الجمعة، 26 يونيو 2009

متدينون حمقى !!!



(1)
" إن ينصركم الله فلا غالب لكم .. وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاًً .. لا تذبحوا هذا الجيل الإسماعيلاوي ..
قبل أن نبدأ تحليل المباراة الرائعة التي قدمها أبطال الأهلي .. أبدأ كلماتي بهذه الآيات الكريمة من الكتاب الكريم .. وأهديها لكل من سولت له نفسه .. أو خيل إليه .. أنه يمكن أن يغير إرادة الله .. ويلوي الدنيا عل مزاجه الخاص .. ويتناسى أن الله هو الذي يهب الرزق لمن يشاء ويقدر .. وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً .. ولا يضيع المؤمنين .. الذي يؤمنون بربهم .. وبقدرته يسبحون .. وعلى هديه يسيرون .. أهدي إلى الأحباب والشرفاء هاتين الآيتين الكريمتين من سورتي الروم .. والزمر .. "او لم يروا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون"
سورة الروم - سورة 30 - آية 37 ... اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون .. و"سورة الزمر - سورة 39 - آية 52" ... ويلاحظ أن المولى عز وجل في السورة الأولى وجه كلماته الجليلة لمن يروا أو يعوا ما يحدث .. أي لمن عندهم بصيرة يدركون بها معاني الأشياء .. ولديهم بصر يرون به مغزى الكلمات .. وفي السورة الثانية وجه الله العزيز الكريم .. نفس الكلمات لمن لا يستطيعون أن يروا .. أو من يتعمدون ألا يروا عامدين متعمدين .. أو من يصمون آذانهم .. ويغلقون أعينهم .. كي لا يفهموا ما أنزل إليهم من آيات جليلة .. ولكن أنزلت عليهم الآيات البينات فأٌعلموا بما فيها .. لعلهم يتقوا ربهم إن كانوا مؤمنين .. وهذه الآيات خير تعبير على أن النصر يأتي من لدن عزيز حكيم .. من عند المولى عز وجل .. ولا يشفع في هذه الحالة تدليس المرتشين .. أو مساندة الأذناب .. أو أصحاب الأذناب .. ممن يمشون على رجلين .. ومع هذا فذوات الأربع لديهم من الخصال الطيبة .. ومن العدالة .. وعدم الكراهية .. أكثر مما عند أصحاب الذيول ..
إن الله يهب رزقه ونصره لمن يعتمد فقط على الله .. ويكافح بشرف منفرداً بلا أي مستندة من صديق متخاذل فقد نفسه وشرفه قبل أن يفقد نقاط المباراة ويهديها لمن لا يريد الله .. وبلا تفويت .. فالتفويت .. الذي تباهى به المعسكران الأصفر والأبيض .. ولم يستحوا منه .. بل وجاهروا به متفاخرين .. لدرجة أن هناك بعض المدربين دربوا فرقهم .. وشحنوهم ليس على أساس تحقيق الفوز لفريقهم .. ولكن كي يضيعوا الدوري علينا .. وللأسف هؤلاء الرعاديد يسيرون في الأرض مرحاً .. ويتفاخرون بما فعلوا من أفعال مشينة .. تغضب العبد .. ونغضب الرب .. والمؤسف أنهم يسمون هذا التفويت أو الغش بأنه تعاطف .. مع أن الشقيق إذا فوت أمراً لشقيقه كي ينصره على جار له .. فقد أذنب ذنباً كبيراً .. وله عذابه يوم القيامة .. إن هو لم يستغفر ربه .. ويتوب توبة نصوحاً .. ولا يعود لفعل مثل هذه الأفعال التي تغضب السماء .. ولكني أتعجب من كراهية زرعت في قلوب أشخاص ضعاف الإيمان .. وكبرت وترعرعت لدرجة أنهم يرون أن ما يفعلونه ليس حراماً .. إنهم يكرهوننا لأنهم فقدوا ظلهم .. وفقدوا عقلهم .. إن كان لهم من ظل أو من عقل ..
سيداتي آنساتي سادتي .. حمداً وشكراً للمولى عز وجل الذي وهبنا النصر المبين .. بعد أن كان أكثر الناس تمنوا أو حلموا أن يفقد الأهلي البطولة المحببة له .. والتي يعشق درعها دولاب الكئوس بالجزيرة .. ولو غاب لموسم أو أكثر تجده حزيناً .. وهنيئاً لمجلس الإدارة المحترم .. وللجهاز الفني بقيادة الساحر مستر جوزيه .. الذي نتمنى له التوفيق في أنجولا .. وعندي إحساس أنه عائد لأحبابه بعد عدة مواسم .. وهل يقدر السمك أن يعيش خارج البحيرة العذبة التي كان يعيش فيها ؟ "

