الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

هيا لنفرح



صحيح أننا فقدنا ضيفا عزيزا جدا على أنفسنا

وصحيح أن من الطبيعى أن نحزن لفراقه ، ونتألم لفقدانه

لكن حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نفرح

كان يعلم أننا سنشتاق

كان يعلم أننا سنحزن

كان يعلم أننا سنتضايق

كان يعلم أننا سنكتئب

لكنه أمرنا بالفرح ...

هو لا ينطق عن الهوى

هو أعلم بأنفسنا منا

هو أعلم بمصلحتنا

لذا فلنقل سمعا وطاعة

ولنفرح بضيفنا الجديد

ولنرسم إبتسامة على وجوهنا

إحياء لسنة حبيبنا

كل عام وأنتم بخير

جعله الله عيد خير وبشر وبركات

وتقبل الله منا ومنكم الطاعات

وتنزل علينا بالرحمات

وعفا عنا كل الذنوب والسيئات

وجعل لقائنا مع نبينا فى الجنات

اللهم آمين

الخميس، 25 سبتمبر 2008

إستراحة مسافر



أيامى التى مضت حملت لى كل أنواع المشاعر التى خلقها ربى ووضعها فى عباده ...

ضحكت و بكيت ...

فرحت و حزنت ...

صمدت و هويت ...

حلمت و غضبت ...

نجحت وفشلت ...

أحببت و كرهت ...

رضيت و امتعضت ...

تعبت و ارتحت ...

إستمتعت و مللت ...

شعرت أحيانا بأنى ملك ، وأحيانا أخرى بأنى عبد ...

شعرت أحيانى بأنى قائد حكيم أمسك بزمام الأمور بمنتهى الثقة ، وأحيانا أخرى شعرت بأنى طفل كل مايجيده فى الحياة هو الصراخ ...

شعرت أحيانا بأنى قادر على تحمل أى مصيبة برباطة جأش وصمود الأبطال ، وأحيانا أخرى كل ما كنت أحتاجه هو حضن أرتمى فيه وأبكى بكاء الأطفال ...

مررت بأيام كان صمتى فيها طويل ، وأيام أخرى كنت أمل من ثرثرتى التى لا تتوقف ...

شعرت ...

شعرت ...

شعرت ...

حسنا كفانى مشاعر...

فاالآن فقط أريد أن أضع رأسى على وسادتى وأنام بلا إضطراب أو قلق ...

أريد التوقف عن التفكير قليلا ...

فالآن فقط تأكدت أنى إنسان ...

