السبت، 28 يونيو 2008

هذى صرختى .. فهل من مجيب؟!






برنامج شهير جدا اسمه " لحظة الحقيقة " "the moment of truth " ، شاهدت حلقة منه قريبا ، فجال فى عقلى خواطر كثيرة أردت أن أشاطركم إياها .

بداية لمن لا يعرف البرنامج ، فسأعطيك فكرة مختصرة عنه ، هذا البرنامج فكرته مبنية على كشف الاسرار الخاصة جدا ، فالمتسابق أو الضيف يخضع لجهاز كشف الكذب قبل الحلقة ، ويتم سؤاله خمسين سؤالا يجاوب عليها بالنفى أو بالاثبات ، ويتم إختيار عشرين سؤالا فقط فى الحلقة ، يجيب عنهم المتسابق مرة أخرى بحيث أنه إذا شعر بأنه أخطأ فى أحد الاجابات عند إختبار كشف الكذب ، فبإمكانه تغيير الاجابة فى الحلقة وتحتسب له أنها إجابة صحيحة . ويحضر مع الضيف أقرب الناس اليه سواء عائلته أو أصدقائه . وهناك سؤال من ضمن الأسئلة يسأله شخص من خارج الحلقة عادة مايكون بينه وبين المتسابق خلاف أو مشاكل . جائزة البرنامج 500,000 دولار أمريكى لمن يجيب على كل الأسئلة .

حقيقة شكل لى هذا البرنامج صدمة شديدة، وانا واثق من أنه سيشكل صدمة لكل من سيشاهده ، ويكفيه حتى الآن أنه خرب بيوتا كثيرا بسبب شدة خصوصية الاسئلة والاسرار التى تفضح ، وأنا لا أستطيع أن أجد سببا مقنعا يجعل هؤلاء الأشخاص يكشفون عن هذه الأسرار الدفينة ، لان فى رأيى أن سرا واحدا من الاسرار التى يكشف عنها لا تعوضه كنوز الارض بأكملها ، وملايين الدولارات لن تعوض عائلة تشتت شملها بسبب سر قرر صاحبه أن يكشف عنه أمام العالم كله من أجل حفنة من الدولارات .

صدمنى أيضا كم النفاق الهائل الذى رأيته من أقارب المتسابقين ، فبعد أن يتم الكشف عن سر خطير كفيل بأن يدمر هذا الشخص وأقربائه ، وإذا بى أجدهم يبتسمون ويصفقون له لانه إجتاز هذا السؤال بنجاح ، ثم أفاجئ بعد ذلك بأخبار انفصالهم فى برامج الاخبار العالمية .

من الأشياء أيضا التى أثارت إشمئزازى ، هى أن معظم الاسرار التى يتم الكشف عنها ، أسرار جنسية وخيانات زوجية , وكان هؤلاء البشر قد تحولوا إلى حيوانات لا هم لهم إلا إشباع شهواتهم ، حتى أصبح الأزواج لا يثقون بزوجاتهم ، والزوجات لا يثقن بأزواجهن ، وتجد أن أحدهم يشك بأن زوجته أقامت علاقة مع أخيه ، أو إن إحداهن تشك بأن زوجها أقام علاقة مع أختها ، كل هذا يتم الكشف عنه فى هذا البرنامج ، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أقول " الحمد لله على نعمة الإسلام "
ثم سألت نفسى بعد كل هذا ، إذا كان الرنامج بهذا السوء فكيف يه يحقق هذه الشعبية الكاسحة ، والإجابة هى أننا بطبيعتنا نحب معرفة أسرار غيرنا ونشعر بالمتعة عندما نراه فى هذا الموقف العصيب الذى يكون فيه مضطرا إلى - كما يقولون - نشر غسيله القذر ، ولان الانسان بطبيعته يحب أن يرى غيره فى المواقف التى لا يحب أن يوضع هو نفسه فيها ، وهذا سبب شعبية المصارعة الحرة أيضا ، فالناس يحبون أن يروا بشرا أمامهم كالحيوانات ، يتقاتلون ، ويضربون ويقومون ببعض الحركات الجنونية التى كلما زادت خطورتها ، كلما زادت معها صرخات المشجعين ومتعتهم ، لأنهم يحبون أن يروا أناسا يقومون باشياء لا يرغبون هم فى أن يفعلوها بأنفسهم .