صورة الموضوع من على الموقع


كانت هذه مقدمة موضوع طويل قرأته على موقع El-Ahly.com وهو موقع جماهير النادى الأهلى ، صدمتى كانت شديدة ، كنت أتنقل بين السطور مندهشا ، هل هذه مزحة ؟ هل كاتب الموضوع كان بوعيه عندما كتبه ، اخذت ابحث فى الموضوع عن اسم كاتبه ، فإذا بى اتبين انه ممن يسبق اسماءهم حرفا الألف و الدال ، أستاذ دكتور .؟!!! ،
****************************
(2)
بعد مباراة مصر وايطاليا والتى اعتبرها الكثيرون المباراة الأهم فى تاريخ كرة القدم المصرية ، وبعد أن أثنى الجميع على مستوى أداء المنتخب المصرى ، دخلت على موقع اليوتيوب لأشاهد ملخصا لتلك المباراة لأنى لم أشاهدها مباشرة ، المهم لفت انتباهى عنوان أحد مقاطع الفيديو ففتحته ، لأصعق ثانية بعد صعقتى من المقال الذى ذكرته لحضراتكم ، كان الفيديو عن شاب مصرى يتابع المباراة بعصبية شديدة جدا ، وغريبة جدا أيضا ، كان يتلوا آيات من القرآن بطريقة عجيبة ، عندما تكون هناك هجمة للمنتخب الايطالى أجده يقول بصوت عالى " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون " ويظل يكرر " فأغشيناهم فهم لا يبصرون " ...
وعندما تتعقد الأمور يبدأ فى تلاوة آيات من القرآن الكريم بطريقة تثير اشمئزازك ... وعندما يحتسب الحكم قرارا ليس فى صالح منتخب مصر ، تسمع منه شتائم وألفاظ غير لائقة ، وعندما أوشك المنتخب الايطالى ان يسجل هدفا تجده يقول " باسمك اللهم " " باسمك اللهم " .. وتقريبا نصحه أحد متابعى المباراة معه بأنه لا يصح ما يفعل ، كان رده المنطقى جدا " انا بقول يارب وهو أنا بقول حاجة وحشة "

رابط الفيديو :
http://www.youtube.com/watch?v=G-YVBG9KBGs
******************************
فى الحقيقة لو كنت أظن ان هذه حالات استئنائية ما تعرضت للموضوع ، لكنى بدأت أراها ظاهرة ، كرة القدم عندنا صارت قضية دينية ، ماهذا الاسفاف ، اننا لا نتحدث عن مجاهدين ، ولا نتكلم عن علماء حققوا انجازا علميا ، كلامنا عن لاعبى كرة ، والكرة فى قاموسى تعريفها " جلدة مملوءة بالهواء ، تكتسب سرعتها من ركلها بالقدم "، فمهما اختلفت المسميات ، ومهما هولت الأمور ، ستبقى "جلدة منفوخة " ، اننا نهين ديننا ، نهين قرآننا ، عندما نسقطه على لعبة ، عند استخدامنا للآيات التى نزلت فى المؤمنين الذين رفعوا راية الاسلام ، المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن يصل لنا هذا الدين ، نستخدمها نحن فى وصف لاعبى كرة ، ونستعين بها فى مبارة جلدة منفوخة ...
كل من يفعل ذلك يهين الدين ، وهو أحمق حتى نهاية الحمق .
القضية أشبه بأناس أرادوا تكريم عالم عبقرى أو طبيب بارع ، فأعطوه جائزة " أفضل راقصة ، وعندما عوتبوا كان ردهم أنهم لم يخطئوا بل انهم كرموا العالم بأن أعطوه جائزة ...
جائزة " أفضل راقصة " عندما تعطى لعالم فهى ليست جائزة انما سبة واهانة ...
والقرآن عندما يستخدم فى كرة القدم ليس تدينا ولا ثوابا انما أيضا إهانة لا تغتفر ...
اتمنى ان تختفى هذه الظاهرة المقززة المهينة ، ظاهرة
" المتدينون الحمقى "

هناك 11 تعليقًا:

حاول تفتكرنى يقول...

