بخطوات متثاقلة ، وقلب يدق بعنف ، توجهت نحو باب الشقة ، طرقت الباب ، انتظرت لحظات قصيرة طويلة ، قطرات العرق تسيل على جبهتى ، ظهرى يواجه الباب ، آلاف الأصوات تتداخل فى عقلى ، وهواجس الصدود تسيطر علي
- مين ؟!!
- حضرتك أنا هنا بخصوص الانتخابات
فتح الباب ، وخرج لى رجل فى الأربعينيات
- خير ؟!
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
- كل سنة وحضرتك طيب
- وانت بالصحة والسلامة
- حضرتك أنا مندوب مرشحي الإخوان المسلمين ، د.متولى الشناوى و ا.سهام الجمل
- أهلا وسهلا
- اتفضل حضرتك كروت المرشحين ، ياريت حضرتك تنزل ان شاء الله يوم 28/11 ، وتنتخب اللى حضرتك شايفة الأصلح ، بس المهم ان حضرتك تشارك وتمنع ان صوتك يتزور
- ان شاء الله هنزل أنتخب
- حضرتك عندك أطفال
- أه
- كام واحد
- اتنين
- اتفضل حضرتك
أعطيته قطعتى حلوى ، وأخبرته أنها هدية العيد للأطفال ، وشكرته بشدة لحسن استماعه ، رحب بى جدا ، وأصر على دخولى إلى البيت ، لكنى إعتذرت إليه لإنشغالى الشديد ولأن أمامى كثير من الزيارات بعد .
كانت هذه البداية التى كانت فاتحة خير لكثير من الزيارات للبيوت ، وكثير من النقاشات ، ومختلف ردود الأفعال ممن زرناهم ، الكثير رحبوا وتفاعلوا ، القليل اكتفوا بأخذ الكروت ، والنادر من كان رده جافا ..
تجربة أضافت لى الكثير ، كل ما علينا فعله أن نطرق الباب ، أن نذهب نحن إلى الناس ، ونعرض عليهم فكرتنا ، الناس تحتاج إلينا ، تحتاج لأن ترى من يتعب فى سبيل قضية ليست شخصية ،
صاجب القضية عليه ان يعمل خارج الصندوق ، عليه أن يكسر القيود التى تعيق الكثيرين ، وأن يلغى الحسابات المادية التى تملى عليه كثيرا من التصرفات ، المكانة الاجتماعية ، الوظيفة ، المظهر العام ،وكثير من المصطلحات التى تجذبنا إلى الأرض ، فنثاقل
أنا بفضل الله طبيب أسنان ، من اسرة ميسورة الحال ، ومكانتنا الاجتماعية بكرم الله مرموقة ، لو أنى فكرت لحظة فى تلك الأشياء ، مافعلت مافعلته قط ، لكنى أحاول أن أكون أفضل من ذلك كله ، أن أكون "صاحب قضية " ..
أعظم الخلق فى تاريخ البشرية " محمد " ، كان يطرق أبواب بلاد لا بيوت ، ولكم تعرض للإيذاء فى سبيل قضيته ، ألا يكفينا فخرا أن نسير على طريقه ؟!
*********************
عيد سعيد عليكم جميعا ، أسأل الله لى ولكم القبول ، وأن نكون دوما فى الخير خير ، اللهم أعز الإسلام ، وإجعل عزته بنا لا بغيرنا ، كل عام وأنتم أفضل ، كل عام وأنتم أصحاب قضية راقية ، كل عام وأنتم للجنة أقرب .. اللهم آمين .. كل عام ونحن نطرق الأبواب
*********************