اليوم هو يوم الجولة السياحية ، البرنامج هو زيارة حلبة البحرين الدولية التى يقام عليها أحد سباقات " الفورمولا وان " و سيتى سنتر ، كنا ننتظر هذا اليوم منذ بداية المؤتمر وذلك للترفيه قليلا والخروج عن جو المحاضرات لبعض الوقت ، المفترض أن اليوم سيبدأ بصلاة الفجر الساعة الرابعة ، ثم الافطار فى الفندق الساعة السادسة والنصف صباحا ، ثم الانطلاق الى البرنامج الساعة الثامنة والنصف صباحا ، استيقظت فوجدت عبدالرحمن وأحمد نائمين ، والشمس ساطعة فى السماء ، فحزنت على ضياع صلاة الفجر ، قمت مسرعا ، نظرت فى الساعة لأعلم ان كان وقت الشروق قد حان أم مازال بإمكانى اللحاق بالصلاة ، فإذا بالصدة الكبرى تنتظرنى فى عقارب الساعة ، بإختصار شديد وجدتها الثانية عشرة ظهرا ، أصابنى الذهول ، ماذا ، لابد أن فى الساعة خطأ ما ، أخرجت هاتفى ، لأصدم ثانية ، الساعة محقة ، لم أدرى ما العمل ؟ ، أيقظت أحمد فكان هذا حوارنا
- أحمد ، قوم عندى أخبار وحشة
- خير
- الساعة 12
- ياعم بطل هزار بقى
- يا أحمد والله الساعة 12
أفاق أحمد ، تأكد من الخبر ، فجلس على السرير بلا حراك ، الخبر ليس سهلا على الاطلاق ، هذا معناه أن الفجر ضاع ، الإفطار ضاع ، محاضرة أ.أحمد أبوهيبة ضاعت ، الرحلة الى الحلبة ضاعت ، الحل الوحيد أمامنا هو الإنتظار حتى الساعة الخامسة عصرا حيث ميعاد أول محاضرة فى الفندق الذى سنضطر للذهاب إليه بتاكسى والذى سيكلفنى مالا يقل عن ستين جنيها مصريا ، المهم كنت مؤمن بأن الخير فى الحركة والسعى ، حتى ولو لم يكن لدينا خطة ، المهم أن نغير ملابسنا ، وننزل وسنجد فرجا بإذن الله ، أيقظنا عبدالرحمن وأخبرناه بالمشكلة ، وقلت لهم أنى سانزل الى بهو الفندق لأبحث عن أى إدارى لأستفسر منه عن كيفية التصرف ، نزلت فلم أجد أحدا على الاطلاق ، بدأ الاحباط يساورنى ، صعدت الى الغرفة ، جهزت أدواتى وأخذتها معى وأخبرت أحمد وعبد الرحمن أنى سأنتظرهم بالأسفل ، نزلت للمرة الثانية بعد أقل من خمس دقائق ، لأجد إثنين من الاداريين يجلسان فى مدخل الفندق ، استبشرت خيرا برؤيتهما ، استعنت بالله وذهبت اليهما ، وفى نفسى أقول أنى سأتقبل أى نوعا من رد الفعل ، فنحن متأخرون خمس ساعات عن الموعد وليس النصف ساعة ، ذهبت اليهما وأخبرتهما بالمشكلة ، ومدى حزننا على ضياع الرحلة الى حلبة البحرين ، فابتسم أحدهما وقال " الرحلة الى حلبة البحرين " تأجلت ، هنا تنفست الصعداء ، وبدأت فى التحدث بهدوء ، سألتهما عن مكانهم ، فأخبرنى أنهم فى سيتى سنتر ، وسيتى سنتر هذا يبعد عن الفندق بحوالى عشر دقائق سيرا على الأقدام فقط ،اتصل أحدهما بالمسئول عن الرحلة وأخبره بالأمر فأخبرنا أن نذهب الى هناك وهم سينتظرونا ، الأخبار كانت طيبة جدا حقيقة ، دقائق مرت ووجدت أحمد وعبدالرحمن قد نزلوا ، فبشرتهم بتلك الأخبار ، وانطلقنا الى هناك ، فى طريقنا ظللنا نذحك على هذا الموقف السخيف الذى أسال الله عز وجل ألا يعيده علينا ، صورنا الموقف بالفيديو ، كنت أنا المتحدث ، وصلنا الى هناك لنكتشف أننا أمام مخاطرة كبيرة ، ألا وهى عبور الطريق السريع الذى يتكون من أكثر من خمس حارات والسيارات تصل سرعتها الى 120 و 140 كيلوا فى الساعة ، ولا يوجد كوبرى أو نفق للمشاة ، بعد أكثر من ثلث الساة تمكنا من العبور ، لنجد على الجانب الآخر رجل بحرينى لما رآنا أخبرنا أن هناك خمس أشخاص ماتوا على هذا الطريق أثناء عبوره ، طبعا خمس أشخاص كثير جدا فالبحرين أصلا لا يوجد بها فكرة السير على الأقدام على ما أظن ...
