا انه يعمل معه فى الورشة الى ان ييسر الله له .
ثم أخبرنى عن شيئ آخر فى تربيته لابنائه ، وهى أنه أخذ ابنائه الى النادى الرياضى ، وجعلهم يشاهدون كل الالعاب التى تلعب ويختاروا اللعبة التى يحبونها ، ثم يشترك لهم فى النادى ويجعلهم يمارسونها لانها هى الطريقة الوحيدة التى ستحميهم من التدخين والادمان والانحراف عموما ، وهو الان لديه ابن حاصل على بطولة الجمهورية فى الكونغ فو ، وأخذ جائزة أحسن لاعب فى مصر فى هذه اللعبة .
أما الشيء الثالث الذى أخبرنى إياه ، هوأنه كان حريصا على ان يصاحب ابنائه منذ صغرهم ، حتى أصبح صديقا لهم قبل أن يكون أبا لهم ، وهو يعرف كل أصدقائهم ، وعندما يقع أى من أبنائه فى مشكلة ، فإن أول من يخبرونه بها هو والدهم .
وحينها ، وصلت الى منزلى ، فاضطررت الى انهاء هذا الحديث الشيق ، وسلمت عليه مخبرا إياه بكم سعادتى بتعرفى عليه ،وصعدت الى البيت وانا أردد فى ذهنى

" إياك أن تحكم على أحد من مظهره ثانية "

الجمعة، 25 يوليو 2008

تاج 2 & 3


وصلنى تاجين من أختى الفاضلة سمسم ... مدونة بحبك يامصر فشكرا جزيلا لها ، أترككم مع الإجابات

التاج الاول


اول سؤال:من انت؟
مسلم عربى مصرى وأفتخر


تانى سؤال:بطاقتى الشخصية
الاسم : عبدالرحمن
المهنة :رايح تالتة طب أسنان جامعة طنطا
تاريخ الميلاد : 5-1-1989
محل الاقامة : ميت غمر ، محافظة الدقهلية
الديانة : مسلم
الحالة الاجتماعية : أعزب


تالت سؤال :ماهى احلامك؟
أحلامى كتيرة جدا ، ومش هقدر أكتبها كلها ، لان فى شوية منها أسرار خاصة جدا ، لكن بعض أحلامى هى
1- انى أكون طبيب أسنان مسلم ناجح جدا ومتميز جدا ومشهور جدا ، مش عشان الشهرة بس عشان أكون صورة كويسة للاسلام
2- انى انجح كأديب سواء كشاعر أو ككاتب قصص قصيرة ، وان كنت أنا شايف ان انا بكتب قصص أحسن من الشعر، وإنى أقدر من خلال كتاباتى انى أوصل رسالة هادفة للناس
3- انى أسافر معظم الدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا ، إيطاليا ، إنجلترا ، النمسا ، أسبانيا .. وبالذات أسبانيا دى عشان أشوف آثار أجدادنا العظماء فى الاندلس ، وكمان تركيا
4- انى أتجوز بدرى ، وربنا يرزقنى بالزوجة الصالحة اللى تعيننى على رسالتى ويكون عندها إستعداد كبير جدا جدا للتضحية ، لأنى ماعتقدش ان الطريق اللى انا اخترته هيكون سهل خالص ، وإن ربنا يرزقنى أنا وهى أولاد نربيهم تربية إسلامية ، ويكونوا شخصيات عظيمة لما يكبروا
5- بحلم انى أكون سبب من أسباب تقدم مصر ، لانى بجد زعلان عليها جدا ، ونفسى أعمل أى حاجة عشان أخرجها من الحفرة اللى هى واقعة فيه دى ومافيش حد عارف يخرجها


رابع سؤال:من اقرب شخص ليك؟
كلمة أقرب شخص ليا دى كلمة واسعة جدا ، يعنى أنا معرفش معناها ايه بالظبط ، بس لو معناها اللى بحكيله أسرارى وهمومى ، فمافيش حد بحكيله أسرارى خالص ، لانى كتوم جدا ، أما لو معناها اللى بحب أقعد معاه وأكلم معاه وببقى مستمتع جدا وانا بدردش معاه ، فالاجابة هتبقى والدى ربنا يكرمه ، مع إنى مابشوفهوش كتير عشان مسئولياته الكتيرة جدا ، لكن ببقى فى منتهى السعادة لما بقعد معاه ويقعد يحكيله على ذكرياته وهو صغير أوهو فى الجامعة أو ذكرياته فى شغله ، بجد بحس ان انا فى نعمة كبيرة جدا ، ربنا يباركلنا فيه يارب ويعينه على مسئولياته ، اللهم آمين

