الثلاثاء، 28 يوليو 2009

مذكرات فى رحلة الذكريات ... (4)

اليوم هو يوم الجولة السياحية ، البرنامج هو زيارة حلبة البحرين الدولية التى يقام عليها أحد سباقات " الفورمولا وان " و سيتى سنتر ، كنا ننتظر هذا اليوم منذ بداية المؤتمر وذلك للترفيه قليلا والخروج عن جو المحاضرات لبعض الوقت ، المفترض أن اليوم سيبدأ بصلاة الفجر الساعة الرابعة ، ثم الافطار فى الفندق الساعة السادسة والنصف صباحا ، ثم الانطلاق الى البرنامج الساعة الثامنة والنصف صباحا ، استيقظت فوجدت عبدالرحمن وأحمد نائمين ، والشمس ساطعة فى السماء ، فحزنت على ضياع صلاة الفجر ، قمت مسرعا ، نظرت فى الساعة لأعلم ان كان وقت الشروق قد حان أم مازال بإمكانى اللحاق بالصلاة ، فإذا بالصدة الكبرى تنتظرنى فى عقارب الساعة ، بإختصار شديد وجدتها الثانية عشرة ظهرا ، أصابنى الذهول ، ماذا ، لابد أن فى الساعة خطأ ما ، أخرجت هاتفى ، لأصدم ثانية ، الساعة محقة ، لم أدرى ما العمل ؟ ، أيقظت أحمد فكان هذا حوارنا
- أحمد ، قوم عندى أخبار وحشة
- خير
- الساعة 12
- ياعم بطل هزار بقى
- يا أحمد والله الساعة 12
أفاق أحمد ، تأكد من الخبر ، فجلس على السرير بلا حراك ، الخبر ليس سهلا على الاطلاق ، هذا معناه أن الفجر ضاع ، الإفطار ضاع ، محاضرة أ.أحمد أبوهيبة ضاعت ، الرحلة الى الحلبة ضاعت ، الحل الوحيد أمامنا هو الإنتظار حتى الساعة الخامسة عصرا حيث ميعاد أول محاضرة فى الفندق الذى سنضطر للذهاب إليه بتاكسى والذى سيكلفنى مالا يقل عن ستين جنيها مصريا ، المهم كنت مؤمن بأن الخير فى الحركة والسعى ، حتى ولو لم يكن لدينا خطة ، المهم أن نغير ملابسنا ، وننزل وسنجد فرجا بإذن الله ، أيقظنا عبدالرحمن وأخبرناه بالمشكلة ، وقلت لهم أنى سانزل الى بهو الفندق لأبحث عن أى إدارى لأستفسر منه عن كيفية التصرف ، نزلت فلم أجد أحدا على الاطلاق ، بدأ الاحباط يساورنى ، صعدت الى الغرفة ، جهزت أدواتى وأخذتها معى وأخبرت أحمد وعبد الرحمن أنى سأنتظرهم بالأسفل ، نزلت للمرة الثانية بعد أقل من خمس دقائق ، لأجد إثنين من الاداريين يجلسان فى مدخل الفندق ، استبشرت خيرا برؤيتهما ، استعنت بالله وذهبت اليهما ، وفى نفسى أقول أنى سأتقبل أى نوعا من رد الفعل ، فنحن متأخرون خمس ساعات عن الموعد وليس النصف ساعة ، ذهبت اليهما وأخبرتهما بالمشكلة ، ومدى حزننا على ضياع الرحلة الى حلبة البحرين ، فابتسم أحدهما وقال " الرحلة الى حلبة البحرين " تأجلت ، هنا تنفست الصعداء ، وبدأت فى التحدث بهدوء ، سألتهما عن مكانهم ، فأخبرنى أنهم فى سيتى سنتر ، وسيتى سنتر هذا يبعد عن الفندق بحوالى عشر دقائق سيرا على الأقدام فقط ،اتصل أحدهما بالمسئول عن الرحلة وأخبره بالأمر فأخبرنا أن نذهب الى هناك وهم سينتظرونا ، الأخبار كانت طيبة جدا حقيقة ، دقائق مرت ووجدت أحمد وعبدالرحمن قد نزلوا ، فبشرتهم بتلك الأخبار ، وانطلقنا الى هناك ، فى طريقنا ظللنا نذحك على هذا الموقف السخيف الذى أسال الله عز وجل ألا يعيده علينا ، صورنا الموقف بالفيديو ، كنت أنا المتحدث ، وصلنا الى هناك لنكتشف أننا أمام مخاطرة كبيرة ، ألا وهى عبور الطريق السريع الذى يتكون من أكثر من خمس حارات والسيارات تصل سرعتها الى 120 و 140 كيلوا فى الساعة ، ولا يوجد كوبرى أو نفق للمشاة ، بعد أكثر من ثلث الساة تمكنا من العبور ، لنجد على الجانب الآخر رجل بحرينى لما رآنا أخبرنا أن هناك خمس أشخاص ماتوا على هذا الطريق أثناء عبوره ، طبعا خمس أشخاص كثير جدا فالبحرين أصلا لا يوجد بها فكرة السير على الأقدام على ما أظن ...
