الجمعة، 8 يناير 2010

إنى برئ



كنت أنوى أن أكتب هنا عن يوم ميلادى المميز ، والذى كان يوم الإثنين الماضى ، لكن ما حدث فى اليومين الماضيين جعلنى أؤجل كتابته ، لأصدع رؤسكم قليلا بكلام يعتقده البعض ترهات .
**************
ما الذى يحدث ؟! هل حقا قررنا جميعا أن نتخلى عن عروبتنا وعن إسلامنا ؟!!
ما تلك الكمية من الهبل و التخلف التى أراها تحدث أمام ناظري ؟!
جدار فاصل يشدد الخناق على غزة ، جدار سندفع فى بنائه الملايين ، ولماذا ، ما الضرورة الملحة التى اكتشفها السادة المسئولون فى لحظات تجلياتهم ، فأخرجوا لنا هذا القرار ، هل حقا غزة مصدر تهديد لنا ؟!! هل من يقول أن حماس مصدر تهديد لمصر مقتنع حقا بكلامه هذا ؟ إذا كانت حماس مصدر تهديد فماذا تكون إسرائيل ؟ بالله ليرد على أحد ، هل نحن فعلا نبنى الجدار لأننا نحمى سيادة مصر ؟ إذا كان الأمر كذلك فردى هو :
جتنا نيلة
*************
مجموعة من الأجانب -وضع ألف خط تحت أجانب- لم يستطيعوا تحمل فكرة أن هناك بشر من بنى آدم محاصرون بلا طعام ولا ماء ولا دواء ، فقرروا أن يقطعوا آلاف الأميال ليكسروا ذلك الحصار ، عانوا فى طريقهم متاعب السفر وطول الطريق ومشقة التنقل بالمعونات ، كل ما يحركهم هو انهم يريدون أن يرفعوا الظلم عن أناس لا تربطهم بهم صلة سوى بشريتهم
فكان جزاؤهم أن منعوا من المرور ، وتعرضوا للضرب المبرح ، ومن الذى ضربهم ؟!!!
أناس مسلمون جيران للمحاصرين ، لم يكفهم أنهم لم يقدموا لإخوانهم المحاصرين شيئا ، لم يكفهم أنهم جزء فى الحصار ، بل زادوا على ذلك واخذوا على عاتقهم مهمة تأديب كل من يفكر فى مساعدة المستضعفين ..
( مسلم عربى مصري يحاصر ) يضرب ( غير مسلم أجنبى أتى ليفك الحصار )
حاجة تكسف والله
*************
قـُتل مجند مصرى فى الاشتباكات ، رحمة الله عليه وتقبله الله فى الشهداء
لكن الدنيا قامت ولم تقعد ، قتل المجند غير مبرر بأى حال من الأحوال
لكنى أكاد أجن ، لماذا نسكت و نتحول إلى عرائس شمع عندما تقتل إسرائيل ثلاثة مجندين العام الماضى يحرسون الحدود فى عدم وجود مظاهرات ولا احتكاكات ولا اعتداءات ، جالسين فى أماكن حراستهم فقتلتهم إسرائيل وأعلنت أنها اعتقدت انهم متسللين ، وأعلنت مسئوليتها رسميا وكل ما صدر منا هو طلب بأن تعتذر إسرائيل ...
ثم نفتح أفواهنا ونملأ العالم صياحا عندما يقتل مجند مصرى فى مشاحنات و مظاهرات بعد تضييقات أمنية رهيبة ، بالإضافة إلا أنه لا يعرف من قتله أصلا ، فهناك من يقول أنه فلسطينى وهناك من يقول ان الرصاص خرجت من بندقية عسكرى مصرى ، وهناك من يقول أن إسرائيل هى من قنصته ؟! لكننى صعقت بوسائل الإعلام و تعليقات المصريين على الفيس بوك تسب حماس وتسب الفلسطينيين ، وتصدع رؤوسنا بمهاترات الفضل التاريخى لمصر على سائر البلاد العربية ، هل هذ الفضل سيطعمهم ، هلى سيعطون للمريض بعض الفضل بدلا من الدواء ...
لماذا نكون قططا أمام إسرائيل وأسودا أمام اخواننا
بالله فسروا لى ذاك التناقض المروع
ثم إضافة لذلك ففى اليوم التالى قتل مجند مصرى و ستة مسيحيين فى مواجهات مصرية مصرية ، اعتقد أننا سنقول أنه قضاء وقدر ، حسنا
*************
بعد كل ذلك يخرج اليوم رئيس وزراء خارجيتنا المبجل ليتحفنا بتعليقاته " مصر لن تسمح بدخول قوافل إغاثة لغزة مرة أخرى "
ياربى ، بجاحتنا صارت علنية ، على بلاطة كما نقول
بل وتكلف وزراة الخارجية المصرية نفسها حفظها الله بإرسال مندوب عنها ليقابل النائب البطل " جورج جالاوى " ليبلغه بأنه لم يعد مرغوبا به فى مصر وأنه لن يتم السماح له بدخول الأراضى المصرية ثانية !!!!
لماذا ؟!! لماذا ؟!!! لأنه أجرم وساعد إخواننا فى غزة ؟!! لأنه قطع آلآف الأميال ليفعل ما لم نفعله نحن ؟!!
جورج جالاوى وضع على قائمة الممنوعين من دخول لمصر لأنه ساعد الفلسطينيين ... بل ويـُعتقل سبعة من أعضاء القافلة ومازالوا قيد الاعتقال حتى الآن ...
وتستغربون عندما تسمعونهم ينعتوننا باليهود ؟!!!!
**************
المآسى أكثر مما ذكرت أنا بكثير ، لكن ضربت الأمثلة الظاهرة ...
الهدف من الكلام ليس الهجوم ، انما محاولة إصلاح مايمكن إصلاحه ..
فالجديد فى الأيام الماضية هو أن شعبنا بدأ فى رفع يده عن القضية الفلسطينية ، وفى ترديد الكلام الأحمق بأنهم يستحقون ما يحدث لهم وأنهم وأنهم ...
إننا يوم القيامة مسئولون ، وكلنا سيتكلم عن نفسه ، فلسطين قضية كل مسلم ، وغزة هم كل مسلم ، وكلنا سيسأل ماذا قدم لتلك القضية ، اننا الآن فى موضع اتخاذ مواقف ، لا تقل الحكومة و الرئيس و المسئول ...
إفهم القضية ، ولا تردد بعقلية الراديو ، وأنظر إلى هؤلاء الذين قطعوا البحار والأنهار و الأخضر واليابس ليقيموا علينا الحجة ...
اللهم إنى برئ من كل من له دور فى بناء الجدار ...