الخميس، 11 سبتمبر 2008

من مِنـَّا على حق ؟!... قصة قصيرة



هائم ٌعلى وجهى أسيرُ فى الطرقات بلا هدف ، أتلفت من حولى أتفحص وجوه المارة فأجد الجميع يمشون بلا هدف مثلى، لم يعد يعنى الوقت لى شيئا ، النهار أصبح كالليل ، الفرق بينهما هو لون السماء التى لم أنظر لها منذ وقت بعيد ، فعيناى لم تعد تجرأ على النظر لأعلى ، أخذت كلمات أمى تترد فى أذناى " يابنى الدنيا ليست بهذا السوء ، صدقنى إنها لا تزال بخير " أخذت الكلمات تكرر نفسها على مسمعى ، حتى كدت أن أقتنع ، لكن سيارة مسرعة مرت من جانبى فأغرقتنى ببحر من المياه كانت سببا كفيلا بعزوفى عن الاقتناع بكلامها ، فكرت كثيرا فى كل شيء حتى أصبح التفكير مهنتى ، بالطبع هو كذلك لأنى عاطل عن العمل ، عشرون عاما من الدراسة ذهبوا هباءا ، عشرون عاما من المذاكرة والامتحانات والسهر والحرمان من متع الحياة ضاعوا بلا ثمن . كانت أمى دائما تبشرنى بأنى سأصبح ذا شأن كبير فى يوم من الأيام ، مسكينة هى أمى ، دائما ترى الحياة وردية .
أخذت أسير بلا عقلى ، فقدمى تعرف طريقها دون أن أفكر فيه ، وصلت الى المكان المنشود ، انها الحديقة التى شهدت مراحل تطورى أو إذا تحرينا الدقة فلنقل مراحل تخلفى ، جلست على مقعدى المفضل ، وبدأت فى العمل ، أقصد بدأت فى التفكير ، أخذت أندب حظى العاثر تارة ، وأسترجع كلام أمى تارة ، قلت فى نفسى لعلها محقة ، هى دوما ًمُحقة فى كل شيء ، وأنا دوما ًمخطئ فى كل شئ ، فلم أرفض الاقتناع بكلامها فى تلك النقطة بالذات؟ ربما لأنى كنت الأول على دفعتى لكن التعيين ذهب لأبناء الأساتذة ، ربما لأنى طردت من عملى بلا سبب ، ربما لأنى حتى الآن لا أستطيع مجرد التفكير فى أن أكمل نصف دينى ، ومن هى المجنونة التى تقبل بى زوجا ، ربما ... ، ربما ... ، ربما ... ، أخذت الذكريات السيئة تتوارد تباعا إلى أن إستطاعت دمعة أن تفك الحصار الذى كنت أحاول فرضه عليهم ، فانهمر سيل الدموع يُلطف بعضا من نيران قلبى المتأججة ، فقدت حينها الاحساس بالزمان والمكان ، واستمرت نوبة البكاء مايزيد عن الدقائق العشر ، وفجأة أحسست بيد تربت على كتفى ، استدرت فإذا رجل فى العقد الخامس من عمره يبتسم لى ابتسامة رقيقة و
- مابك يابنى ؟
- لا شيئ عمى
- كل هذه الدموع ولا شيء ، أنا أتابعك من بداية قدومك ، ومن خبرتى فى الحياة أؤكد لك أن هناك أشياء تثقل كاهلك ، فلا تتدعى انك بخير
لم أجد مفرا من أن أحكى له بعضا من همومى ، لعلى بذلك أستريح بعض الشيء ، أخذت أسرد له قصص فشلى فى الحياة ، ومواقف الظلم التى تعرضت لها ، حكيت له عن نظرتى السوداوية للحياة ، ونصيحة أمى التى لا أستطيع الإقتناع بها ، حكيت له كل شيء والرجل ينصت لكلامى وكأنه تحول الى تمثال شمع بلا حياة ، لكنه بين كل حين وحين يضع يده على كتفى ، لا أعلم ، ليواسينى أم ليعلمنى أنه مازال على قيد الحياة .
- كل ماقلته يابنى كفيل بأن يدمر أى أحد ، لكنى أرى أمك محقة فى كلامها ، فالظلم مهما تفشى فى الارض ،يظل الخير موجودا ولو قليل ، دع عنك هذا اليأس و حاول ان تثبت لنفسك أنها أخطأت بشدة فى حقك حينما أقنعتك أن الدنيا سوداء بلا أبيض ، ولتعلم أن وراء كل قصة نجاح مئات التجارب الفاشلة ، أتركك يابنى الان ، ولتعلم أنى واثق أنك ستشق طريق النجاح بنفسك .
- شكرا جزيلا عمى على اهتمامك ونصيحتك ، سأعمل بها بإذن الله .
انصرف كل منا إلى حاله ، وأنا فى طريقى الى البيت استرجعت شريط ما حدث ، فتنهدت تنهيدة المستسلم ، فأمى أيضا على حق هذه المرة ، فهذا الرجل دليل على أن الدنيا لا تزال بخير وليست كما أراها ، فاهتمامه وإنصاته ونصيحته تؤكد أن الخير مازال موجو...........
توقفت عن التفكير فجأة ، وتسمرت يدى فى جيبى ، وجحظت عيناى من هول المفاجأة ، لقد سُرق الهاتف ، وبرد فعل طبيعى وضعت يدى على جيبى الخلفي ، تبا ُ ، المحفظة أيضا سرقت .
الآن فقط عرفت سر اهتمام الرجل ، والآن فقط ولأول مرة أنا على حق وأمى مخطئة .
تمت بحمد الله تعالى