*************
التاج الثانى


اول سؤال:اية معنى السعادة من وجهة نظرك؟ حاسس انك سعيد ؟
معنى السعادة فى وجهة نظرى هى الحاجة اللى احنا هنحسها واحنا فى الجنة ، بس ربنا بيدوقنا حاجات بسيطة منها فى الدنيا عشان نبقى مشتاقين أوى للجنة
أما سؤال حاسس ان انا سعيد ، فأنا دقت من السعادة اللى ربنا بيدوقهالنا ، لكن بالتأكيد مش سعيد طول الوقت ولا حتى وقت كبير ، لان زى ماقلت ده مش هيحصل غير فى الجنة

تانى سؤال:امتى حسيت انك ظلمت انسان ولية ؟ محتاج للحظة غفران منة ؟
معتقدش ان انا ظلمت حد ، مش عشان أنا حلو وماحصلتش ، أبدا والله ، بس الفكرة ان احنا لسة صغيرين يعنى لسة مادخلناش الدنيا بجد ، ففرص ان احنا نظلم حد دلوقتى بتبقى قليلة شوية

تالت سؤال:بتعمل اية لما تكون مضايق بعد ما تصلى ؟
السؤال ده مش فاهمه ، يعنى ايه أبقى مضايق بعد ما أصلى
هو أنا ممكن أفسر السؤال على انه بعمل ايه لما بكون مضايق غير انى اصلى ، والاجابة انى بقفل على نفسى الأوضة وأقعد لوحدى شوية حلوين وعادة ببقى قاعد فى الضلمة ، لحد ماحس ان انا فكيت ، وأنا بعمل كده لانى زمان كنت لما بضايق بطلع غلى فى البيت كله وبعدين لما عقلت شوية قلت لنفسى انهم مالهمش ذنب فى ضيقى أو زعلى ، فبقيت بقعد لوحدى عشان ماخنقش على حد ، بس أحيانا هم مابيتفهموش انا ليه بقعد لوحدى ، برضه أحيانا لما ببقى مضايق بمسك ورقة وقلم وبقعد أكتب أى حاجة ، أى كلام بييجى على دماغى بكتبه ، ده بيطلع من جوايا حاجات كتيرة أوى


رابع سؤال:امتى حسيت انك اتظلمت ؟ولية ؟
أنا شفت الظلم بعينيا كتير جدا جدا لكن أبرز 3 حاجات هم :
1- وانا فى تانية ثانوى نقصت 4 درجات ونصف فى المواد كلها ، ونقصت 9 درجات فى الأحياء لوحدها ، فمجموعى كان وحش جدا ، فرحت أنا ووالدى كشفنا على الأحياء ، لقيت إن أنا ليا 6 درجات ، ورفعنا قضية ،وأنا دلوقتى رايح رابعة كلية أهو ،والقضية لسة شغالة
2- لما والدى أعتقل فى انتخابات مجلس الشعب ، وخصوصا ان انا الوحيد فى اخواتى اللى شهدت عملية الاعتقال ، بجد منتهى الظلم ، انك تلاقى شوية عساكر بيخبطوا على الباب الساعة 3 بالليل ومش قادرين حتى يبصوا فى وشنا من احراجهم ، لدرجة ان فى عسكرى منهم لما شاف والدى فى المركز انفجر فى العياط ، لانه مش متخيل ان راجل زى ده ممكن ييجى يوم ويعتقل فيه ن بس عادى دى ضريبة الطريق اللى احنا اخترناه ، واحنا مستعدين ندفعها وفى أى وقت
3- لما والدى كان مرشح فى انتخابات مجلس الشورى اللى فاتت ، بجد بجد منتهى الظلم انا شفته فى الاسام دى ، لدرجة ان والدى كان أول مرشح يعتقل فى تاريخ الانتخابات ، لان أصلا المرشح معاه حصانة ، ده غير بقى المطاردات اللى اكنت بتحصل ، وكان أى حد يعلق أى دعاية لوالدى كان يعتقل ، وكان ممنوع عمل مسيرات أو مؤتمرات انتخابية ، ويوم الانتخابات اتقفت كل اللجان ، واى حد يتعرف انه راح يرشح والدى كان يعتقل ، واتعمل محاضر ضبط وإحضار لأخويا محمد ، عشان يضغطوا على والدى ، كل ده عشان والدى كان هيكتسح مرشح الحزب الوطنى لو العملية كانت مشيت سليمة ، لكن زى ماقلت فوق دى ضريبة الطريق اللى اخترناه واحنا راضيين بإن ده يحصلنا ، ومستعدين نسدد التمن فى أى وقت


