الأحد، 17 فبراير 2008

انفض المولد .... ياولدى

اليوم مر أسبوع بالتمام والكمال على فوز مصر بكأس الأمم الافريقية ، قلت من قبل اننى أوهمت نفسى بأن كل شيء على مايرام ، حتى أستطيع ان أفرح وأترك من حولى يفرح ، ولكن الآن انفض المولد ، وانتهت مراسم الأفراح ، وجاء وقت الحساب والعتاب ، وأعتقد أن ردى سيكون لاذعا ، لكن صدقنى ، لن أستطيع ان أعبر لك عن الضيق الذى اعترانى وسيطر على ، لكن سأحاول أن أوصل لك بعضا منه
~~~~~~~~
- لا أستطيع أن أجادلك ، فى أن هذا الحدث قد أدخل السرور على قلوب كل المصريين ، ومن المفترض ان نفرح به . لكن يا عزيزى يجب ان نفرح به فرحنا بإنجاز لا فرحنا بمعجزة ، فالافراح التى حدثت سواء على الصعيد الرسمى أو الشعبى زادت عن الحد وفاقت كل تصور ، ولا أحد يدرك بانه كل ما زاد الفرح عن حده كلما زاد تقليلنا من قدر لاعبى المنتخب ، حيث أننا اعتبرناهم وكأنهم مجموعة من لاعبى الشوارع حققوا معجزة تاريخية وفازوا على مجموعة من اللاعبين المحترفين ولاد الناس الكويسة .
سأعطيك مثالا على وجهة نظرى .. لو افترضنا ان فى أحد بطولات العالم للمصارعة ،لاعب صاحب بطولات محلية وقارية و لاعب مشهود له بالقوة والمهارة ، لكنه فى المباراة النهائية واجه بطل العالم فى النسخة السابقة ، وفاز عليه وفاز باللقب ، سيفرح وبشدة لانه حقق انجازا
لكن ماذا لو فاز بهذا اللقب لاعب يلعب المصارعة لاول مرة فى حياته ،وبنيته ضعيفة ، ومنظره يصعب على الكافر ، أعتقد أنه سيموت من الفرح لانه حقق معجزة ... أعتقد انك فهمت وجهة نظرى
واليك الدليل على ان افراحنا زادت عن الحد :
1- وفاة مشجع من الفرحة
2- وفاة طفل حرقا اثر اندلاع نار الاحتفالات فى جسده
3- صديقى فى الكلية أصيبت قدمه بمزق فى الاربطة والسبب على حد قوله " أصلى كنت بتنطط من الفرحة "
4- اغفال جميع الجرائد اليومية لمعظم أخبار العالم وافرادها لصفحات عدة للاحتفال
وأمثلة أخرى كثيرة
فكفانا امتهانا لانفسنا ، وكفانا من هذه النظرة الدونية لقدرنا ، ولنتحلى بقليل من الثقة .
~~~~~~~~~~~

- جميل جدا الروح التى ظهرت بين لاعبى المنتخب ، من قرب من الله عز وجل ، والتضرع اليه ، والسجود له بعد كل فوز ، وجميل جدا ان يعقد اللاعبون جلسات ذكر ، ويحافظوا على صلاة الجماعة ، والفضل فى هذا بعد الله عز وجل يرجع للقدوة محمد أبو تريكة
لكن بالله قل لى ، أليس هؤلاء اللاعبون أنفسهم هم من رقصوا فى دبى ، بالله عليك فسر لى كيف يحدث هذا ، كيف ندعوا الله عز وجل فى أيام البطولة بمعدل مائة مرة فى الدقيقة ، وبمجرد أن ينعم الله علينا بالفوز ، نتحزم ونرقص .
لمن لا يعرف ، عمرو زكى عصام الحضرى رقصوا مع أحد المطربين فى الاستاد ومعهم شادى محمد ،وقد أبدى أعضاء الاتحاد المصرى استيائهم مما حدث
~~~~~~~~~~~
- تزامنت أول مباراة لمصر فى البطولة ، مع وفاة مايقرب من 80 مسلم فلسطينى فى غزة جراء الحصار ، وفى هذا اليوم لم تسمح مصر للفلسطينيين بفك الحصار ، وحدث الاقتحام فى اليوم التالى ، لكن الحقيقة المخزية اننى كلما حدثت أحدا يومها ، أجده لا يعرف أصلا شيئا عن القضية ، وكل ما يشغلنا " ياترى احنا هنتغلب فرق كام من الكاميرون " ... أتعرف اننى يومها كنت أبكى بدل الدموع دما لان كل ما استطعت فعله اننى امتنعت عن مشاهدة المباراة مع انى من عاشقى كرة القدم ..... لكنها فى النهاية كرة قدم

