أعتبر نفسى من المتابعين الجيدين للأناشيد ، وثقافتى فى مجال الانشاد جيدة ، فأنا أعلم معظم المنشدين شكلا و إسما ، كما أننى استمعت إلى معظم الأناشيد الاسلامية ، فبطبعى انا أحب ان أتذوق كل ما هو جميل ، ولى ذوق معين فى فن الانشاد ، وأتابع الاناشيد منذ أعوام عدة خلت ، إلا أن أنشودة واحدة فقط استطاعت ان تبكينى ، أنشودة واحدة هى التى لم أستطع ان أحبس دمعى وانا اسمعها ، صحيح ان كثير من الأناشيد تركت فى نفسى أثرا كبيرا ، لكن واحدة فقط هى التى تبكينى كلما سمعتها ...
الأنشودة اسمها " الحبيبة " ، وهى أنشودة فلسطينية ، منشدها اسمه "صهيب عبد العال" ،
" يبا مريت على فلسطين والقلب مش داري.......شو عملت وحوش الغدر بولادي وبداري يبا ونيت .ونيت وقلت يا دمع داري..........يا دمع داري نسيونا اخوتنا العرب واتغلقت علينا البواب فلسطين يا ارض الهدى يا نور عيني الي ابتدا.......ارواحنا الكي فدى ورب السما يرعاكي فلسطين يا وجع العمر يا حلوه احلى من البدر.........مزروعه بضلوع الصدر روحي تروح فداكي يا حلوه يا قطر الندى يحميكي ربي من العدى ........كرمالك ايهون الردى دوسي عمن عاداكي يا قدس يا دموع النوى يا عار قلبي الي انكوى ........يا بلسم اجروح النوى نفسي اموت احداكي ما هنتي ما ضاع الامل ما نقبل الكون بدل..........يا ساكنه بضي المقل يا غاليه مغلاكي يا غزة هزي هالقهر بعد الصبر يجي النصر ..يا نابلس طل الفجر جنين ما ننساكي فلسطين ضمي عالجرح رشي ورد فوق الملح .....لابد يجي هالصبح تشرق شمس دنياكي واتزيني واتاملي وتدللي وتجملي.......من فحم عظمي اتكحلي يا حلوه شو محلاكي يافا عروس مزينه وحيفا يا احلا من الحلي.......عكا بلاد المرجله جليلنا اشتقناكي يا غزة زيتونك لهب نار ولظى علي اغتصب........واجبالك اتفجرغضب دكي صروح اعداكي من ترابك بننسج وعد ومن صمتك بنصنع رعد ......رغم السجن رغم البعد ما نفرط بمسراكي "
******************
صوت منشد هذه الأنشودة رائع يمس قلبك بأدنى مجهود يذكر ،وصوت الفرقة التى تشاركه الانشاد مميز لأبعد الحدود ، لكن بالطبع ليس هذا سبب بكائى وتأثرى ، فهناك من الأناشيد من تفوق كلماتها جمالا ، وهناك من المنشدين من يفوقون صهيب صوتا ، لكن بإختصار
فى مقدمة الأنشودة كُتب أداء " المنشد الشهيد/ صهيب عبد العال " ، هنا كانت كل كلمة اسمعها منه ، تضرب فى قلبى كألف سيف ، منشد وشهيد ، أى أنه لم يكتفى بأن يدافع عن الاسلام بصوته ، فقدم روحه رخيصة لله ، لم يكتفى بأنه منشد مميز ، لم يقنع نفسه بأن الاسلام يحتاج الى صوته أكثر من جهاده ، مع أنه قد يكون ذلك صحيحا ، لكن أولو العزم لهم حساباتهم الخاصة ،صهيب استشهد فى معركة الفرقان الأخيرة ، وهو كان أحد مجاهدى كتائب القسام ، وأنا اسمع صهيب ينشد ، أسمع شهيدا برهن باستشهاده أنه أسد لم يكتفى بالكلمات ، وانه لم يقدم للإسلام ولفلسطين صوتا جميلا وكلمات مكتوبة بحبر القلم ، لكنه قدم لها روحا طيبة وكلمات مكتوبة بدم طاهر
لو ان صهيب لم يستشهد ، كنت سأستمع لصوته وربما أصفق له وأقول ، انه منشد رائع ، لكن استشهاده أعطى لكلماته بعدا آخرا ، لقد أحيا الكلمات بموته ، وتركنا نستمتع بصوته الجميل ، وذهب ليستمتع هو بنعيم الشهداء .
***************
" إن الكلمة لتنبعث ميتة ، وتصل هامدة ، مهما تكن طنانة رنانة متحمسة ، إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها ، ولن يؤمن إنسان بما يقول إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول ، وتجسيماً واقعياً لما ينطق عندئذ يؤمن الناس ، ويثق الناس ، ولو لم يكن في تلك الكلمة طنين ، ولا بريق ." من أقوال الشهيد سيد قطب
*****************
( إن كلماتنا كعرائس الشمع تبقى ميتة هامدة حتى إذا متنا وغذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء )
..................................................................................................من أقوال الشهيد سيد قطب
****************
رابط كليب الأنشودة :
http://www.youtube.com/watch?v=JTAXNpkgYRE