خامس سؤال:اية اكتر احساس بيراودك هذة الايام تجاة نفسك والاخرين ؟
أكتر إحساس بيراودنى اليومين دول ، انى بشوف الناس ماشييت تايهين فى الشارع ، الكل ماشى بيكلم نفسه ، مش عارف هو ده بيحصل فعلا ، ولا ده مجرد احساس ، بحس ان الناس مكسورة وحزينة

سادس سؤال:امتى ممكن تتنازل عن حق من حقوقك ؟ والسبب ؟
ممكن أتنازل عن حق من حقوقى لما يكون عشان أحافظ على علاقتى بحد بحبه ، يعنى أنا مثلا لو حصل مشكلة بينى وبين زوجتى فى المستقبل ، وانا ممكن أبقى محق وهى مخطئة ، ممكن أتنازل لأنى ممكن أخسر حق من حقوقى مقابل انى ماخسرهاش هى ، مش معنى كده انى هبقى ماعنديش شخصية وكلام من كده ، لا هو المقصود ان فى بعض الشخصيات فى حياة كل واحد فينا ممكن الواحد يتنازل عن حقوق معاهم ماينفعش يتنازل عنها مع الناس العادية
زى مثلا : أسرتى ، عائلتى ، إصحابى القريبين أوى
لان والدى دايما بيقول
"ان أى معركة بين القرايب ، الطرفين فيها خسرانين "

أمرر التاج الفظيع ده ل


النجمة الصامدة
ميرو
غادة & رفيدة

الأربعاء، 23 يوليو 2008

لست حفيدهم


كلما حققنا أى إنجاز فى أى من مجالات الحياة ، كلما حققنا أى إكتشاف علمى أو طبى وان كان حدوث ذلك يقع فى قائمة النوادر ، كلما نجح مصرى فى الخارج فى تحقيق إنجاز تاريخى ، كزويل أو البرادعى أو الباز ، كلما حققنا بطولة فى كرة القدم ، كلما احرز أبو تريكة او زيدان أو زكى هدفا مع منتخب مصر


تجد الجميع يطلقون على أصحاب هذه الإنجازات لقبا واحدا " أحفاد الفراعنة" ، تجد الجميع يقولونها وبفخر شديد وبإعتزاز أشد .


لا أعلم إن كنت ستوافقنى أو لا فى وجهة نظرى ، لكن تعال نستعرض معا بعضا من الحقائق المسلم بها والتى لن نختلف فيها ، ونصل فى النهاية الى الحقيقة .


******


1-أليس فرعون موسى واحد من هؤلاء الفراعنة ، أليس هذا الجبروت الظالم هو من نصب عليه اللعنات كلما سمعنا إسمه ، أليس هذا الملعون هو من نتخذه مثالا للظلم والاستبداد حتى أضحى لنا مثلا شعبيا يقول


"قالوا لفرعون ايه اللى فرعنك ، قال مالقيتش اللى يوقفنى "


أليس هو نفسه من نقرأ آيات القرآن الكريم التى تتحدث عنه وعما فعله بموسى وبنى إسرائيل من قتل وتعذيب وتشريد وإستعباد


قال تعالى: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين} (القصص (



2- ألم ندرس كلنا فى المرحلة الإبتدائية أن الفراعنة استغرقوا فى بناء الأهرامات سنوات عديدة مات فيها الآلاف من العمال المصريين تحت وطأة العمل و التعذيب ، فالحقيقة التاريخية ، وانا هنا لست بصدد التأريخ فأنا لست أهلا لذلك، لكن ماقرأته هو أن هؤلاء العمال كانوا يعملون بنظام السخرة ، اى كالعبيد ، يعملون تحت سياط التعذيب التى لاترحم من يقصر فى عمله .


