الخميس، 16 أكتوبر 2008

فى ليلة ممطرة ... قصة قصيرة


حاولت كثيرا أن اكتب شيئا جديدا ، تجمعت أفكار شتى فى عقلى ، لكنى لا أجد الوقت لأكتب مواضيع كاملة عنها ، كليتنا الموقرة حفظها الله ورعاها تعيش أسوأ فترة فى تاريخها ، فهى تعيش حالة من التخبط الإدارى الغير مسبوق ، فالكلية حتى لحظتنا هذه بلا مسئولين ، وكالعادة نصبح نحن الضحايا ، ونصبح نحن المسئولين عن دفع ثمن أخطاء الكبار ، منذ أن رجعنا الى الدراسة بعد أجازة العيد وأنا أذهب 6 أيام فى الأسبوع ، وأغادر فى الصبح الباكر يوميا ولا أرجع الا فى الظلام الدامس .... لذا فإنى أسالكم الدعوات ... وحتى لا أقصر فى حقكم أكثر من هذا فإنى أترككم مع قصة من قصصى التى أحبها جدا ، قصة كتبتها عندما كنت أملك بعضا من الوقت ....

*******************

فى ليلةٍ مُمْطِرَة



" إذا شهدت لصالحي في هذه القضية، سأزيد راتبك إلى الضعف بالإضافة إلى مكافأة قدرها عشرون ألف جنيه ، وان لم تفعل فاعتبر نفسك مفصولا , القرار قرارك ، وأعتقد يا بنى أنك ذكى بما فيه الكفاية لتعرف مصلحتك"
ظلت هذه الكلمات تتردد في ذهني وأنا ممسك بعجلة القيادة في طريق عودتي إلى البيت , كانت الساعة قد قاربت الواحدة بعد منتصف الليل من ليلة ممطرة شديدة البرودة، كان صوت قطرات المطر التي تنهال على السيارة أشبه بصوت الرصاصات، أغلقت الزجاج في محاولة يائسة لحماية نفسي من هذا البرد الشديد، أخذ عقلي يفكر في كلمات صاحب الشركة ، وكلمة "يفكر" ليست الكلمة الدقيقة لوصف ما كان يحدث ، فلقد كان عقلي عبارة عن معركة مبارزة بين عدوين يحمل كل واحد منهما قدرا من الكراهية للآخر لو مزج بماء البحر لمزجه ، أحدهما يريدني أن أرفض هذا العرض الشيطاني رفضا قاطعا ،وكأنه يصرخ في وجهي قائلا:"كيف تقبل بان تشهد زورا ؟! كيف تبيع أخراك بدنيا غيرك ؟! هل ستنجيك هذه الأموال من نار جهنم ؟!ماذا ستقول لربك عندما يسألك لم قبلت على نفسك الحرام ؟!أم انك يوم القيامة ستستغيث بهذا الذي ستعصى الله من أجله فينقذك من عذاب الله ؟!"،والآخر يريدني أن انتهز تلك الفرصة التي لا تأتى إلا مرة في العمر , وخصوصا اننى شاب في مقتبل حياتي ومقبل على زواج وفى أشد الحاجة لهذه النقود ، واننى بإمكانى أن استغفر الله بعدها ، والله غفور رحيم ، وطالما انه ليس شركا بالله فالله سيقبل استغفارى وتوبتى ، كانت المبارزة سجالا بين الطرفين , واحتدم القتال بينهما حتى شعرت بحرارة تغمر جسدى وبقطرات من العرق تنسال على وجنتى ، حاولت التركيز في القيادة حتى لا أصطدم بشيء في طريقى ، ملت بجسدى قليلا إلى الأمام حتى أستطيع رؤية الطريق بوضوح , كان الشارع خاليا من جميع أوجه الحياة ، حتى الفئران آثرت عدم الخروج في هذه