الأربعاء، 19 أغسطس 2009

مهند الأسطورة ... والمعلقات العشر

الحلقة الأولى
*************
صورة للتمويه ،ههههه،
بالطبع ليس هذا هو الأسطورة

سأتوقف عن نشر اليوميات فقد مر عليها كثير ولم تعد طازجة بعد الآن ، هههه ، لكن من أراد بقية الحلقات ، فقط يعلمنى وأنا سأرسلها له..
أبدأ معكم رحلة روحانية فى حلقات جديدة ، عن قصة حياة سمعتها من صاحبها ، وكان تعليقى عليها أنها لو تم تحويلها إلى فيلم سينمائى لقال عنه النقاد أنه خيالى ومبالغ فيه بشدة ، قصة حياة لا بد أن تترك فيك أثرا ، ولا بدا أن تغير فيك شيئا ، هذا وعد منى
ستكون القصة على حلقات وذلك لطولها ، وهى نقل حرفى لكلام مهند دون تعديل ، أترككم الآن مع الحلقة الأولى

*************************
انتبهنا على صوت المقدم يعلن إستكمال البرنامج ، و بدء الفقرة التالية وهى " لقاء مع شاب مبدع " ، دخل من الباب شابان أحدهما كفيف وبمشيته عرج خفيف والآخر سليم معافى يسنده ، صعدا إلى المسرح أحضر السليم كرسى المحاضر وأجلس الكفيف عليه ، ثم أمسك بمكبر الصوت وأعطى نبذة مختصرة عن الشاب الكفيف ثم أعطاه مكبر الصوت ونزل هو من على المسرح وجلس بين الجمهور ، وبدأ الشاب الكفيف يتحدث من على خشبة المسرح وهو جالس على كرسي المحاضر
" - السلام عليكم
أنا لن أتكلم معكم ، أنا سوف أتكلم مع نفسى بصوت عال ، لأن الكلام مع الناس عادة بيكون فيه مجاملات بيكون فيه أشياء للتغطية لكن الكلام مع النفس دائما صادق .."
" أنا سأتكلم اليوم عن المعلقات العشر وأسميتها المعلقات العشر لأنى علقتها فى عقلى وفى قلبى و فى غرفتى جدار غرفتى ، عشر كلمات انا علقتها فى جدار غرفتى منذ أن بدأت المشوار وأنا عمرى خمس سنوات إلى الآن ، ولكل واحدة منهم قصة قصيرة ، هى طويلة ولكنى سأجعلها قصيرة لأن الوقت لا يسمح "
" إسمحولى أبدأ واتمنى يكون معكم ورقة وقلم عشان ودى تشاركونى هذى المعلقات ، سنبدأ معا بالمعلقة رقم ستة ، هى بالترتيب لكن انا أضعها ستة
بإختصار حلمت إنى كنت جالس على كرسى فخم ، على يمينى وزير الإعلام السعودى ، وعلى يسارى مدير مركز حاورنى اللى هو الان نائب وزير التربية والتعليم ، امامى الأمير نايف ، الأمير عزيز بن فهد ، إيش اللى يحصل هذا ؟! ، ناس أنا ما بشوفهم إلا فى نشرات الأخبار ، فى الجرايد ،
" مهند أبو دية " إسمى يطلع ، أدخل أنا أمشى ، ومعايا صندوق صغير ، أفك هذا الصندوق أطلع منه كرة مكتوب عليها غواصة عروبة " ، ادخل إلى الناس لأجد أمامى الملك عبد الله ، أعرض أمامه هذه الغواصة ، وأقول له إذا كان العالم قد سبقنا إلى الآفاق فسوف نسبقه إلى الأعماق فقال لى المعلقة السادسة ، ست كلمات :
" المملكة العربية السعودية تفخر بوجودك من ضمنها "