أى أن هؤلاء الفراعنة قتلوا الآلاف من اجدادنا فقط لكى يبنوا قبرا يدفنون فيه



3- أليس من طبيعة النفس البشرية أنها تحب أن تفتخر بنسبها وأصلها ، أى أننا بطبيعتنا نحب أن نفتخر بالعظماء من أجدادنا ، وعلى الصعيد الآخر ، فاننا نكره أن نذكر جدا لنا كان من الظالمين أو الفاسدين .


******


حسنا بعد ماذكرته ، كيف لنا أن نفتخر بهؤلاء الظالمين ، كيف لنا أن نتفاخر بأننا أحفادهم ، لقد قرأت فى كتاب " الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط " ل على محمد الصلابى ، أن من المخططات التى نجح فى فيها أعدائنا من الغرب هو جعل كل دولة من الدول المسلمة تـُرجع أصلها الى الحضارات القديمة ، مثل الفراعنة والإغريق والآشوريين ، حتى لا يكون لنا صلة بأجدانا المسلمين العظماء ، وعلى الجانب الآخر فهم نجحوا فى تشويه التاريخ الاسلامى حتى أنهم صوروا لنا الدول الاسلامية العظيمة وعلى رأسها الدولة العثمانية على أنها إحتلال لم يجلب لنا إلا الذل والتخلف .


******


لكنى أحمد الله عز وجل أن يسر لى معرفة هذه المؤامرات حتى لا انجرف مع من انجرفوا ، وحتى لا أردد بلا فهم مايردده الآخرون


فأنا مصرى مسلم أفتخر بإسلامى ، أفتخر بمصريتى ، أفتخر بأجدادى المسلمين العظماء ، وسأظل أرددها بكل ثقة



"أنا لست حفيد الفراعنة "


الأربعاء، 16 يوليو 2008

بلا رجوع

الحمد لله بعد معاناة طويلة إنتهيت من قصيدتى الجديدة ، أتمنى أن تنال إعجابكم ، وأرجو ألا تبخلوا على بنقدكم .


بلا رجوع

********

طال الزمان ُ
وليل الظلم شاغلـُه
فلا مكان لنور الحق يهدينا
ضل الطريقُ طريقـَه متعجبا
كيف يضل الطريقُ طريقا ً؟!
أجيبينا
ياشمس الهدى
هذا السؤال
فأين الجواب له؟!
أصار الذل لأمة الإسلام دينا؟!
*****
أجابتنى بصمت ٍ
يزيد الجرح فى قهـر ٍ
وردت على السؤال ِ
بأن أبت الطلوع
حدثت نفسى حينها
كيلا يحدثـُها الخنوع
يانفس إياك التخاذل
والتنازل والخضوع
ولتمض ِفى الدرب الطويل
بلا رجعةٍ
فالذل من شيم الرجوع

*****
فإذا باغتك الظلام مقاتلا
لا تجزعى
كونى له أنت ِالشموع
ولتصبرى
فالنور مهما طال غيابُه
لابد من بعد الغياب سطوع

*****
وإذا شعرت بوحدةٍ
ترجوك ِ أن تتوقفى
وتـُسيل من أجل الوقوف دموع
لاتصغى لها
ولا تطيعى دمعها
هل كل دمع المرء مقصده الخشوع؟!
كم صامد ِقهر المهالك وحده
حتى غدت عبدا ًلسيده يُطيع
*****
فلتمض يانفس
وعين الله حارسة ٌ
أنعم بعين ٍمالناظرها تـُضيع