اللهم إنى برئ من كل من يشارك فى حصار غزة ...
اللهم إنى برئ من كل من عطل " شريان الحياة "...
اللهم إنى برئ من كل من يساعد اليهود ...

**************

ألا لعنة الله على الظالمين

الجمعة، 1 يناير 2010

المسخ و المهابيل الأربعة ... قصة قصيرة



-" أمى ، أين وضعتى القميص الأزرق ؟"


قلتها وأنا منهمك فى إعداد حقيبة سفرى ، وبرغم بعض الضيق لفكرة الغربة والبعد عن الأهل ،كان تلهفى لخوض تجربةٍ جديدة ينسينى ضيقى وهمى ، فالإنتقال إلى بلد ٍآخر له متعته ، فهو إنتقال بالجسد والروح ، وقبل أن يكون إنتقال من بلدٍ لبلد أو بيتٍ لبيت ، فهو إنتقال من حياةٍ لحياة ، حزمت حقائبى ، سَلـَّمتُ على أهلى ، وانصرفت محملا بفيض دعوات و أمنيات بالتوفيق والسداد .


بعد رحلة سفر طويلة بعض الشيء ، وصلت إلى بيتى الجديد ، بناية تتكون من عشر طوابق ، تبعد عن الكلية خطوات قليلة ، دلفتُ من باب البناية ، و ضغطت على زر المصعد لأستدعيه ،


- طالع لمين يا أستاذ ؟!