الليلة ، كان الهدوء القاتل سيد الموقف ، في ذلك الوقت ،لمحت من بعيد خيالا أشبه بخيال البشر،بالتأكيد هو بشر ،ولكن قسوة البرد جعلتنى أشك فى ان يكون هناك أحد من البشر قادر على الوقوف في الشارع في مثل هذه الساعة ،اقتربت أكثر من الخيال حتى بدأت أستوضح معالمه، وحينها اتفق العدوان على هدنة قصيرة من القتال على أن يعودا إليه مرة أخرى بعد أن استيقظ من دهشتى ، فقد كان الخيال لامرأة شابة تقارب الثلاثين من عمرها ، مرسوم على وجهها علامات الهلع الشديد، تحمل طفلا على ذراعها الأيمن وتلوح لى بيدها اليسرى لكى أقف ، أوقفت السيارة وأنزلت الزجاج حتى أستطيع سماع ما تقوله
" أرجوك ياسيدى ، ابني مريض للغاية ، وأنا أقف منذ ما يقرب من نصف الساعة ولم تمر سيارة واحدة حتى الآن ، كما أننى لا أستطيع الاتصال بأحد لمساعدتى لان كل خطوط الهواتف مقطوعة وشبكة الهواتف النقالة معطلة بسبب المطر ، فهل من الممكن أن توصلنى إلى المستشفى العام " قالتها المرأة بلهجة أقرب إلى البكاء
"بالطبع ،تفضلى بالركوب " كان ردى فوريا، فالموضوع لا يحتمل التفكير كما أننى لم أكن أريد أن أعطى لهما الفرصة لينهيا هدنتهما ويعاودا القتال ، بالطبع أتحدث عن العدوين , انطلقت بالسيارة في اتجاه المستشفى والمرأة تجلس في الكرسى الخلفى ، وعلى الرغم من ان جسدها كان يرتعش إلا انها كانت تحتضن طفلها لتعطيه بعضا من الدفء الذي هى في أمس الحاجة اليه ،لكن ارتعاشها كان في ازدياد حتى خشيت بأن يحدث لها مكروه ، فقمت بخلع معطفى وأعطيته لها لتضعه على جسدها عسى أن يخفف من وطأة البرد على هذا الجسد الهزيل، أخذته بلا تردد مما أكد ظنونى حول انها كانت على وشك الاعياء، وصلنا إلى المستشفى ، فنزلت مسرعا وفتحت لها الباب ، أخذت منها الطفل حتى تستطيع النزول ، نزلت مسرعة وأخذته وانطلقت إلى داخل المستشفى ، دخلت ورائها ورأيت موظفة الاستقبال ترشدها إلى غرفة الفحص ، ذهبت المرأة إلى الغرفة بينما جلست أنا على أحد الكراسى الموضعة في مدخل المستشفى ،وقد قررت أن أبقى لبعض الوقت، لم أكن أعلم السبب لهذا القرار , هل لأنى لا أريد أن أعود إلى التفكير في موضوعى الكئيب مرة أخرى ؟ أم لأنى أريد الاطمئتان عليها وعلى ابنها ؟، المهم انى انتظرت حوالى نصف الساعة ، ثم ذهبت إلى موظفة الاستقبال وسالتها عن رقم الغرفة التي دخل فيها الطفل الذي قدم مع أمه منذ قليل ، فأعطتنى اياه ،صعدت مسرعا إلى الطابق الثانى واتجهت إلى الغرفة ،فوجدت الباب مفتوحا ،ووجدت الطفل ممددا على السرير وقد قام الاطباء بتوصيل محاليل له ، بينما تجلس أمه على كرسى بجواره ممسكة يده في رقة بالغة ، وعلى وجهها بدت علامات الارتياح .
"احمممم " أصدرت هذا الصوت لاجعلها تتنبه لوجودى