الأربعاء، 9 يوليو 2008

الإنتقام ..قصة قصيرة


قالت له ببساطة شديدة
- لم أعد أريدك بعد اليوم
- ماذا حبيبتى ؟!! ماذا تعنين ؟!!
- أعنى أنى لا أريدك فى حياتى بعد الآن ، أريد الطلاق
- ماذا؟!! لم ؟! ماذا فعلت لك ِ
- لم تفعل شيئا ، لكننى سئمت حياة الفقر والتقشف التى أعيشها منذ تزوجتك ، لقد سئمت رؤية رفيقاتى وجيرانى وهن يتمتعن بالحياة الرغدة وانا هنا معك كالحبيسة فى سجن الفقر الأبدى ، أريد أن أعيش حياتى وأستمتع بها ، أريد أن أنعم بقصر فاره وسيارة ثمينة مثلهن ، أريد النعيم الذى لا أستطيح حتى ان أحلم به وأنا معك
- لكنك تعلمين كم أكد وأتعب حتى أوفر لك الحياة الكريمة ، تعلمين كم أحرم نفسى من لقمة الخبز حتى أستطيع أن أوفرها لك ، تعلمين كم أسهر الليالى ، وكم أتحمل الإهانات والصعوبات فقط لأرضيك
- وماذا يفيدنى كدك وتعبك إن لم يحقق لى ما أحلم به ، ماذا يفيدنى سهرك ومعاناتك ان لم تكن بلا نتيجة .
- أكاد لا أصدق ما أسمع ، ألست أنت التى أسمعتينى كلمات العشق والغرام؟! ، ألست أنت من قلت من قبل أنك مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل أن تكونى معى ؟!، ألست أنت من عاهدتينى على الوقوف بجانبى فى السراء والضراء ، ألست انت من قلت أنك لاتبالى ان كنت تعيشين فى قصر او فى كوخ طالما أنك تعيشين معى ؟! ، بالله ردى على ، بالله أغيثينى بجواب يثنى عقلى عن الجنون .
- نعم قلت كل هذا ، لكنها كانت مجرد أحلام مراهقة ليس إلا ، أما إذا أرت رأيى الان ، فالمرأة التى تقول كل هذا ليست إلا إمرأة خرقاء تعيش فى ظلام الأحلام والأوهام وسيأتى اليوم الذى تدرك فيها كم كانت مخطئة ، وبشدة .
- خرقاء ؟!! المرأة التى تضحى من أجل زوجها فى نظرك خرقاء ؟! يا الله أفى حلم أنا أم فى علم ؟! ما هذا الكابوس القبيح ؟! شريكة عمرى هى من تقول هذا الكلام ؟! المرأة التى إخترتها لتكون شق روحى وروح قلبى ونور عينى هى من تخرج من فمها هذى الكلمات ؟!
سالت من عينه دمعة فشلت كل محاولاته لمنعها ، فالصدمة كانت أكبر من أن يتحملها.
- كف عن ندب حظك كالأرامل ، ولتستفق من خيالاتك ، مابيننا قد انتهى ، سأكون فى بيت والدى وأنتظر أوراق الطلاق فى أقرب وقت .
تركته وانصرفت ، نظر إليها وهى تغادر وهو يحلم بأن يكون كل هذا ليس إلا مجرد تمثيلية أو دعابة ، لكن أحلامه تبخرت عندما مر الوقت عليه كالأدهر من دون أن ترجع.