الاخ الكريم

لحظة وانا اقرأ الموضوع ، وقبل التنوية عن مصادر النقل حسبت أن الكلام فى المقدمة لك ، وسألت نفسي ، هل أجاهره برأيي فى ان الحديث هذا الجميل لا يتناسب مع كرة القدم ، إلى أن وصلت إلى النهاية ووجدت أن وجهة نظرنا تتطابق إلى حد بعيد بعدم الزج بالدين فى القضايا الترفيهية ، أو بعبارة أدق الاستشهاد بالآيات فى غير موضعه .

ولكنى اتحفظ على عنوان الموضوع خاصة الوصف بالحماقة ، فالجميع يستعن بالله حى لو كانوا لاعبو كرة ، أو غيرهم وانا اشجعهم على ذلك لو كانوا على صواب ، وإن كانوا على خطأ فأستوجب علينا النصيحة دون ان ننعتهم بالحمق


مدونتك راقية أحجييك عليها واتمني لك التوفيق

تحياتي

Jannah يقول...

أنا متفقة معاك مية بالمية
والله أنه شيء يضايقني من زمان
أنا أيضا ماحب اللي يزينون بيوتهم اومكاتبهم بالمصاحف أوحامل المصحف يعني يدخل ضمن تناسق الديكور!!!!
أو اللي يبيعون بضائعهم بعد ما يزخرفوا المحل بالآيات بياعين العسل مثلا.
فيه عبث شديد جدا أنا شخصيا هؤلاء ماسميهم متدينين هم ناس جرت العادة عندهم انهم يقروقرآن أو يسمعوه و يدعو و يقولو يا رب حتى لو بيبيعو مخدرات..والا كيف نفس اللسان اللي بيدعومع الهجمات يرجع يلفظ ب>اءات مع الهجمات المرتدة!!! فهي عادة
أما اللي متدين على حق فأكيد بيعرف كيف يقدر ربنا وكلام ربنا و بيعرف كيف يقدس الدين و لا يخرجه من قدسيته أبدا في كل وقت
ماراح أقول حمقى بس أقول ناقصين توجيه
ربنا يهدينا جميعا

مدونةحلوة:)

غير معرف يقول...

أنا بجد مش قدرة أعلق أو أقول أي كلمة ؟؟؟
غير ربنا يرحمنا ويتولانا برحمته ...
يا نهار أبيض !! ،،
إيه الناس دي ...عايشة بمنهج إيه في حياتها ... وبيفسروا إيه بإيه ...وبيشبهوا إيه بإيه !!!
.............
ده أنا وأنا بقرأالموضوع ..كنت بقول موضوع ديني ، بس إيه اللي دخل الإسمعلاوي ...وفجأة في النهاية ، ألاقيها قلبت ماتش كورررررررررررة
.........بجد ...حسيت إني اتشليت ،، وكمية صدااااااااع انتابت دماغي غريبة
صدمتي كانت رهيبة ,,حسبي الله ونعم الوكيل
,,,,,,,,,
أنا اتفق مع كل كلمة حضرتك قلتها ...والعنوان أنا ليا عليه تحفظ ..بس حاولت حتى أترجمه بأسلوب معين وأعيش معاه ...حسيتهم ما يستحقوش كلمة متدينين ...لإن ده إسفاف الدين..وتذكرت الآية الكريمة في (قل هل أنبؤكم بالأخسرين أعمالا ، الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ،أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه ؛ فأحبط أعمالهم ، فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )...صدق الله العظيم ..

نسأل الله السلامة
...
ريّانة

عايز أتعلم يقول...

ايه يا عم
طب قول من الاول انه مش كلامك ..كانت فكرتي هتتغير عنك لو طلع الكلام ده منك ...ههههههههههه
سلام عليكم الاول ..ليك واحشه والله

انا بقى شايف ان كلمة متدينين اصلاً كبيره قوي على الاشكال الي بتقول عليها دي..بس فعلا حاجه غريبة ..يا اخي يا ريت الناس تفتكر ربنا وتفتكر الدين كده دايما زي ما بيفتكروه عند الماتشات والحاجات التافهه

انا معاهم لو الناس دي بتستخدم الدين في جميع امور حياتها ومعاملاتها ومش هتضايق لو استخدموه ساعتها في الكورة والله ...بس المشكله ان الناس والشباب بقت اهتماماتهم تافههههههههه جدا
يللا ..حسبنا الله ونعم الوكيل.... ربك المعين

دمت بخير ومتنساناش من دعائك

جهاد خالد يقول...