دخلنا الى المول ، والتقينا بالإخوة ، صلينا الظهر والعصر ، ثم انطلقنا فى جولتنا ، المول يستحق أن يوضع فى برنامج الجولة السياحية ، ضخم جدا ، ومنظم بصورة جميلة ، وبه مايرضى كل الأذواق ، مايميزه عن سيتى ستارز القاهرة هو صالة ألعاب متطورة جدا للأطفال ، التقطنا الصور ، تناولنا الغذاء ، ثم اشتريت أخيرا خط بحرينى ، انهينا الجولة الممتعة فى المول وتوجهنا الى الباصات ، اتصلت بأمى ، سلمت عليها وأرسلت سلاماتى لكل الأسرة ، لا شك أنى افتقدتهم ...
ذهبنا الى " موفنبيك " ، فى طريقنا الى هناك كان هناك الكثير من المرح فى الباص ، منظر يستحق التسجيل ، شباب عربى من مختلف الدول التى لا تعلم كيف تتفق ، يجلسون بع يمرحون ويمزحون وكأنهم يعرفون بعض من عقود ، اقترح أحدهم أن نسمع أنشودة فلم يتطوع أحد ، فاقترحوا أن نردد نشد نحفظه جميعا ، طبعا هم معظمهم من الخليج ، فانتظرت لأسمع ماهو النشيد الذين يتفقون عليه ،فإذا به أفاجأ بأنهم ينشدون " لبيك إسلام البطولة " ، فى منتصف الانشودة بدأنا ندخل الكلمات فى بعضها ، فتوقفنا على الانشاد ، لنجد أحدنا ينشد بصوت عالى " أنا البندورة الحمراء " ، ليغرقنا فى فاصل من الضحك لم يتوقف الا ونحن نغادر الباص ...
بدأنا المحاضرة الأولى " مهارات البحث على الانترنت " ، يالله ، كلنا لا نفقه شيئا فى البحث على الانترنت ، تعلمت كيف أصل الى الموضوع الذى أريده ، وكيف أجد الصورة التى أبحث عنها ، كانت محاضرة قيمة جدا ، إن شاء الله ستحل لى مشاكل كثيرة كنت أواجهها ...
أخذنا بريك ، صلينا المغرب والعشاء ، ثم بدأت المحاضرة الثانية ، " التكوين الثقافى لدى الشباب " لـ أ.مصطفى الحباب ، وهى المحاضرة الأكثر إثارة للجدل فى كل المؤتمر ، والتى استثارت كل المشاركين ليقلبوا طاولات العشاء الفاخر الى صالونات ثقافية لنقد هذه المحاضرة ، فهى اصطدمت بالكثير من المفاهيم التى نؤمن بها ... لم يكن المحاضر موفقا فى إثارة البلبلة هذه ، وواجه هجوما فكريا لم يواجهه أحد قبله ، وأعتقد أنه لن يواجهه أحد بعده ...
أنهينا العشاء ، فتوجهنا الى الباصات لنعود الى الفندق ، كان الجميع يتحدثون ويصيحون ، فقطعت حديثهم ، ومثلت دور المتأثر الحزين ، وقلت لهم
- " شباب ، أنا عايز أعمل مداخلة لو سمحتوا "
- اتفضل
- دلوقتى شعار المؤتمر إخاء وبناء ، صح
- إيه مظبوط
- طيب احنا النهاردة الصبح راحت علينا نومة ، تخيلوا صحينا الساعة كام
- كام ؟
- 12
عم الذهول كل من فى الباص
- يعنى أنا بجد زعلان من اللى حصل ، لأنى سألت نفسى بعد ماصحيت ، ان مرت أكثر من خمس ساعات وماحدش اكتشف اننا مفقودين ، يعنى افرضوا لا قدر الله كان حصل لنا حاجة ولا متنا ، كنتوا هتكتشفوا امتى
طبعا أنا مثلت الدور بإتقان ، كانت نتيجته أن بدأت الاعتذارات تتوالى علينا ، ثم تطور الأمر الى دعوة بأن يكون مسئول مجموعتنا مكلف بايقاظ كل غرفة عند أذان الفجر وعند الانصراف ، فلما رفض ، بدأت الدعوات لعزل المسئول و بدأت الأمور تتفاقم ، بالطبع كله يطرح بالمزاح ، الى أن تطوع أحدهم بايقاظنا صباحا ، وكلف أحدنا بايقاظ الجميع عند الفجر ....