فى نهاية حديثى ، فإن ما دفعنى إلى الحديث عن هذا البرنامج هو أننى شاهدت إعلانا قريبا يشير الى انه جارى التحضير الآن الى النسخة العربية من هذا البرنامج وانه من يرغب الاشتراك عليه الاتصال ببعض الهواتف المعلنة . وأنا من هنا من مدونتى المتواضعة ، أرسل صرخة إستغاثة الى القائمين على هذه البرامج ، أرجوكم كفوا عن خراب بيوتنا ، كفوا عن التفريق بين الأزواج ، كفوا عن تشتيت العائلات ، و لاتكونوا اعوان إبليس فى الأرض . أرجوكم فمجتمعاتنا العربية لن تحتمل هذه النوعية من البرامج , أرجوكم ، فنحن لا نريد ضعفا على ضعفنا ولا ذلة على ذلتنا .
هذى صرختى فهل من مجيب ؟!!!!!
أتمنى .....

الاثنين، 23 يونيو 2008

اللهم أرزقنا الفهم .....



تعلمت أن أولى خطوات العلاج هى إعتراف المريض بمرضه وإقتناعه بأنه فى مشكلة عليه حلها ، وإلا فلا فائدة من أى مجهود قد يبذله الآخرون لمحاولة علاجه.
**********
سأذكر لك ثلاثة مواقف تحمل بين طياتها معانى عظيمة وإن كان ظاهرها يحمل بعضا من السخرية إلا أن باطنها أعمق من ذلك بكثير
**********
الموقف الأول

حدث معى أثناء الإمتحانات ، فقد إبتلانى الله ببعض الزملاء من حولى يطبقون مبدأ التعاون والتكاتف والوحدة فيما بينهم ، بالاضافة الى أن كلا منهم على حده محترف فى الغش ولديه من الأساليب ماتستحق التدريس فى مناهج الثانوية العامة ، زميلى الذى يجلس أمامى مباشرة " اتقفش" فى خمسة امتحانات ، أى أنه حطم الرقم القياسى فى هذا المجال ،ولم يحدث معه شيئ ففى كل مرة ينتهى الامر بقصائد من الإعتذار للمراقب حتى يعفو عنه ، المهم أنه فى أحد الامتحانات اكتشف المراقب زميلى هذا وهو يغش من ورق يخص المادة فاقترب منه وأخذ منه الورق وقال له كلام فيما معناه "كده كخة ياحبيبى ، لو عملتها تانى هقول لماما " ، وانتهى الامر على هذا ، لكن فى آخر نصف ساعة من الامتحان ، جاء هذا المراقب وجلس بجواره وأخبره بصوت منخفض أنه إذا أراد أن يغش من اى أحد فليفعل ذلك لكن بدون أن يلاحظ أحد ثم سأله " هو اللى وراك ده مابيدكش أى حاجة " بالطبع يقصدنى آنا ، فأجابه زميلى بالنفى ، فعتب على الرجل سوء تصرفى وقلة أدبى وقال لى بالحرف الواحد " هو أنت خايف ليطلع عليك الاول يعنى " ، نظرت إليه نظرة يملؤها الإحتقار فأنا أمتعض هذه الشخصيات ورددت عليه " لا والله بس أنا مش عايز أخش النار عشان خاطره " ، انتهى الموقف على ذلك وواصلت الاجابة ، وحقيقة فقد كنت متضايق جدا من صعوبة الامتحان وطوله الشديد حتى انتهى الوقت وسلمت الورقة للمراقب ، ثم وتعبيرا عن غضبى من الامتحان قلت " أففففففف" ، وإذا بالمراقب الهمام يقول لى " ماتقولش أففففففف عشان حرام " ، بالطبع عزيزى لاأستطيع أن أصف لك شعورى حينها ، كدت أن أفترس الرجل إفتراسا لكن الله ألهمنى بعضا من الحكمة التى جعلتنى أتظاهر بأنى لم أسمعه وانصرفت سريعا قبل أن تحدث تطورات ، فهناك حكمة تقول
" لا تناقش غبيا لأن الناس لن يعرفوا أيكما الغبى " .