" ياإلهى ، أما زلت هنا ؟! لقد كنت مشغولة الآن بايجاد طريقة لاصل اليك لكى أشكرك، مالذى ابقاك حتى الآن في المستشفى؟" نطقت هذه العبارة في دهشة بالغة ممزوجة بأدب جم مع عينين يملأهما الامتنان
"فكرت في أنك قد تحتاجين شيئا ، فآثرت البقاء حتى أطمئن عليكما "
"انا لا أعرف كيف أشكرك ياسيدى , فأنا لا أجد الكلمات التي استطيع أن أعبر بها عن امتنانى لك"
"بل انا الذي اريد أن أشكرك شكرا عميقا " , كان ردى مباغتا لها فارتسمت الدهشة على وجهها قائلة
" أنت الذي تريد أن تشكرنى ؟! علام ؟!"
" لقد كنت في حالة اكتئاب شديدة ، وكان عقلي مشغولا بالتفكير حتى كدت أن أجن ,وحاولت ان أوقف هذا الصراع الدائر مرارا ، ولكنى فشلت ، ولم أخرج من هذه الحالة إلا عندما قابلتك وحدث ماحدث "
"هل لى بأن أسالك عن سبب هذا الصراع ، لعلى أستطيع ان أساعدك في التخلص منه ، فأكون بذلك قد رددت جزءا من الجميل الذي قدمته لى " قالتها وفى نبراتها جدية شديدة دفعتنى إلى ان أحكى لها كل تفاصيل القصة , من الألف إلى الياء ، كانت تسمعنى بإنصات شديد طوال حديثى وكانت بين الحين والآخر تبتسم ابتسامة خفيفة تحمل الكثير من المعانى التي لم أفهم معناها في ذلك الوقت ، انتهيت من حديثى وطلبت منها أن تتفضل وتدلى برأيها، قالت :
" سأحكى لك قصتى الشخصية التي فيها جزء كبير من التشابه مع قصتك هذه ،فاسمع منى عسى ان ينفعك الله بها وتكون سببا في حل مشكلتك.
كنت أعمل سكرتيرة في احدى شركات الاستثمارات الكبرى هنا في العاصمة , كنت أعيش حياة سعيدة أحمد الله عليها ، فقد أنعم الله على بزوج كان مثالا للمسلم الحقيقى ، فقد كان متدينا ،رقيقا ،بشوشا ، يحبه كل من يعرفه ، ورزقنى الله منه طفلا أضاف الكثير من الفرح والسعادة إلى حياتنا ، كانت رفيقاتى في العمل يحسدننى على حالى وعلى ما أنا فيه ، ولأن دوام الحال من المحال ، فقد ابتلانى الله عز وجل بابتلاء شديد قلب حياتي كلها رأسا على عقب ، فقد اختار الله زوجى لينتقل إلى الرفيق الاعلى اثر حادث أليم ، تمزق قلبى لفراقه حتى كدت أن أموت كمدا من الحزن عليه , ولكن ألهمنى الله الصبر ، فجعلت سلواى الوحيدة في اننى سالقاه في الجنة مرة ثانية ، وأخذت على عاتقى أن أربى طفلنا هذا تربية اسلامية حتى يصبح مثل أبيه، أخذت على نفسي عهدا بأن أكون له أما و أبا ، مرت الأيام وأنا على هذا العهد ، ولكن زاد ابتلاء الله لى ، فقد مررت بضائقة مالية شديدة ، فقد كان راتبى وراتب زوجى رحمه الله يكاد يكفينا ، وبعد وفاته أصبح راتبى وحده لا يكفى ، وفى يوم من الايام وجدت صاحب الشركة التي أعمل فيها يستدعينى ، دخلت عليه ، فطلب منى الجلوس ، وقال لى بأنه سيزيد راتبى ليصل إلى ثلاثة أضعاف راتبى حينها، وانه