عدنا الى الفندق ، غيرنا ملابسنا ، ظبطنا منبهاتنا ، وابتهلنا الى الله عز وجل أن نستيقظ فجرا ، ليتجب الله دعائنا ، ونصلى أول فجر لنا جماعة مع الآخرين منذ أن بدأ المؤتمر ...
الاثنين 27/2/2009 الساعة 10:40 مساءً
- أحمد ، قوم عندى أخبار وحشة
- خير
- الساعة 12
- ياعم بطل هزار بقى
- يا أحمد والله الساعة 12
أفاق أحمد ، تأكد من الخبر ، فجلس على السرير بلا حراك ، الخبر ليس سهلا على الاطلاق ، هذا معناه أن الفجر ضاع ، الإفطار ضاع ، محاضرة أ.أحمد أبوهيبة ضاعت ، الرحلة الى الحلبة ضاعت ، الحل الوحيد أمامنا هو الإنتظار حتى الساعة الخامسة عصرا حيث ميعاد أول محاضرة فى الفندق الذى سنضطر للذهاب إليه بتاكسى والذى سيكلفنى مالا يقل عن ستين جنيها مصريا ، المهم كنت مؤمن بأن الخير فى الحركة والسعى ، حتى ولو لم يكن لدينا خطة ، المهم أن نغير ملابسنا ، وننزل وسنجد فرجا بإذن الله ، أيقظنا عبدالرحمن وأخبرناه بالمشكلة ، وقلت لهم أنى سانزل الى بهو الفندق لأبحث عن أى إدارى لأستفسر منه عن كيفية التصرف ، نزلت فلم أجد أحدا على الاطلاق ، بدأ الاحباط يساورنى ، صعدت الى الغرفة ، جهزت أدواتى وأخذتها معى وأخبرت أحمد وعبد الرحمن أنى سأنتظرهم بالأسفل ، نزلت للمرة الثانية بعد أقل من خمس دقائق ، لأجد إثنين من الاداريين يجلسان فى مدخل الفندق ، استبشرت خيرا برؤيتهما ، استعنت بالله وذهبت اليهما ، وفى نفسى أقول أنى سأتقبل أى نوعا من رد الفعل ، فنحن متأخرون خمس ساعات عن الموعد وليس النصف ساعة ، ذهبت اليهما وأخبرتهما بالمشكلة ، ومدى حزننا على ضياع الرحلة الى حلبة البحرين ، فابتسم أحدهما وقال " الرحلة الى حلبة البحرين " تأجلت ، هنا تنفست الصعداء ، وبدأت فى التحدث بهدوء ، سألتهما عن مكانهم ، فأخبرنى أنهم فى سيتى سنتر ، وسيتى سنتر هذا يبعد عن الفندق بحوالى عشر دقائق سيرا على الأقدام فقط ،اتصل أحدهما بالمسئول عن الرحلة وأخبره بالأمر فأخبرنا أن نذهب الى هناك وهم سينتظرونا ، الأخبار كانت طيبة جدا حقيقة ، دقائق مرت ووجدت أحمد وعبدالرحمن قد نزلوا ، فبشرتهم بتلك الأخبار ، وانطلقنا الى هناك ، فى طريقنا ظللنا نذحك على هذا الموقف السخيف الذى أسال الله عز وجل ألا يعيده علينا ، صورنا الموقف بالفيديو ، كنت أنا المتحدث ، وصلنا الى هناك لنكتشف أننا أمام مخاطرة كبيرة ، ألا وهى عبور الطريق السريع الذى يتكون من أكثر من خمس حارات والسيارات تصل سرعتها الى 120 و 140 كيلوا فى الساعة ، ولا يوجد كوبرى أو نفق للمشاة ، بعد أكثر من ثلث الساة تمكنا من العبور ، لنجد على الجانب الآخر رجل بحرينى لما رآنا أخبرنا أن هناك خمس أشخاص ماتوا على هذا الطريق أثناء عبوره ، طبعا خمس أشخاص كثير جدا فالبحرين أصلا لا يوجد بها فكرة السير على الأقدام على ما أظن ...
