أجبرتنى الظروف على أن أذهب بعيدا ...
لم يترك لى حق الإختيار ...
كنت أعلم انه سيأتى اليوم الذى فيه سأبتعد ...
لكنى لم أتوقع أن يأتى بهذه السرعة ...
ذهبت اليهم وأخبرتهم ...
لا بد من الغربة هذا العام ...
لم أجد منهم اعتراضا ...
فهم واثقون بأنى فكرت ألف مرة قبل أن أتخذ هذا القرار ...
ذهبت بعيدا ، وبدأت فى التأقلم على العيش وحيدا ...
لم أكن أعلم أن الأمر سيكون بهذه الصعوبة ...
أصبحت الدقائق فى غربتى ساعات ...
أشعر أن أيام الأسبوع صارت ألف يوم ...
أفتقد هناك أشياءا لم أكن أشعر بوجودها حتى ...
أصبحت أشتاق الى صوت ابى وهو يوقظنى عند الفجر ...
أستيقظ كل يوم ، أنظر فى الساعة التى تعدت السابعة صباحا ، فتتملكنى رغبة فى البكاء ...
منذ أن ذهبت الى غربتى وحتى هذه اللحظة لم أصلى الفجر فى المسجد ...
لم أكن أدرك أن إيقاظ أبى لى نعمة تستوجب أن أشكر الله ألف مرة عليها ...
أصبحت أشتاق الى إبتسامة أمى عندما أعود ، وسؤالها الذى كان دوما يدفعنى للضحك من صميم قلبى" انت جيت ؟! "...
عندما أرجع من كليتى الآن ، أفتح الباب فلا أجد أمى وهى تبتسم ... أدخل سريعا الى غرفتى ... أحاول أن أشغل نفسى بأى شيئ حتى لا أفكر فيها ...
أصبحت أشتاق الى رفقة أصدقائى فى رحلة الرجوع من الكلية كل يوم ...
أصبحت اشتاق الى الحديث معهم ...
أصبحت أشتاق الى حديث صديقى محمد الساخر عن الكلية وما يحدث فيها ... كان كلامه ينسينى كل همومى ، ويخرجنى من الضيق والحزن الذى كان يسيطر على فى بعض الأحيان ...
الان أصبحت همومى تتراكم بداخلى بلا مخفف عنى ...
أصبحت أشتاق الى إخوتى ...
لم أعد أراهم الا ساعات قليلة فى يوم واحد من ايام الأسبوع ...
لم أكن أعلم أنى أحبهم إلى هذه الدرجة ...
لا أتوقف عن التفكير فيهم وفى أمى وأبى ...
الآن دخلت أشياء جديدة فى قاموس حياتى ، لم يكن لها وجود من قبل ...
الطعام ، النظافة ، كانت أشياء منتهية بالنسبة لى من قبل ...
أصبحت الآن من مسئولياتى ...
ليست المشكلة فى التنظيف أو الطهو أو أيا كان ...
فقد تربينا على أن نتأقلم على أى وضع ...
لكن المشكلة فى اننى حرمت من الشعور بأن هناك من يهتم لأمرى ..
وأن هناك من يتعب من أجل راحتى ...
انها طبيعة الإنسان ... أن يفرح عندما يجد من يحمل عنه أعبائه ، ويفرح أيضا عندما يحمل هو عبء من يحب ...
طوال غربتى و أنا أتذكر كلمات صديقى عماد فى موضوعه الملهم " أنفاسهم " ...
حقا من المستحيل أن نحصى عُشر أنعم الله علينا ...
غربتى حتى الآن علمتنى الكثير ...
يكفى أنها جعلتنى أكتشف بعضا من أنعم الله التى كنت غافلا عنها ...
غدا سيبدأ أسبوع جديد من هذه الغربة اللعينة ...
عزائى فيها أنها فى سبيل الله ...
أننى أصبحت أكثر التزاما فى كليتى ...
أصبحت أكثر انضباطا فى مواعيدى ...
أصبحت أجد الوقت الكافى لأذاكر ...
عزائى فيها أننى أفعل ذلك برا بأبى وأمى ...
عزائى فيها عبارة أبى التى دوما يرددها
" ستزول كل الآلام ويبقى الأجر "
لم يترك لى حق الإختيار ...