رمى بنفسه على الأريكة ككيس من القطن ، واستلقى كالميت من دون حراك ، مر على حاله هذا أيام عدة ، لا طعام ولا شراب ، فقط كل ما يربطه بالحياة كمية من الهواء التى تدخل وتخرج ، وكأنها وفود أتت لتؤدى واجب العزاء فى موته .
ضعف جسده ونحل حتى أصبح هيكلا عظميا يكسوه بعض اللحم كعلامة تميزه عن أموات القبور ، كل ماكان يفعله هو التفكير ، فعقله أبى أن يتركه وشانه ، فكر فى أشياء كثيرة إلا ان معظم تفكيره كان عن الانتقام .
فغضبه وحزنه إجتمعا معا فكانا كالوقود الذى يشعل الفكرة فى عقله .
فكر أن يقتلها ويتخلص منها لان جزاء الخيانة القتل ، أو هكذا كان يصور له عقله
فكر أن يدمر حياتها ويجعلها تعيش فى تعاسة أبد الدهر
فكر وفكر حتى أوشك جسده على الإختفاء وجحظت عيناه كالمشنوق ، فقد مر على تفكيره أشهر عدة ، أو هكذا كان يشعر ، لانه فقد الإحساس بالوقت حتى أصبح لا يفرق بين النهار والليل ، فكلاهما بالنسبة له مجرد وقت يمر عليه يقرب نهاية أجله .
حتى جاءت لحظة استنار فيها جزء من عقله المظلم ، فأضاءت له بعضا من المنطق السليم
سأل نفسه " وماذا بعد ؟! صحيح انها جرحتك جرحا صعب أن يلتئم ، لكن ما تفعله أنت انما هو إكمال للمهمة التى بدأتها هى ، ان تقضى على نفسك ، فإذا كانت هى قد هجرتك فلتقم ولتثبت لها و لنفسك أنك لست أهلا للهجران ، هيا انفض عن نفسك غبار الخذلان ، وإكسر قيد اليأس الذى أطبق على رقبتك .
أشعلت هذه الكلمات فى جسده نار الحماسة والنشاط ، فانتفض من على أريكته ، وانطلق نحو الحمام فاغتسل وهذب لحيته وشاربه حتى عاد إنسانا من جديد ، فالصورة التى رآها فى المرآة قبل أن يغير من هيئته كانت صورة لمخلوق شبيه بالإنسان .
ثم أحضر ورقة وقلم وبدأ فى كتابة الأهداف التى يريد تحقيقها ، وقام بإحصاء الخيارات المتاحة أمامه ، ثم وضع خطة كامله لما سيفعله فى الفترة القادمة ، إستغرقت هذه الجلسة منه حوالى خمس ساعات ، قام على إثرها ممتلئ بالنشاط والحيوية ، نزل الى الشارع وكانه يراه لأول مرة فقد مر على وحدته الخانقة مايزيد على الشهر ، ذهب الى مقر عمله السابق وقدم إستقالته ، لأنه قرر التغيير الجذرى .
مرت الايام والأشهر ، وهو يدرس اللغات والبرمجة ، حتى أصبح يجيد 3 لغات ، كما أنه برع فى مجال البرمجة الالكترونية بعد مايزيد على العامين فى دراسة أسسها وأصولها . أسس شركة صغيرة جدا بما إدخره على مر السنين ، وبدأت الشركة فى الإتساع رويدا رويدا ، وبدأ من بعدها فى التعامل مع الشركات الأجنبية ساعده فى ذلك شخصيته الجذابة وصدقه إخلاصة بالاضافة لإتقانه ثلاثة لغات أجنبية أهلته للتعامل مع المستثمرين الأجانب ، وفتح الله عليه ورزقه من واسع رزقه ، حتى أصبحت ثروته من ذوات الاصفار الستة .
********
فى شقة ضيقة بحى من الأحياء المتوسطة ، دق جرس الباب ، فصاح رجل مسن من داخل الشقة فى غضب
- إفتحى الباب يا إبنتى ، لعله جارنا أتى ليعطينا الايجار . هيا فنحن فى امس الحاجة إليه الآن

توجهت نحو الباب وفتحته فإذا بساعى البريد يسلمها مظروفا مغلقا بإسمها ، فتحته فإذا به مبلغ كبير من المال ورسالة مكتوب فيها
"عزيزتى نهلة
لا أعلم كيف أشكرك فقد كان مافعلتيه معى هو أفضل شيء حدث لى فى حياتى حتى الآن ، أرسلت لك مبلغا من المال كتعبير عن شكرى ، وفى نفس الوقت لانه حقك الشرعى الذى لم أستطع رده لك حينها .
فكرت فى أشياء كثيرة لأنتقم مما فعلتيه معى لكننى وبفضل الله إخترت الطريق الصعب ، لأنه الطريق الصحيح
وبعد كل هذه السنين اللهم لاشماتة ، اتمنى لك حظا سعيدا فى إيجاد زوج جديد ، تقبلى تحياتى "
ومكتوب على ظهر المظروف بخط كبير

" إذا أردت الإنتقام فاسلك طريق النجاح "

تمت

ملحوظة : عبارة" إذا أردت الانتقام فاسلك طريق النجاح" سمعتها من د.إبراهيم الفقى فى ندوة حضرتها له .