دخلنا الى المول ، والتقينا بالإخوة ، صلينا الظهر والعصر ، ثم انطلقنا فى جولتنا ، المول يستحق أن يوضع فى برنامج الجولة السياحية ، ضخم جدا ، ومنظم بصورة جميلة ، وبه مايرضى كل الأذواق ، مايميزه عن سيتى ستارز القاهرة هو صالة ألعاب متطورة جدا للأطفال ، التقطنا الصور ، تناولنا الغذاء ، ثم اشتريت أخيرا خط بحرينى ، انهينا الجولة الممتعة فى المول وتوجهنا الى الباصات ، اتصلت بأمى ، سلمت عليها وأرسلت سلاماتى لكل الأسرة ، لا شك أنى افتقدتهم ...
ذهبنا الى " موفنبيك " ، فى طريقنا الى هناك كان هناك الكثير من المرح فى الباص ، منظر يستحق التسجيل ، شباب عربى من مختلف الدول التى لا تعلم كيف تتفق ، يجلسون بع يمرحون ويمزحون وكأنهم يعرفون بعض من عقود ، اقترح أحدهم أن نسمع أنشودة فلم يتطوع أحد ، فاقترحوا أن نردد نشد نحفظه جميعا ، طبعا هم معظمهم من الخليج ، فانتظرت لأسمع ماهو النشيد الذين يتفقون عليه ،فإذا به أفاجأ بأنهم ينشدون " لبيك إسلام البطولة " ، فى منتصف الانشودة بدأنا ندخل الكلمات فى بعضها ، فتوقفنا على الانشاد ، لنجد أحدنا ينشد بصوت عالى " أنا البندورة الحمراء " ، ليغرقنا فى فاصل من الضحك لم يتوقف الا ونحن نغادر الباص ...
بدأنا المحاضرة الأولى " مهارات البحث على الانترنت " ، يالله ، كلنا لا نفقه شيئا فى البحث على الانترنت ، تعلمت كيف أصل الى الموضوع الذى أريده ، وكيف أجد الصورة التى أبحث عنها ، كانت محاضرة قيمة جدا ، إن شاء الله ستحل لى مشاكل كثيرة كنت أواجهها ...
أخذنا بريك ، صلينا المغرب والعشاء ، ثم بدأت المحاضرة الثانية ، " التكوين الثقافى لدى الشباب " لـ أ.مصطفى الحباب ، وهى المحاضرة الأكثر إثارة للجدل فى كل المؤتمر ، والتى استثارت كل المشاركين ليقلبوا طاولات العشاء الفاخر الى صالونات ثقافية لنقد هذه المحاضرة ، فهى اصطدمت بالكثير من المفاهيم التى نؤمن بها ... لم يكن المحاضر موفقا فى إثارة البلبلة هذه ، وواجه هجوما فكريا لم يواجهه أحد قبله ، وأعتقد أنه لن يواجهه أحد بعده ...
أنهينا العشاء ، فتوجهنا الى الباصات لنعود الى الفندق ، كان الجميع يتحدثون ويصيحون ، فقطعت حديثهم ، ومثلت دور المتأثر الحزين ، وقلت لهم
- " شباب ، أنا عايز أعمل مداخلة لو سمحتوا "
- اتفضل
- دلوقتى شعار المؤتمر إخاء وبناء ، صح
- إيه مظبوط
- طيب احنا النهاردة الصبح راحت علينا نومة ، تخيلوا صحينا الساعة كام
- كام ؟
- 12
عم الذهول كل من فى الباص
- يعنى أنا بجد زعلان من اللى حصل ، لأنى سألت نفسى بعد ماصحيت ، ان مرت أكثر من خمس ساعات وماحدش اكتشف اننا مفقودين ، يعنى افرضوا لا قدر الله كان حصل لنا حاجة ولا متنا ، كنتوا هتكتشفوا امتى
طبعا أنا مثلت الدور بإتقان ، كانت نتيجته أن بدأت الاعتذارات تتوالى علينا ، ثم تطور الأمر الى دعوة بأن يكون مسئول مجموعتنا مكلف بايقاظ كل غرفة عند أذان الفجر وعند الانصراف ، فلما رفض ، بدأت الدعوات لعزل المسئول و بدأت الأمور تتفاقم ، بالطبع كله يطرح بالمزاح ، الى أن تطوع أحدهم بايقاظنا صباحا ، وكلف أحدنا بايقاظ الجميع عند الفجر ....
عدنا الى الفندق ، غيرنا ملابسنا ، ظبطنا منبهاتنا ، وابتهلنا الى الله عز وجل أن نستيقظ فجرا ، ليتجب الله دعائنا ، ونصلى أول فجر لنا جماعة مع الآخرين منذ أن بدأ المؤتمر ...
الاثنين 27/2/2009 الساعة 10:40 مساءً