إلتفت لأرى مصدر الصوت ، فإذا برجل مهلهل الثياب ، متوسط القامة ، قمحىُّ البشرة ، ريفىُّ اللكنة ، متوسط العمر ، لكنَّ من الواضح أن شقاء الحياة أعطاه عمرا ً فوق عمره ، فعرفت على الفور أنه بواب البناية


- أنا الدكتور عبدالرحمن ، الساكن الجديد


- أهلا يابيه ، اتفضل اتفضل


عبارته حملت الكثير من الترحيب ، فشتان بينها وبين لهجة المخبر التى إستوقفنى بها ، قررت أن أستغل الموقف وأبدأ فى بناء أولى لبنات علاقتى به


- إسم حضرتك إيه ؟


- أنى " السيد " يا بيه


- عاشت الأسامى يا عم "السيد" ، تؤمرنى بأى حاجة


- الله يخليك يا بيه ، عايز سلامتك


- طيب سلامو عليكو


أغلقت باب المصعد ، وتوجهت إلى شقتى مباشرة ، بدلت ملابسى ، ورُحتُ فى نوم عميق


دقت الساعة لتعلن عن وصولها للثامنة صباحا ، قمت من نومى ، توضأت وصليت ركعتى الضحى ، ارتديت ملابسى و انطلقت إلى الكلية لأبدأ يومى الدراسى ، آآه ، نسيت أن أعرفك بنفسى ، أنا طالب فى السنة الأخيرة فى كلية طب الأسنان ، ودراستى تتميز عن دراسة أى طالب فى كلية أخرى ، فدراستى مزيج من العلم النظرى و التطبيق العملى ، بمعنى أننى أحضر المحاضرات فأكون فيها طالبا بكل ماتحمله كلمة طالب من معنى ، ثم أدخل العيادة فأتحول إلى طبيب أسنان يعالج المرضى ولا يمت إلى الدراسة بصلة ،، نظام ممتع وشيق ، لكنه مرهق لأبعد الحدود ..


مرت الأيام ، وأنا أسير فى عجلة الحياة ، أتأقلم معها وأحاول أحيانا أن أجعلها تتأقلم معى ، ازدادت علاقتى بعم السيد وتوطدت ، تعرفت إلى أسرته ، والتى تسكن معه فى الغرفة التى تقبع فى مدخل البناية ، عم السيد لديه خمس بنات ، ثلاث منهن يدرسن فى مراحل تعليمية مختلفة ، ورضيعتين ، زوجته إمرأة طيبة ودودة ، أتعامل معهم باحترام وتقدير به بعض التعاطف ، ويبادلونى جميعهم احتراما وتوقيرا ..


فى يوم من الأيام وأنا راجع من دراستى بعد يوم حافل


- سلامو عليكو ياحاجَّة ، سلامو عليكو يا عم السيد


- وعليكم السلام يا دكتور ، لو سمحت أنا عايز منك طلب


- إتفضل


- عايزك تعملى طقم أسنان آكل عليه ، لأنى مِخَلـَّع معظم أسنانى ، ومابعرفش آكل خالص


طلبت منه أن يفتح فمه لأ ُقيِّم حالته ، وليتنى ما طلبت ذاك الطلب ، بإختصار شديد فمه أشبه بـ " خرابة مهجورة " ، ماتبقى من أسنانه أقل بكثير مما فُقد ، الحالة مستعصية لأبعد الحدود ، فمن الواضح أن إختراع " فرشاة الأسنان " لم يصل بعد إلى حدود معرفته ، تحاملت على نفسى لأخفى إشمئزازى ، وأعطيته موعد يأتينى فيه إلى الكلية ، وأعلمته أن العمل فى حالته سيستغرق أربع أو خمس جلسات ، تركته وانصرفت وأنا أسمع دعواته ودعوات زوجته لى ...