الجمعة، 4 يوليو 2008

إسماعيل هنية .... رجل من زمن الصحابة


كلما شاهدته على التلفاز أو رأيت صورته التى عادة ما تتصدر صفحات الجرائد أو سمعت خطبة من خطبه الرنانة ، أشعر دائما أننى أمام رجل من زمن الصحابة ، رجل يجسد معنى كلمة العزة حتى أصبح صورته فى مخيلتى مرادفا للعزة والإباء
تراه دوما يتحدث وكأنه يرى النصر بعينيه ، وكلما زادت عليه الضغوط والأزمات كلما إزداد قوة و صمودا
فمع أنه تولى قيادة حماس فى أصعب وقت مر عليها فى تاريخها ، فقد تولى القايدة بعد إستشهاد شيخنا أحمد ياسين مؤسس الحركة ، وإستشهاد د.عبدالعزيز الرنتيسى ، القائد الثانى للحركة ، والأصعب أن الفترة بين إستشهادهما لم تتجاوز الشهر ، حتى أضحت مهمة من سيأتى بعدهما شبه مستحيلة ، بل ومتوقع له أن يفشل قبل حتى أن يمسك بزمام القيادة ، إلا أنه أدهش الصديق قبل العدو ببراعته فى القيادة وحسن تدبيره .
أصبح رئيسا لوزراء فلسطين بإختيار من الشعب له ، وتخيل أنت معى رئيسا لوزراء دولة ينزل وسط الناس ويكنس الشارع ، ويداعب الاطفال ويتعامل مع الجميع على أنه واحد منهم ، لا فرق بينه وبينهم .

ومع أنه قاد الحركة الى تقلد أرفع المناصب السياسية فى البلاد إلا أنه يردد دوما أن الجهاد هو أولويته ، وأن كل هذه المناصب ماهى الا وسائل معينة لتحقيق الهدف الاسمى وهو إخراج المحتل من فلسطين ، وقال عبارته الشهيرة
"إلتحقنا بحماس لنكون شهداء لا لنكون وزراء "

وبرغم الضربات القاصمة التى تعرض لها هو والحركة والتى تكفى ضربة واحدة منها أن تقضى على حكومة من حكوماتنا العربية ، إلا أنه مازال على العهد صامد ومازال يعلمنا كل يوم كيف التوكل على الله وكيف الايمان بأن الله لا يضيع عباده ، مما اضطر الصهاينة فى النهاية أن يوافقوا على التهدئة بينه وبينهم ، بعد أن وجدوا أنفسهم عاجزين أمام هذا الجبل الشامخ ، وبعد أن تعدى صموده أقصى تخيلاتهم بمراحل عدة ، فهم كانوا يتوقعون أن ينهار هنية وحركته بعد أيام أو شهور من الحصار ، الا انهم صعقوا مما شاهدوه على أرض الواقع ، وأدركوا أنهم أمام نوعية غريبة من البشر ، وأدركوا أنهم يتعاملون مع أناس مؤمنين بأنهم هم المنصورون طال الزمان أو قصر .
سندير أمر شعبنا حتى ولو على ضوء الشموع
أول رئيس وزراء يجلس على الرصيف لمنعه من دخول بلده
الله لن يضيعنا

لن أستطيع أن أجد الكلمات التى أستطيع أن أعبر بها عن هذا القائد التاريخى ، ولا يسعنى إلا ان أقف مدهوشا أمام هذا العملاق الذى يشعرنى كل يوم أننى قزم بالغ التقزم .
وأتعجب بشدة من إنبهار شبابنا بشخصيات من أمثال جيفارا ، فيدل كاستروا أو نيلسون مانديلا مع أننا نقف الآن أمام قائد يفوقهم عظمة وإعجازا ، قائد يقهر المستحيل ، حتى أصبح المستحيل يخاف منه .
حقا نحن أمام رجل من زمن الصحابة .

أستاذى وقائدى ومعلمى إسماعيل هنية
حفظك الله ورعاك ، وجعلك دوما رمز عزتنا وكرامتنا ، ولتمض فى الدرب وروح القدس تؤيدك .