اليوم
سعادتى لا توصف
عدت إلى البيت بعد أكثر من أربعين يوما من إقامتى بمعسكر المذاكرة المغلق الذى فرض على فرضا .
أربعون يوما من المذاكرة المتصلة بلا إنقطاع
أنا على يقين أنه لولا رحمة الله عز وجل بنا لكنت الآن فى مستشفى الأمراض العقلية ..
تقريبا أصعب أيام حياتى ..
أربعون يوما لم أرى أهلى
أربعون يوما أغرق فى الكتب
ذاكرت مايتعدى الثلاثة آلاف صفحة فى تلك المدة ...
أديت إختبارات هى الأصعب فى تاريخ كليتنا ، بشهادة الجميع بمن فيهم من سبقونا ..
فعلت أشياء كنت اعدها من المستحيلات ...
على سبيل المثال لا الحصر ذاكرت مايقرب من ستمائة صفحة فى ثلاثة أيام فقط ...
مرت علىَّ أيام ظننت فيها أن هذا الكابوس لن ينتهى أبدا...
كنت أشعر أنى علقت فى حقبة زمنية لا خلاص منها ...
لكن ظنى كان خاطئا تماما ...
مرت كشأن السابقات
صحيح أنها أصعبهم ، لكن هذا مايعطى لخلاصها طعما الآخر ...
كل الآلام تبددت عندما كنت اليوم فى آخر إختبار لى فى حياتى الدراسية التى قاربت الثمانية عشرة عاما ...
كل الغيوم انقشعت عندما إبتسم لنا الأستاذ الدكتور الممتحن فى لجنة الشفوى وهو يقول لنا بلطف شديد
" خلاص ، هتبقوا دكاترة يا ولاد " ...
اليوم عدت إلى البيت ، عانقت أمى ، جلست مع إخوتى ، قبلت أبى ، وإستعدت جزءا كبيرا من حياتى المفقودة ..
اليوم أصبحت أكثر نضجا ،
أوسع صدرا ،
أهدأ بالا ،
اليوم تعلمت أنه لا شيء يستعصى على الزمان ...
الكل يمر ، الكل يزول ، الكل يتحول إلى محض ذكريات ..
اليوم من أسعد أيام فى حياتى
سعيد جدا أن الله عز وجل وفقنى أن أكون على قدر المسئولية ، ألا أتهاون ، أن أكد وأتعب ، وألا أعطى فرصة للآلام أن تنسينى مهمتى ...
أنتظر النتيجة بغير قلق بإذن الرحمن
فأنا أشعر أنى أديت واجبى بما يرضى ربى ...
وأعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملى ...
سأتذكر تلك الأيام فى تحدياتى القادمة ..
وسأذكر أن أى تحدى ينحصر بين جملتين
الأولى : " ذاكروا كويس ، عشان إحنا إتفقنا السنة دى إن الإمتحان غير أى سنة فاتت " قالها لنا أستاذ قبل الإمتحانات بأسبوعين تقريبا
الثانية " " خلاص يا ولاد هتبقوا دكاترة " .. قالها لنا أستاذٌ آخر اليوم
دعواتكم بنتيجة تسر الحبيب ... ولقاءاتى بكم على المدونة إلى عودة بإذن الله