دخلنا الى المول ، والتقينا بالإخوة ، صلينا الظهر والعصر ، ثم انطلقنا فى جولتنا ، المول يستحق أن يوضع فى برنامج الجولة السياحية ، ضخم جدا ، ومنظم بصورة جميلة ، وبه مايرضى كل الأذواق ، مايميزه عن سيتى ستارز القاهرة هو صالة ألعاب متطورة جدا للأطفال ، التقطنا الصور ، تناولنا الغذاء ، ثم اشتريت أخيرا خط بحرينى ، انهينا الجولة الممتعة فى المول وتوجهنا الى الباصات ، اتصلت بأمى ، سلمت عليها وأرسلت سلاماتى لكل الأسرة ، لا شك أنى افتقدتهم ...
ذهبنا الى " موفنبيك " ، فى طريقنا الى هناك كان هناك الكثير من المرح فى الباص ، منظر يستحق التسجيل ، شباب عربى من مختلف الدول التى لا تعلم كيف تتفق ، يجلسون بع يمرحون ويمزحون وكأنهم يعرفون بعض من عقود ، اقترح أحدهم أن نسمع أنشودة فلم يتطوع أحد ، فاقترحوا أن نردد نشد نحفظه جميعا ، طبعا هم معظمهم من الخليج ، فانتظرت لأسمع ماهو النشيد الذين يتفقون عليه ،فإذا به أفاجأ بأنهم ينشدون " لبيك إسلام البطولة " ، فى منتصف الانشودة بدأنا ندخل الكلمات فى بعضها ، فتوقفنا على الانشاد ، لنجد أحدنا ينشد بصوت عالى " أنا البندورة الحمراء " ، ليغرقنا فى فاصل من الضحك لم يتوقف الا ونحن نغادر الباص ...
بدأنا المحاضرة الأولى " مهارات البحث على الانترنت " ، يالله ، كلنا لا نفقه شيئا فى البحث على الانترنت ، تعلمت كيف أصل الى الموضوع الذى أريده ، وكيف أجد الصورة التى أبحث عنها ، كانت محاضرة قيمة جدا ، إن شاء الله ستحل لى مشاكل كثيرة كنت أواجهها ...
أخذنا بريك ، صلينا المغرب والعشاء ، ثم بدأت المحاضرة الثانية ، " التكوين الثقافى لدى الشباب " لـ أ.مصطفى الحباب ، وهى المحاضرة الأكثر إثارة للجدل فى كل المؤتمر ، والتى استثارت كل المشاركين ليقلبوا طاولات العشاء الفاخر الى صالونات ثقافية لنقد هذه المحاضرة ، فهى اصطدمت بالكثير من المفاهيم التى نؤمن بها ... لم يكن المحاضر موفقا فى إثارة البلبلة هذه ، وواجه هجوما فكريا لم يواجهه أحد قبله ، وأعتقد أنه لن يواجهه أحد بعده ...
أنهينا العشاء ، فتوجهنا الى الباصات لنعود الى الفندق ، كان الجميع يتحدثون ويصيحون ، فقطعت حديثهم ، ومثلت دور المتأثر الحزين ، وقلت لهم
- " شباب ، أنا عايز أعمل مداخلة لو سمحتوا "
- اتفضل
- دلوقتى شعار المؤتمر إخاء وبناء ، صح
- إيه مظبوط
- طيب احنا النهاردة الصبح راحت علينا نومة ، تخيلوا صحينا الساعة كام
- كام ؟
- 12
عم الذهول كل من فى الباص
- يعنى أنا بجد زعلان من اللى حصل ، لأنى سألت نفسى بعد ماصحيت ، ان مرت أكثر من خمس ساعات وماحدش اكتشف اننا مفقودين ، يعنى افرضوا لا قدر الله كان حصل لنا حاجة ولا متنا ، كنتوا هتكتشفوا امتى
طبعا أنا مثلت الدور بإتقان ، كانت نتيجته أن بدأت الاعتذارات تتوالى علينا ، ثم تطور الأمر الى دعوة بأن يكون مسئول مجموعتنا مكلف بايقاظ كل غرفة عند أذان الفجر وعند الانصراف ، فلما رفض ، بدأت الدعوات لعزل المسئول و بدأت الأمور تتفاقم ، بالطبع كله يطرح بالمزاح ، الى أن تطوع أحدهم بايقاظنا صباحا ، وكلف أحدنا بايقاظ الجميع عند الفجر ....
عدنا الى الفندق ، غيرنا ملابسنا ، ظبطنا منبهاتنا ، وابتهلنا الى الله عز وجل أن نستيقظ فجرا ، ليتجب الله دعائنا ، ونصلى أول فجر لنا جماعة مع الآخرين منذ أن بدأ المؤتمر ...
الاثنين 27/2/2009 الساعة 10:40 مساءً