**********
الموقف الثانى
سمعته من الداعية الإسلامى الشيخ محمد العوضى أعزه الله يقول
الامام بن قتيبة فى كتابه عيون الأخبار يقول " جاء رجل الى الامام المفتى فقال له يا إمام لقد زنيت بإمرأة فحملت منى بالحرام ، فقال له الشيخ ياخرابك لم جعلت العقوبة عقوبتين ،عقوبة الزنا وعقوبة الولد ، لم لم تعزل عنها حتى لا تبوء بإثم الولد فوق إثم الزنا؟! ، فقال ياشيخ بلغنى بأن العزل مكروه ، فقال له يخرب يتك ، بلغك بأن العزل مكروه ولم يبلغك أن الزنا حرام ؟!"
**********
الموقف الثالث
حدث مع صديق والدى يقول عنه والدى أنه من الصالحين ، يحسبه كذلك ولا يزكى على الله أحدا ، يقول لى حدثنى هذا الرجل فقال :
" دخلت أحد المساجد فى إحدى الصلوات ، فوجدت أن الجماعة الاولى قد انتهت ، ووجدت جماعة ثانية يصلون بالقرب من باب المسجد ، فذهبت ولحقت بهم ، ثم ونحن فى صلاتنا كان هناك رجل يقف خارج المسجد عند الباب ، يسأل كل من يخرج من المسجد عن ولاعة ليولع بها سيجارته ، وإذا فجأة أجد الإمام الذى يؤمنا يدخل يده فى جيبه ويخرج ولاعة ويناولها لهذا الرجل ، فأخذها منه وولع سيجارته ثم ناوله إياها مرة أخرى ، كل هذا حدث ونحن فى الصلاة ، فلما فرغنا من الصلاة ذهبت إلى الإمام وقلت له بمنتهى الهدوء حضرتك أستاذنا ولكن مافعلته منذ قليل من مبطلات الصلاة ، وإذا بالرجل ينفجر فى وجهى " أيوة مانتو عشان مربيين شعرتين فى دقنكم فاكرين ان الدين بتاعكم ، إيه اللى حصل يعنى ، هم 3 حركات ، طلعت الولاعة ، إديتهاله ، خدتها منه ، إيه اللى حصل يعنى "
فإذا بى أقول له بكل هدوء " طب ما كنت تولعله بالمرة " "
**********
سأترك لك عزيزى القارئ فرصة استنباط ما أريد أن أخبرك به من هذه المواقف ، فأنا كما ذكرت من قبل لم أوردها لك على سبيل الدعابة ، بل إنى أهدف من وراءها الى معانى كبيرة قد يكون إعترافنا بها بداية الاصلاح والتغيير.
**********
نصيحتى لكم إخوانى الافاضل واخواتى الفضليات فى نهاية حديثى
أدعوا الله عز وجل دوما بهذا الدعاء
"اللهم أرزقنا الفهم "
اللهم آمين
*********
تحديث: لمن يعرفنى ومن لا يعرفنى شخصيا ، كل ما أكتبه على المدونة هو عبارة عن نقاط ضعف أجدها فى شخصيتى ، فأكتب عنها لأذكر نفسى قبل أن أذكركم ،ولأحاول ان أجد لها علاجا، فإذا وجدت فى كلامى بعضا من الضيق أو السخرية أو الغضب، فإنما أسخر من الخطأ نفسه ولا أسخر من المخطئ ، وأريدكم أن تعلموا جميعا أنكم أساتذتى وإنما أنا نقطة فى بحركم.
تحياتى
أخوكم الصغير

الأحد، 22 يونيو 2008

من أين أبدأ ؟!



سلام ٌمن رب الأنام

على الأهل والصحب الكرام

سلامٌ سلامٌ سلامْ
*****
لا أدرى من أين أبدأ كلامى؟!

هل أبدأه باعتذار على تقصيرى فى الفترة الماضية ؟!

أم أبدأه بوصف فرحتى الشديدة بإنتهائى من ذاك الكابوس اللعين الذى يطلق عليه
البعض "إمتحانات"؟!

أم هل أبدأ كلامى بتعهد على أن عودتى للمدونة ستكون بإذن الله قوية جدا ؟!

أم من أين أبدأ ؟!!!...

أيا ًكانت البداية فأنا راض ٍعنها ، فيكفينى أنـٍّى أكتب إليكم من جديد ، فلا أخفيكم سرا فقد
مررت بلحظات شعرت فيها أننى وسط كابوس لا ينتهى ، وان عودتى للكتابة من جديد
ضرب ٌمن المستحيل ، بل ضرب من الجنون ، لكن بفضل الله ومنّه مرت هذه اللحظات
ولم
يتبقى منها الا أشلاء ذكريات ....

لن أطيل عليكم ، فكل ما أريد أن أخبركم إياه أننى اشتقت اليكم جدا جدا جدا

وأسال الله عز وجل أن تكون الايام القادمة أيام خير لى ولكم ، وان يجعل كل ماستخطه يداه
فيه إفادة لى ولكم وفى ميزان حسناتنا جميعا
اللهم آمين
تحية مصحوبة بأرق المشاعر والتحيات إليكم وتزينها عبارة

" إنى أحبكم فى الله "
*******
أخوكم الصغير /
عبدالرحمن