تصفيق حاد بعد هذه الكلمة
" حلم والله حلم ، نعود إلى البداية ، إلى المعلقة رقم واحد ، أنا نشأت فى أحد أرقى وأفخر أحياء جدة " غليم " ، طبعا أهل الإمارات والبحرين وحتى الرياض ، ما يعرفوا ماهو " غليم " ، ولكن أنا أقول لهم اللى ما يعرف " غليم " أنصحه ما يعرفه "
ضحك جميع الحاضرين ، فقد وضح لنا أنه مكان شديد السوء
" المهم أنه فى هذا الشيء ولدت أنا وبى عيب خلقى ، إيش العيب الخلقى هذا ، نقص فيا والنقص هذا عيب ، انتم تعرفو جهاز الراديو أو بالأصح جهاز المسجل بيكون فيه أربع أزرار ، play ,rewind,forword والزر الأخير stop هذا الزر مو عندى ، ولدت بدون هذا الزر ، فأنا لا أتوقف لأنى لا أعلم لماذا وكيف أتوقف ؟ "
ضجت القاعة بالتصفيق الحاد
" وأنا كنت صغير ، كنت أخاف من الشيء اللى أهلى يمدحولى فيه ، كانو دايما يقولوا لى " إن شا الله يا مهند تكبر وتبقى زى الناس " ، أنا ما أبغى أكون زى الناس ، أفتح الشباك وأقول هذول الناس اللى تبغونى أبقى زيهم ؟! ، ما ابغى أكون زى الناس ، أبغى أكون أحسن من الناس ، عذرا ما أقصدكم أنتم بالناس ، إنما أقصد الناس فى " غليم " ، فالمنظر من الشباك لم يكن مريح "
ضحك جميع الحضور وعاد مهند للحديث
" قلت لأهلى كيف أصير أسوى أشياء ما سواها الناس من قبلى ؟ ، قالوا لى : تصير مخترع ، قلتلهم خلاص أبغى أصير المخترع الوحيد فى العالم ، قالوا لى : لا حبيبى فى غيرك مخترعين آخرين ، فقلت لهم : أبغى أصير أكبر مخترع فى العالم ، وهذا كان حلمى ، ولأنى قرأت المعلقة الأولى والتى كانت :

" وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ... فكن طالبا فى الناس أعلى المراتب "

أكبر مخترع فى العالم صار حلمى
فأنا مهند جبريل أبو دية هذا إسمى
هندسة الفضاء تخصصى
رئيس المركز السعودى لثقافة الإختراع هذى وظيفتى
كسب المستحيلات هذى هوايتى
أن أكون أعظم مخترع فى العالم هذا حلمى
فما ذا بعد ، هل بعد أن تختار حلمك وتؤمن به ، ستنفتح كل الأبواب فى طريقك وتلاقيهم يقولوا لك تعال حبيبى حقق حلمك معنا ، لا ، مابيصير شيء زى كدا أبدا ، ... ، لذلك رب العالمين أعطانا آية عمن يؤمن بهدف فى الحياة ، هذف نبيل ، وهذه هى المعلقة الثانية

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم : " الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون "

بل سيفتنون ، نعم سيفتنون ، سيأتيك كل المصاعب ، إذا آمنت بحلم فقد فتحت كل أبواب التحديات ، الكل سيأتى إليك ، وسيخبرك انه صعب عليك ، ما تقدر ، لا يمكن ، وكل واحد تقول له أبغى أغير ، يقولك لا ، وهنا تكون كلمتك هى الكلمة التى أقولها " لم لا ؟ " ، وهذه المصاعب هى اللى تفرق بين الفحم والألماس ، الكربون لو لم ينضغط بشكل كبير تحت الأرض ، ما تحول من فحم إلى ألماس .
أنا كنت أبغى أصير مخترع ، ماكنت أعرف كيف ، ما فى حدا يعلمنى كيف ، أبغى أتعلم إلكترونيات ، ماحد يعلمنى ، أروح للمدرسين يضحكوا عليا ، إيش سويت ؟! ، رحت لمحل تصليح أجهزة البلاي ستيشن ، جلست هناك قعدت أتعلم ، بس أتفرج ، ويوم بعد يوم تعلمت ، إذا حد آمن بحلم لكن مو عارف بالظبط إيش يسوى فبقوله " إذا صح العزم .. وضح الطريق " ، إذا كان لك عزيمة صادقة فكل شيئ والغبار اللى أمامك سيبتعد ، أما إذا كانت إرادتك ضعيفة فكل شيء صغير سيتحول إلى عملاق يعيقك بحيث تتخلى عن حلمك..
انا كنت أبغى أدخل مسابقة الفيزياء على مستوى المملكة لأنى أحب الفيزيا ، كانت كل مدرسة بترشح شخص واحد بس ، الشخص الواحد هذا مدرستى ما إختارونى ، أنا أصريت ليه ما خدتونى ، قالوا خلاص اخترنا ، قلت لا ، لم لا أنا ما أخترت ، إختارونى أنا ، فقال لى المدرس كلمة قالى " لو ما كان فى المدرسة غيرك ما راح أختارك " ، عشان تتعرفوا على عالم مهند ، مهند من الكائنات الحية التى تتكاثر وتولد والتى تعيش على أكل التحديات ، إذا حد حب يخلينى أسوى أى شيء ، يقولى بس كلمة واحدة " اتحداك " ، الكلمة اللى قالها لى الأستاذ ايش هى بالنسبة ليا " أتحداك " ، اللى حصل انه سويت إعتراضات وبعت خطابات فقالوا ايش ، نسوى اختبار بالمدرسة ، والأول نختاره ،سوى الإختبار ، والأول طلع أنا ، مو بس هذا ، أخدت الأول على الرياض ، ثم الأول على المملكة ، الثانى على الخليج ، ثم أخذت أعلى علامة أخذها عربى فى أولمبياد الفيزياء العالمى "
وصلة من التصفيق الحار نالها مهند من الحاضرين
فهذه الكلمة اللى أخذتها :