كنت أعلم انه سيأتى اليوم الذى فيه سأبتعد ...
لكنى لم أتوقع أن يأتى بهذه السرعة ...
ذهبت اليهم وأخبرتهم ...
لا بد من الغربة هذا العام ...
لم أجد منهم اعتراضا ...
فهم واثقون بأنى فكرت ألف مرة قبل أن أتخذ هذا القرار ...
ذهبت بعيدا ، وبدأت فى التأقلم على العيش وحيدا ...
لم أكن أعلم أن الأمر سيكون بهذه الصعوبة ...
أصبحت الدقائق فى غربتى ساعات ...
أشعر أن أيام الأسبوع صارت ألف يوم ...
أفتقد هناك أشياءا لم أكن أشعر بوجودها حتى ...
أصبحت أشتاق الى صوت ابى وهو يوقظنى عند الفجر ...
أستيقظ كل يوم ، أنظر فى الساعة التى تعدت السابعة صباحا ، فتتملكنى رغبة فى البكاء ...
منذ أن ذهبت الى غربتى وحتى هذه اللحظة لم أصلى الفجر فى المسجد ...
لم أكن أدرك أن إيقاظ أبى لى نعمة تستوجب أن أشكر الله ألف مرة عليها ...
أصبحت أشتاق الى إبتسامة أمى عندما أعود ، وسؤالها الذى كان دوما يدفعنى للضحك من صميم قلبى" انت جيت ؟! "...
عندما أرجع من كليتى الآن ، أفتح الباب فلا أجد أمى وهى تبتسم ... أدخل سريعا الى غرفتى ... أحاول أن أشغل نفسى بأى شيئ حتى لا أفكر فيها ...
أصبحت أشتاق الى رفقة أصدقائى فى رحلة الرجوع من الكلية كل يوم ...
أصبحت اشتاق الى الحديث معهم ...
أصبحت أشتاق الى حديث صديقى محمد الساخر عن الكلية وما يحدث فيها ... كان كلامه ينسينى كل همومى ، ويخرجنى من الضيق والحزن الذى كان يسيطر على فى بعض الأحيان ...
الان أصبحت همومى تتراكم بداخلى بلا مخفف عنى ...
أصبحت أشتاق الى إخوتى ...
لم أعد أراهم الا ساعات قليلة فى يوم واحد من ايام الأسبوع ...
لم أكن أعلم أنى أحبهم إلى هذه الدرجة ...
لا أتوقف عن التفكير فيهم وفى أمى وأبى ...
الآن دخلت أشياء جديدة فى قاموس حياتى ، لم يكن لها وجود من قبل ...
الطعام ، النظافة ، كانت أشياء منتهية بالنسبة لى من قبل ...
أصبحت الآن من مسئولياتى ...
ليست المشكلة فى التنظيف أو الطهو أو أيا كان ...
فقد تربينا على أن نتأقلم على أى وضع ...
لكن المشكلة فى اننى حرمت من الشعور بأن هناك من يهتم لأمرى ..
وأن هناك من يتعب من أجل راحتى ...
انها طبيعة الإنسان ... أن يفرح عندما يجد من يحمل عنه أعبائه ، ويفرح أيضا عندما يحمل هو عبء من يحب ...
طوال غربتى و أنا أتذكر كلمات صديقى عماد فى موضوعه الملهم " أنفاسهم " ...
حقا من المستحيل أن نحصى عُشر أنعم الله علينا ...
غربتى حتى الآن علمتنى الكثير ...
يكفى أنها جعلتنى أكتشف بعضا من أنعم الله التى كنت غافلا عنها ...
غدا سيبدأ أسبوع جديد من هذه الغربة اللعينة ...
عزائى فيها أنها فى سبيل الله ...
أننى أصبحت أكثر التزاما فى كليتى ...
أصبحت أكثر انضباطا فى مواعيدى ...
أصبحت أجد الوقت الكافى لأذاكر ...
عزائى فيها أننى أفعل ذلك برا بأبى وأمى ...
عزائى فيها عبارة أبى التى دوما يرددها
" ستزول كل الآلام ويبقى الأجر "
لكنى مازلت مؤمن أنها غربة لعينة ...