سيعطينى مكافأة قدرها عشرة آلاف جنيه ، تعجبت كثيرا وبدأت أرتاب من أسلوب كلامه معى ، فسالته عن المقابل لكل هذا ، فقال لى أنه معجب بى جدا منذ فترة طويلة وأنه يرانى أجمل امرأة رآها في حياته ، وكل مايريده منى ان أمضى معه ليلة واحدة مقابل هذه الثروة ، فرددت عليه بجملة واحدة ، قلت له : " ستجد ورقة استقالتى على مكتبى بالخارج " وتركته وانصرفت وأنا في حالة من الانهيار النفسى لما وصل اليه حال بنى البشر من الانحطاط , جلست في البيت بضعة أيام كل ماكنت أفعله هو البكاء والدعاء ، و كنت واثقة بان الله معى وانه لن يضيعنى ، تقدمت إلى العديد من الشركات التي تعمل في نفس مجال شركتى السابقة، لكنى قوبلت بالرفض من جميعها ، وضاقت على الارض بما رحبت ، حتى أتى فرج الله , فلقد قبلت شركة من كبرى الشركات الاجنبية بتوظيفى ، وهذه هى الشركة التي أعمل فيها الآن ، وراتبى الحالى أربعة أضعاف الراتب الذي كنت اتقاضاه في الشركة القديمة، وضعف مجموع راتبى القديم وراتب زوجى رحمه الله , وتوالت نعم الله على الواحدة تلو الاخرى , فلقد قرأت بعد بضعة أشهر من بداية عملى الجديد في إحدى الجرائد الحكومية ان صاحب الشركة الذي حاول إغوائى من قبل قد اتهم في قضية رشوة ، وتم الحكم عليه بسبع سنوات من السجن المشدد ، وقبل ان أختم قصتى ، أريد أن أعلمك بأنك كنت آخر ما أنعم الله به على ، فعندما كنت أقف الليلة أحمل طفلى بين يدى تحت المطر وفى هذا البرد الشديد ، رفعت نظرى للسماء ودعوت الله بان يغيثنى من هذا المأزق ، فإذا بى أراك قادما من بعيد ، وأنت تعلم بقية الحكاية ."
كنت أستمع إلى كلامها ومشاعرى بين مزيج من الدهشة والفرح والغضب و احتقار للنفس و امتنان للمرأة التي اعتبرتها حينها منقذتى التي ارسلها الله لى لترشدنى إلى الاختيار الصحيح ، ولتنقذنى من على حافة السقوط في قاع الذنب الذي قد لا أستطيع الخروج منه مرة ثانية ، شكرتها شكرا عميقا وأوضحت لها مدى امتنانى لكلامها ، وعرضت عليها أن أوصلها إلى أى مكان تريده ، فشكرتنى وأخبرتنى انها ستبيت الليلة هى وطفلها في المستشفى بناء على رغبة الطبيب ، القيت عليها السلام وشكرتها ثانية وودعتها ثم انصرفت إلى البيت.
في طريقى للعودة ،أخرج الطرف الذي كان يريدني أن أرفض العرض لسانه إلى عدوه معلنا انتصاره الساحق عليه ، بينما جلس الآخر محسورا على هزيمته المدوية، أمسكت بالهاتف واتصلت بصاحب الشركة ، جائنى صوت المجيب الآلى طالبا منى ترك الرسالة بعد سماع صوت الصافرة
"السلام عليكم ، انا عماد ياسيدى ، معذرة للاتصال في هذه الساعة المتاخرة ، أردت فقط إعلامك بانى مستقيل من العمل ، والله أسال أن يلهمك الصواب كما ألهمنى إياه الليلة ، السلام عليكم ".