فى اليوم المقرر لبدء العمل فى خرابة عم السيد ، أتى فى موعده فباشرت خطوات عملى ، وبينما أنا أعمل ، أتبادل معه أطراف الحديث ، حكى لى عن ظروف عمله الشاقة ومرتبه الذى لا يتجاوز الثلاثمائة جنيه ، حكى لى عن بناته و أحلامه فى تزويجهن ، وتوفير حياة سعيدة لكل واحدة منهن ، فهو لا يريد لإحداهن أن ترى ما رآه هو فى الحياة ، حديثى معه غاية فى الامتاع ، فهو يجسد لى حياة طبقة مطحونة تلهث وراء رزقها ، تقضى عمرها كله فى محاولة البقاء على قيد الحياة ، فقط ..


توالت الجلسات ، وعم السيد يأتينى إلى الكلية لأكمل عملى ، وأقابله فى المساء فى بنايتنا عندما أعود ، استمر الحال هكذا لمدة أسبوعين تقريبا ، سمعت فيها قدرا مهولا من عبارات الثناء والعرفان من عم السيد وزوجته وبناته ، حتى أتى موعد الجلسة الأخيرة والتى من المفترض أن أسلم الطقم فيها لعم " السيد " ، وبالفعل أتى فى موعده فألبسته الطقم ، أجريت فحوصاتى لأتأكد من جودة العمل ، ثم وقفت ألقى نظرة على " الخرابة المهجورة " بعد أن تم تعميرها بفضل الله ، تحول جذرى فى الشكل والمضمون ، الفم أصبح مرصعا بالأسنان التى أعادت له كثيرا من وقاره وجماله ، حتى ولو كانت الأسنان صناعية والتغيير بها ظاهرى والذى لن يصل أبدا إلى روعة خلق الله ، إلا أنها تقليث للفجوة الواسعة بين وجود خلق الله وبين عدم وجود شيئ على الاطلاق ، سألته عن رأيه ، فرسم على وجهه إبتسامة أنستنى كل تعبى معه ، فإبتسامة المريض دواء للطبيب ...،


أعطيته التعليمات والإرشادات ، طلبت منه أن يسلم على أسرته ، شكرنى بشدة ودعا لى ، ثم إنصرف إلى البيت ، وانصرفت أنا لإستكمال عملى ...


ساعات مرت أنجزت فيها الكثير من المهام ، فى طريق عودتى للبيت تذكرت عم " السيد " فأخذت أتخيل مشهد أولاده وهم مجتمعون حوله سعداء بمظهره الجديد ، ومستمتعون برؤية الحياة تدب فى فم والدهم ، تخيلت وابل دعواتهم التى تنتظرنى عند وصولى للبيت ، ارتسمت على وجهى بسمة زهو وانتصار وكأنى قائد جيش سحق عدوه وسجل لتوه إنتصارا تاريخيا ، وصلت إلى البيت ، صعدت سلالم المدخل ، لكن على غير العادة ، لا أحد من أسرة عم " السيد " موجودا ، باب الغرفة مغلق ، مما زاد من قلقى ، ألقيت السلام بصوت عالى ، مرت لحظات لم يأت ِ فيها أى رد ، فتصاعدت وتيرة الشك عندى ، عاودت إلقاء السلام ، وانتظرت قليلا ...


ثوان ٍ أخرى مرت ، وإذ بزوجة عم " السيد " تخرج من الغرفة ، فصعقت عند رؤيتها ، فأنا لم أرها من قبل فى هذه الحالة ، علامات خوف شديد تعتلى وجهها ، ونظرة تحمل فى طياتها كثير من الحسرة والعتاب ، و..


- " إنت عملت فيه إيه يا دكتور ؟!! "


قالتها المرأة بصوت متقطع ونبرة أشبه بما أراه فى أفلام الأبيض والأسود عندما تهاجم البطلة الرجل الشرير وتصرخ فى وجهه " انت اللى قتلت بابا "


فى هذه اللحظة تجمدت الدماء فى عروقى ، وضلت كريات الدم الحمراء طريقها فى الشرايين ، و نسيت أجزاء جسدى مهامها ، وكأن الشلل أصابها


- ماله عم السيد يا حاجة ؟!!