هناك 11 تعليقًا:

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
جزء من(كل)قرأته
الان وأستمتعت به
ولكنى أطلب منك وإن
كان فى استطاعتك ان
تضيف ولو نبذة عن المحاضرات
(ملخص يعنى)وخاصة تلك اثارت
النقاشات والحوارات وأيضاً
المتعلقة عن كيفية البحث
عبر النت عن موضوع أو
صورة ما.احتراماتى.

Adham يقول...

موضوع جميل عزيزي ..
أعجبتني مداخلتك جدًا جدًا وعتابك لهم ..
دعواتي لك بالتوفيق والبركة في الوقت

محمد خالد الديب يقول...

سلام عليكم طبتم
زعلان اوي يا خويا على خمس ساعات مانت هنا بتموت اكتر من 12 ساعة فوق ال5 ساعات وما بتزعلش ماشي يا عم مش بقولك شكلك هتتغير ربنا يستر.
طرح مشوق ومثير ادخلتني في المود حتى احسست بي وانا اعبر المحور بس المحور بقة يا باشا بيموت عليه كل يوم 10 على الاقل.
ربنا يحفظك وان شاء الله ترجعلنا بالسلامة كدة حتة واحدة.
دمت في تقى.

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله .... صيف مميز .. دعواتكم لينا يا فندم
........

أعتقد كده إن نسماته عبيرها مختلف عن أي صيف ... بارك الله لكم في وقتكم،وأسعدكم وأدام عليكم رضاه
تمنياتي لكم بالعودة بسلام ورضا عن نتاج صنعكم بإذن الله ..
وفي انتظار باقي ذكرياتكم
........
في أمان الله


ريّانة!!!

المتبهدلون في الأرض يقول...

بحسدك .. بحسدك ..بحسدك

الناس هنا بتسلم عليييييييييييك

من أول أنس .. لحد زهدي


وحاسب لتغرق في البحرين (البحر غدار ,فمابالك بالبحرين)

Abd Al-Rahman يقول...

norahaty
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بداية منورة المدونة ،،
بالنسبة لموضوع المحاضرات ،فأنا ان شاء الله هكتب عن بعض المحاضرات المهمة فى مواضيع قادمة بإذن الله
ماتقلقيش ، كله متسجل ، ههههههههه
جزاكم الله خيرا

Abd Al-Rahman يقول...

أدهم
وانا أعجبنى متابعتك لرحلتى ...
لسة فى تفاصيل تانية جميلة هكتبها ان شاء الله ، لأنها باختصار كانت رحلة رائعة
جزاكم الله خيرا على المرور
تسافر وترجع بالسلامة صديقى

Abd Al-Rahman يقول...

محمد
هههههههههههه
ايه القر ده
مانام براحتى ياعم ، هو النوم بقى بفلوس ولا ايه ...
ههههه
شكرا لتعليقك
وشكرا لاستقبالك ليا فى المطار
يعطيك العافية

Abd Al-Rahman يقول...

ريانة
فعلا صيف مميز جدا
ربنا يتقبل
جزاكم الله خيرا أختى، ربنا يعزك
وألف مليون مبروك على النتيجة

Abd Al-Rahman يقول...

بو النجا
قل أعوذ برب الفلق ...
وحشنى ياواد والله
والناس كلهم وحشنى
برضه من أول أنس لحد زهدى
هههههههه
هقابلك قريب بإذن الله
*********
يبقى عرفنى ماذا فعل الله بك؟

عبدالعزيز دلول يقول...

:) راق لي كثيراً ما تكتبه هنا :)


يسعدني ان تزور مدونتي
www.azizdalloul.com


www.youtube.com/azizdalloul