~~~~~~~~~~~
- أثار حنقى وبشدة ، استخدام الصحفيين والاعلاميين للعبارات الدينية ، وكأننا فتحنا أمريكا ، أو أزلنا اسرائيل من الوجود ، واقرا معى أطرف ما قيل :
" الحمد لله الذى صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده " بس الحمد لله انه ماقالش هزم الاحزاب وحده .
~~~~~~~~~
- فى النهاية ، القشة التى قصمت ظهر البعير ، هى أنه كلما علق أحد اللاعبين او أعضاء الجهاز الفنى على البطولة ، يشكر الرئيس حسنى مبارك على المجهود الجبار الذى بذله ويخبرنا انه صاحب الفضل الاكبر فى الفوز بالبطولة ..... وانا حقيقة لااعرف ماهو بالضبط المجهود الذى بذله ، هل كان يجرى معهم تمارين الاحماء ، أم أنه هو الذى وضع الخطط ، أم ماذا .. حتى الانجاز الحقيقى نفسده بالنفاق ، وأختم كلامى بأطرف مقولة عن هذه النقطة قالها الكاتب الكبير ( عبد الحليم قنديل ) حيث قال ان من المحتمل ان مبارك كان " صاحب الضربة الكروية الاولى "
~~~~~~~~~
عجبى .....

هناك 6 تعليقات:

Adham يقول...

ههههههههههههههههههه

أحترم فكرك أخي ..
مقال رائع ومعبر .. بغض النظر عن اتفاقي معك من عدمه ..

لكن لي سؤال بسيط :

أي شيء نملكه يستدعي الثقة فيه ؟
هههههههههههه
منتخبنا بطل العالم ؟؟
اعذرني بس الطبيعي انهم بيلعبوا في قنا وأسوان .. والخرطوم :)

غير معرف يقول...

مقالك جميل يازعيم...

مش هاقدر أعلق لأني متأكد أني هاغلط في المصريين كلهم تقريبا لو علقت.

ماأقدرش أقول دلوقتي غير حسبي الله و نعم الوكيل.....وربنا يهدي.

Abd Al-Rahman يقول...

شكرا يا أدهم على تعليقك ...
بس بالنسبة لنقطة الثقة ، فانا عارف ان مافيش حاجة تخلينا نثق فى أنفسنا ، بس اللى انا بقوله هو ان احنا نثق فى انفسنا لما نحقق حاجة تستوجب الثقة ، يعنى احنا بقينا رقم 1 فى افريقيا فى كرة القدم ، يبقى نتعامل على اننا افضل فريق فى افريقيا ....... وهكذا

Abd Al-Rahman يقول...

شكرا يانبيل ...
والموضوع مش مستاهل انك تغلط فى المصريين ... لانهم معذورين ... عارف ليه ... لان أعدائنا نجحوا فى انهم يغيبونا عن قضايانا بانهم يشغلونا بقضايا تافهة .... فربنا يهدى

جهاد خالد يقول...

لا أدري حقا أأضحك أم ابكي
...
ما أخبرت به أخي هنا في كل الفقرات جال بخاطري الا الفقرة الاولى

الخاصة بالفرحة الزائدة

رؤية عميقة جدا
أحييك عليها

...

واسأل الله لنا وللجميع الرشاد

Abd Al-Rahman يقول...

جزاكم الله خيرا يادكتورة على تعليقك ...
انا لم أكتب لاصيب من يقرؤ كلامى بالاحباط او الضيق ، لكنى كتبته على سبيل النقد الذاتى البناء ، لان كثير منا يردد عبارة " وهو فيها ايه لما نفرح؟ " . لذلك فقد وجب علينا ان نظهر الجانب الاسود من الفرحة ...
شكرا جزيلا