بداية

صيد موفق ;)


ثم

المشكلة يا سيدي ليست في (حماقة) المتدينين
ولا في إسقاط (التدين) على (الجلدة المنفوخة)

لكنها حقا في الفراغ القابع داخل هذه العقول
ذلك الفراغ الوقتي والفكري
الفراغ الذي وصل بكرة القدم إلى هذه الدرجة من الاهتمام والانفعال
ووصل بفهم الدين إلى هذا المستوى

هناك خلل وعدم اتزان
ويزيد الطين بلّة المجادلة بالباطل وتفسير التصرفات على أنها تدين بل وحتى لوم الناصح أحيانا

نسأل الله السلامة والرشد

جزيت خيرا أخي

Abd Al-Rahman يقول...

حاول تفتكرنى
بداية أرحب بحضرتك فى مدونتى ، منور ...
بالنسبة لتعليقك فانا اعتراضى ليس على الاستعانة بالله انما على استخدام آيات القرآن فى غير موضعها ، لأن آية " لإاغشيناهم فهم لايبصرون " ما نزلتش فى المنخب الايطالى ، و" ما النصر الا من عند الله " مش مقصود بها نصر الأهلى على الاسماعيلى ، هذه هى الاهانة التى أتحدث عنها ، وهذا هو الحمق الذى ذكرته ، لكن مثلا مشهد أبو تريكة وهو يسجد بعد اى هدف ، ومشهد اللاعبين وهم يقرأون الفاتحة قبل المباراة ، فهذا شيء طيب وانا اؤيده بشدة
أتمنى ان تكون وجهة نظرى قد اتضحت لحضرتك
دمت بألف خير

Abd Al-Rahman يقول...

jannah
فكرة الديكور والتزيين لم أكون رأى فيها بعد ، لكن انا هنا اركز على قضية الكرة ، لأنها أصبحت منتشرة بشكل مستفز ...
ربنا يهدى الجميع
*******
نورتى المدونة أختى
دمتى بخير

Abd Al-Rahman يقول...

ريانة
ما هو ده التنوع الفكرى ، ان حضرتك تعيشى جو الموضوع الدينى والرياضى والسياسى فى نفس الوقت ، ههههههه
************
صدقتى فى انه اسفاف ، وما يؤسفنى هو انى ارى بعض الشخصيات المتميزة وذات الفكر العالى يسقطون فى مثل تلك السقطات ....
اسال الله للجميع الهداية
************
دمتى طيبة

Abd Al-Rahman يقول...

خليفة
والله انت اللى وحشنى جدا جدا
وانت عارف انى مابنساكش من دعواتى ..
************
بالنسبة لتعليقك فانا برضه مش عايز الموضوع يكبر ويدخل فى فكرة التفاهة فى الفكر او كده ، يعنى انا مشكلتى فى الموضوع ده مش فى متابعة الماتشات ولا فى الاهتمام بيها ، انا فكرتى كلها فى ان ايا كانت درجة اهتمامنا بيها لازم ماتخرجش برة اطار انها كورة ، وان ايات القرآن دى نازلة فى مواقف مهمة واستخدامها فى الكورة نوع من الاهانة ...
****************
نورت المدونة يا عسل

Abd Al-Rahman يقول...

النجمة الصامدة
صدقتى ، فالفراغ هو الجزء الأكبر من المشكلة ، لكن برأيى الشخصى ان سبب هذه المشكلة انه لم يعترض أحد ، فاعتاد الناس على ذلك ، هناك خلل رهيب فى الفهم بين الناس فيما يتعلق بالقرآن ، فهم يعتقدون اننا طالما نقرؤه فلا يجوز لأحد الاعتراض ، حتى ولو كان توقيت قراءته خاطئ ، أو الاستشهاد بآياته فى غير موضعها ...
لابد لمن أنعم الله عليه بالفهم ألا يصمت امام الخطأ ، حتى ولو علم انه سيضطر الى تحمل بعض العقبات
أسال الله عز وجل ان يهدى خلقه
آمين
***********
نورتى المدونة ، ومنتظر عودتك لمدونتك من جديد ..

حاول تفتكرنى يقول...

الاستاذ عبد الرحمن

وجهة نظرنا تتطابق تماما

تحياتي