الناجحون لا يستسلمون ، والمستسلمون أبدا لا ينجحون

هذه المعلقة الرابعة ، لأنه بعض الناس يموت فى حاجة اسمها استسلام ، تقوله لغز سهل ، يقولك والله ما أعرف ، أقوله فى حاجة لونها أخضر جواها أحمر فيها حبوب سودا وحبوب بيضا ، يقولك ما اعرف ، إذا أنت من هذا النوع ، فتذكرة خروج من عالم الإنجاز ،
أنا لا أتكلم هنا عن أن تنجر ، أنا لا أريدكم هنا منجزين ، أريد أن اراكم سوبر منجزين ، أن تنجز مرة واحدة ليس بالعملية الصعبة كثير ، لكن التحدى أن تظل تنجز طول عمرك ، مؤتمر مثل هذا شيء جدا رائع ومتطور هذا إنجاز ، لكن الإنجاز الأكبر أن يظل رائع مثل هذا الشكل مئتين سنة قدام ..
تصفيق
أنا فى قمة روعة أيامى كنت فى ثالثة ثانوى ، وطلع مجدى بعد ما صرت اختراعات ، وخدت فى الترم الأول فى الثانوية العامة 100% ، والترم الثانى خلاص بجهز انى هاروح أمريكا فى افضل جامعات العالم ، وكان بس انه اطلع من الثانوية بروح أختبر و اطلع على هناك مباشرة ، انا كنت فى أيام ثالثة ثانوى فى إدمانى كنت صايع ، أروح الورشة أسوى سيارة ، طبعا ليش صايع لأنى كنت بطرد من البيت ، فاخرج من البيت أروح الورشة اللى جنب البيت ، ايش سويت وانا بشتغل جتنى مرض بسيط جدا ، المرض هذا خلانى أتعب كتير وأكح دم ، رحت للدكتور ، كشف عليا ، شويا لبس كمامة ، نادى الإسعاف ، أخذونى ، ودونى الى غرفة زجاجية ، وقالولى مبروك انت أصبت بمرض السل من الدرجة المتأخرة ، الان تجلس فى هذى الغرفة عشان ماتعدى الناس ، لأنك الآن خطر على المجتمع .
كنت أبكى ، أهلى ينادونى من الشباك الزجاج ، وانا أدق عليهم " ادخلوا ، ادخلوا ، انا مو حيوان تتفرجوا عليه من الشباك ، إيش رأيكو تحطولوا موز من تحت الباب ، هذا اللى باقى
كنت بحالة جدا صعبة ، راحت الامتحانات ، خلصت الامتحانت الأخيرة ، وانا لسة باقى فى المستشفى ، راحت كل أحلامى ، لكن آمنت بشيء ، وهى المعلقة الخامسة :

الأمور ليست بما يحدث لك ، بل ما تفعل حياله
***********


انا ومهند الأسطورة

الحلقة القادمة
ماذا فعل مهند للخروج من حزنه ؟ وما هى المستحيلات الأخرى التى كسبها ؟
يتبع بعون الله

هناك 9 تعليقات:

mr_depo يقول...

يمهل ولا يهمل واحنا الي مش راضيين بالنعمه الي احنا فيها ....

ابو اعصار يقول...

رااااااااااااااااااااائع لا شئ مستحيل
اول زيارة لمدونتك الرائعه وان شاء الله بزعجك علطول

dr_coval يقول...

سبحان الله فعلا
فى انتظار باقى الحلقات

Abd Al-Rahman يقول...

م.عمر
صدقت

Abd Al-Rahman يقول...

أبو إعصار
إزعاج إيه بس ، حضرتك منور المدونة
ان شاء الله الحلقات القادمة أقوى بكثيييييييير
طبت دائما

Abd Al-Rahman يقول...

د.كوفل
الحلقة القادمة قريبا بإذن الله
جزيتِ الجنة

أحمد سعيد بسيوني يقول...

بسم الله

كل عام وأنتم بخير

أسأل الله العظيم أن يبارك لكم في هذا الشهر الكريم ويرزقكم القول والعمل الصالح

اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا

دمتم في طاعة

Abd Al-Rahman يقول...

د.أحمد
وانت بألف خير حبيبى
ربنا يتقبل

محمد الدماصي يقول...

الموضوع جميل جدا ورائع

وانا متلهف للحلقه القادمه