- انت عملت فيه ايه ، ده من ساعة ما جه والعيال قافلين على نفسهم الأوضة وبيعيطوا ، ماكان بيجيلك كل يوم وبيرجع كويس ، عملتله إيه المرة دى ؟


بيعيطوا ؟! كويس ؟! عملت إيه ؟!! أخذت الكلمات تتردد فى ذهنى ، وإعتقاد بأن هناك كارثة كبرى قد حدثت ..


خرجت البنت الكبرى من الغرفة والدموع تملأ عينيها ، وتنظر إلى نظرة كادت أن تقتلنى ، ثم بصوت متقطع سالتنى


- إنت عملت فى بابا إيه ؟!


لم اتمالك شعورى إلا وأنا أصيح فيهم بما أوتيت من صوت عال


- إنطقوا ، فين عم السيد ؟! ، إيه اللى حصل له ، إنطقوا ..


لم أنتهى من السؤال ، إلا وقد إكتسى وجه زوجة البواب بالرعب ، أشارت إلى البوابة ، وقالت بلهجة مرتعبة


- أهو جه أهو ..


قالتها ثم تركتنى هى والفتاة وانطلقتا مسرعتين نحو الغرفة ، وأغلقتا عليهما الباب ، إلتفت أنا نحو البوابة وأنا متصور أنى سأرى مسخا بشريا مقبل علي ، له قرون شيطان ، أو تسيل منه الدماء ، و مخه يتدلى خارج جمجمته ، ضربات قلبى تنتفض بشدة ، وماتبقى من دمى توجه إلى وجهى فجعله قطعة من اللحم ..


كل ذلك توقف فجأة ، فكل ما رأيته هو عم السيد كما تركته بشحمه ولحمه ، بلا زيادة أو نقصان ، إبتسامته تسبقه وأسنانه الجديدة أكسبته الشكل الجميل الذى تركته به فى الصباح .


- إزيك يا دكتور


- إزيك مين ؟!!! إنت كويس يا عم السيد ؟!! قولى إيه اللى حصلك ؟!!


- أنى زى الفل الحمد لله و الطقم عال الـ....


لم أستمع لبقية كلامه ، فقد تركته وتوجهت مباشرة إلى الغرفة التى تختبئ فيها الزوجة والبنات ، فتحت الباب بعنف ، دخلت وأنا عابس الوجه فلابد أن هذا مقلب سخيف قاموا به لإفزاعى على سبيل الدعابة والمزاح ، لكن حيرتى تفاقمت عندما وجدتهم لا يزالون يبكون


- انتوا هاتجننونى !!! مالكو فيه إيه ؟! بتعيطوا ليه ؟!! ما الراجل زى الفل أهو ، وعملتله الطقم اللى انتو كلكم كنتو مستنيينه


- يا دكتور إنت مش شايف فيه إيه ؟!! ده بقه بقى فيه سنان


قذفتنى الزوجة بتلك العبارة وهى تبكى رعبا ، تلتها فى الحديث الإبنة الكبرى والتى فهمت كلماتها بشق الأنفس بسبب هستيرية بكائها


- إنت جبتلو السنان دى منين ؟! جبتهالو منين ؟!!أبويا بُقُّه بقى فيه سنان


صوت قهقهة عم " السيد " أسمعها من خارج الغرفة ، بكاء " المهابيل الأربعة " مستمرٌ بلا توقف ، كرات دمى الحمراء إنتظمت فى مرورها من جديد ، ضربات قلبى عادت تعزف بطبيعية ، مفاصلى فقدت الأدرينالين فكادت أن تتركنى أهوى على الأرض ، إنسحبت من الغرفة دون أن أنبس ببنت شفه أو أفكر حتى فى الرد عليهم ، دخلت المصعد ، أغلقت الباب ، وارتميت على الأرض أحاول كبح جماح نوبة الضحك المرضية التى سيطرت علي ، وصورة القائد الذى سحق عدوه قد تحولت إلى صورة بهلوان بأنف أحمر ، يتقاذف كراته البلهاء الملونة فى الهواء ...


تمت