تمت بحمد الله تعالى

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

اييييييييييييييييه... انت بتقول اييييييييييييييييييييييه.. انا اول تعليق يا ناس.... مش مصدق نفسي..
القصه دي بجد اثرت فيا بس الكلام ده من زمان.. دلوقتي هي تعتبر اقدم من الجبنه الرومي
بس سيبك انت من كله
الموهم اني اول تعليق
ودعوتكم

Unknown يقول...

عبد الرحمن ..

انا عماله أضحك بجد .. بس مش علي القصه انا لسه مقريتهاش بس دي تالت مره أقرا حاجه شتويه .. عذرا بس ده ملاحظه كده مني .. هقراها يمكن تبقي شيه قصة كتبتها من يومين اسمها مطر ..

Unknown يقول...

أنت رائع جدا ..

بالفعل عدة جمل دوت في أذني .. شعرت بجميع مشاعر البطل ..

طريقة السرد رائعه .. و الاسلوب متناهي الروعه حتي انني لا استطيع التحليل

حقا رائعه ..

تختلف كثيرا عن مطر :)

Unknown يقول...

طيب عاوزه رأيك ف قصة عفوا لقد نفذ رصيدكم ..

http://ardela7zan.blogspot.com/search/label/%D8%B9%D9%81%D9%88%D8%A7%20%D9%84%D9%82%D8%AF%20%D9%86%D9%81%D8%B0%20%D8%B1%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D9%83%D9%85

لينك طويل شويه بس طبعا عارف هتقراها من تحت لفوق :)

مستنيه رأيك ..

غير معرف يقول...

السلام عليكم
حلوه ماشاءالله القصه وبحمد ربنا انه رزقك الموهبه دي والهمك كلمات القصه وتعبيراتها اللغويه واحلي حاجه انها ليها هدف مش قصه والسلام
ربنا يزيدك علم ويحبك ويرضي عنك وينفع بيك الاسلام ويهدي بيك الناس كلللللللها
السلام عليكم

Abd Al-Rahman يقول...

عمر منور الدنيا كلها ,,, والقصة نورت بانك أول واحد علقت عليها ... الكلمتين دول عشان انت مش موجود فى البيت بس لكن انت عارف اللى فيها ههههههه
نفسى تغير محور كلامك وماتدخلش فيه أكل أو شرب
ههههه
يلا تيجى البيت بالسلامة
إرجع يابنى إخواتك مستنيينك ... إرجع ياعمر إحنا بنحبك ... الطفشان من البيت مش هو الحل يابنى
ههههههه
شوية هنعلق صورتك فى الشوارع

Abd Al-Rahman يقول...

ياسمين
ربنا يكرمك أخجلتم تواضعنا ... وحضرتك بجد مش مجاملة بتكتبى كويس جدا ماشاء الله ... أنا بتعلم منك ..
بالنسبة لقصتك فانا آسف على التاخير بس فى ظروف فعلا .. دعواتك .... أنا قرأت نص القصة تقريبا بس وعد هكملها واسيب تعليق ان شاء الله
نورتى يافندم

Abd Al-Rahman يقول...

I love my lord
تعليق حضرتك من أحلى التعليق اللى جت لى فى المدونة عموما لحد دلوقتى .... بجد أنا دايما بدعى ربنا بالدعاء ده .. فجزاكم الله خيرا على الدعوة الجميلة دى
وربنا يستجيب ... آمين
نورت المدونة وأرجو انك تنورها على طول
تحياتى

غير معرف يقول...

جزانا واياكم يا فندم
وبشكر حضرتك علي الترحيب ده يا دكتور..ربنا يعزك

غير معرف يقول...

حلوة جداياعبدالرحمن وهي دي احسن قصة في المدونة كلها وربنا يباركلك يا عبدالرحمن

غير معرف يقول...

(على فكره القصه دى عايزه تتقرا وانت بتشرب سحلب ) هههههههههه
انا حسيت فيه البطل الشجاع
حكايه ان واحد يتعرض عليه مبلغ زى ده
ويرفض ده بطل
بس هو من جواه ضميره بيانبه هو فى خير من
جواه بس قدام المبلغ ده النفس تضعف
ده يبقى بطل